رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المثقفون في ليلة العيد.. نجيب محفوظ ينقش كعك العيد وأعد محمد جبريل الصواني

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

روايات أهل الإبداع عن ليلة العيد، وإعداد كعك العيد غنية بالذكريات والشجون والمحبة مثل أعمالهم الإبداعية؛ منها رواية أديب نوبل المبدع الراحل نجيب محفوظ الذي نقش معك العيد مع والدته، ومنها رواية المبدع الكبير محمد جبريل الذى تذكر في مقال نشره في صحيفة "المساء" بعنوان "العيد"؛ وغيرها.

عندما نقش نجيب محفوظ كعك العيد مع والدته

في كتاب "أنا نجيب محفوظ" للكاتب الصحفي والمؤرخ الأدبي "إبراهيم عبد العزيز"؛ كشف نجيب محفوظ عن ذكرياته في ليلة العيد؛ قائلا "كنت أشارك في عمل الكعك، حيث كنت أقوم بنقشه مع والدتي، ثم يأتي الفران ليحمله للفرن، وكنت أسعد بمنظره حينما يعود من الفرن، فقد كنا نتباهى ونحن أطفال بكعك والدتنا أمام الأصدقاء، وكان كل منا يعزم على الأصدقاء بالكعك، فكنا نتذوق كعك البيت وكعك الأصدقاء حتى تمتلىء بطوننا".

وأضاف: "كنت أهوى تناول الكعك، لكنى عندما أصبت بمرض السكر، منعني الأطباء من تناوله، أما الجنيه الذهب الذي كان يعطيه لي والدي فكانت فرحته غامرة.. قيمة ذلك الجنيه الذهب لم تكن في قيمته الشرائية بقدر ما كانت في ذهبه اللامع، وفي ما كان يرمز إليه من مناسبة سارة".

وتابع: أما لبس العيد، فكنت أذهب مع والدي أشتري بدلة العيد وما أريده، أما بدلة العيد فكانت تبيت في حضننا ليلة العيد، وكان لها رائحة الملابس الجديدة التي لم تكن تفارقني طوال أيام العيد

محمد جبريل وليلة إعداد كعك العيد

وكتب المبدع الكبير محمد جبريل في مقال نشرته صحيفة المساء بعنوان "العيد"؛ يقول:"كانت أمى بصحتها، بمعنى أني ربما كنت في الخامسة أو السادسة من العمر، لأنها عانت – بعد تلك السن – من مرض القلب الذي لازمها حتى رحلت عن الدنيا. كانت تشرف بنفسها على إعداد الصواني، تحملها دهب إلى فرن التمرازية القريب، ثمة نداءات وملاحظات وأنوار عالية، وباب الشقة مفتوح لتسهيل الحركة.

وتابع، تظل المدينة – والأحياء الشعبية بخاصة -ساهرة ليلة العيد إلى موعد الصلاة. يدس الأطفال ثيابهم الجديدة تحت الوسادات، أو يضعونها إلى جانبهم على الأسرّة، حتى تعلو التكبيرات. يحرصون في ذهابهم إلى الصلاة على ارتداء الثياب الجديدة، والحصول على العيدية من كبار الأسرة: الجد والجدة والأب والأم والأعمال والأخوال. يحاكون الكبار في أدائهم للصلاة، ينتظرون – كما ينتظر الكبار -حتى ينتهي إمام الجامع من الخطبة."

يوسف إدريس وكعك العيد والعصر الفاطمي

في كتابه "فقر الفكر وفكر الفقر" أنتقد الأديب الراحل يوسف إدريس ما ورثناه عن جاء الفاطميون الذين وأنشئوا القاهرة والأزهر الشريف، وجاءوا معهم بالمذهب الشيعي، وجاءوا أيضًا - وهذا هو الأهم في حديثنا هذا - بكثيرٍ من الطقوس والمهرجانات التي تُصاحب المواسم والأعياد الإسلامية؛ مثل مواكب الفوانيس في رمضان، والتواشيح، وصنع الكعك، واستيراد الياميش، والأكل إلى حدِّ التُّخمة.