رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"كنافة معاوية".. ما الرابط بين الخليفة الأموي الأول والحلوى الرمضانية؟

الكنافة الرمضانية
الكنافة الرمضانية

يتميز شهر رمضان في مصر، بمذاق خاص، ومظاهر احتفال لا يمكن أن تجدها في مكان آخر، فمع تزيين الشوارع وتعليق الفوانيس، جاءت أيضَا موائد المصريين في رمضان تمثل طقوس شعبية وأطباق لا يحلو تحضيرها إلا في الشهر الكريم.

ما أصل تاريخ وصناعة “الكنافة”؟

ومن أشهر هذه الأطباق "الكنافة" التي يطلق عليها الكثيرون أيضًا "كنافة معاوية".. فما أصل هذه الحلوى الشهيرة وما سر التسمية؟

تعرف "الكنافة" إنها من الحلويات الشرقية، المرتبطة بشهر رمضان الكريم وهي حلوى لها تاريخ طويل، صنعت خصيصًا ليتناولها الأمراء والملوك، ويشير المؤرخون إلى أن تاريخ "الكنافة" يرجع إلى العهد الأموي وربما أبعد من ذلك. 

وتعددت الروايات التاريخية حول بداية ظهور "الكنافة"، فقيل إن صانعي الحلويات في الشام هم من اخترعوها وابتكروها وقدموها للخلفاء الأمويين.

ووفقًا لقطاع المتاحف التابع لوزارة السياحة والآثار، أنه فى مصر اتخذت الكنافة مكانتها بين أنواع الحلوى وأصبحت من العادات المرتبطة بشهر رمضان في العصور الأيوبي والمملوكي والتركي والحديث والمعاصر، باعتبارها طعامًا لكل غنى وفقير، مما أكسبها طابعها الشعبي.

أصل اختراع الكنافة.. ولماذا سميت بـ “كنافة معاوية”؟

“كنافة معاوية".. ما الرابط بين الخليفة الأموي الأول والحلوى الرمضانية؟

وتشير الروايات التاريخية إلى أن الكنافة كانت على رأس موائد الملوك والأمراء في بلاد الشام، في رمضان، ويرجع بعض المؤرخين إلى أن بداية ظهورها إلى منطقة الشام حيث ابتكرها صانعي الحلويات وقدموها خصيصًا إلى معاوية بن أبي سفيان، وهو أول خلفاء الدولة الأموية، كطعام للسحور لتمنع عنه الجوع الذي كان يشعر به في نهار رمضان.

كما وصف الطبيب "أكل الكنافة" لمعاوية أبي سفيان، لتمنع عنه الجوع، ومنها ظهرت صناعة الكنافة فى عهده، حتى أن اسمها ارتبط به "كنافة معاوية".

وفي رواية أخرى، يشار إلى أن الكنافة صُنعت في عهد سليمان بن عبد الملك الأموي، كما قيل أن تاريخ الكنافة يرجع إلى المماليك الذين حكموا مصر فى الفترة من 1250- 1517م.

واشتهرت صناعة الحلوى الرمضانية، كما يقول المؤرخين الإسلاميين، في العصر الفاطمي، حيث صنعها المصريين قبل الشعوب الأخرى، وعرفوها عندما تصادف دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة، وكان وقتها شهر رمضان، فخرج الأهالي لاستقباله بعد الإفطار يتسارعون في تقديم الهدايا له وقدموا له أطباق "الكنافة" احتفاءً بقدومه إلى القاهرة.

إبداعات "الكنافة" في مصر والشام

ابتكرت كل بلد طريقتها في صنع الكنافة وحشوها، فكما تفنن بها المصريون، فنرى أهل الشام يحشونها بالقشطة، وأهل مكة المكرمة يحشونها جبن بدون ملح، وهي المفضلة لديهم على باقي الأنواع، وأهل نابلس برعوا في كنافة الجبن أيضًا، حتى اشتهرت وعرفت بـ"الكنافة النابلسية"، وتبقى بلاد الشام هي الأشهر في صنع أشكال مختلفة للكنافة، فهناك المبرومة والبللورية والعثمالية والمفروكة.