رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدكتور أحمد لاشين: «الإخوان» اخترعت أكذوبة عدم تحلل أجساد مرشديها من أسطورة عن حسن الصباح بعد وفاته

الدكتور أحمد لاشين
الدكتور أحمد لاشين

قال الدكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الفارسية بكلية الآداب جامعة عين شمس، إن جماعة الإخوان استلهمت أفكارها من جماعة الحشاشين، لدرجة أن الأكذوبة التى روج لها الإخوان، بعدم تحلل أجساد مرشديها، مأخوذة نصًا من أسطورة أطلقت على حسن الصباح بعد موته.

وأضاف «لاشين» خلال حواره مع الكاتب الصحفى الدكتور محمد الباز عبر برنامج «الشاهد» على قناة «إكسترا نيوز»، أن مسلسل الحشاشين نجح فى دفع الناس للبحث والتأمل فى تاريخ تلك الجماعات الباطنية، وهذا يسهم فى كشف أساطير الجماعات الحديثة التى تم ترويجها فى العقود الماضية.

ونفى أن يكون المسلسل قد تم إنتاجه خصيصًا من أجل الهجوم على الإخوان، لأن المتأمل فى تاريخ الجماعتين سيدرك بطبيعة الحال، أنهما متشابهتان تمامًا فى الأفكار والطرق والوسائل.

وحصل «لاشين» على درجة الدكتوراه، فى بنية الأساطير والحكايات الخرافية الفارسية، وله العديد من الكتابات التى تناقش الشأن المذهبى والسياسى والتاريخى فى إيران، منها كتاب «كربلاء بين الأسطورة والتاريخ»، و«دراسة فى الوعى الشعبى الإيرانى»، وغيرها.

إلى نص الحوار..

■ بداية.. أنت أسهمت فى صناعة مسلسل الحشاشين.. كيف كان ذلك؟

- الشركة «المتحدة» أرسلت إلىّ أوراق المسلسل بالكامل، من أجل مراجعة ٣ قضايا مهمة، الأولى هى «رباعيات الخيام»، فقد وضع مؤلف العمل عبدالرحيم كمال، نحو ٢٥ رباعية فى المسلسل، واستعان بترجمات تراثية لها، وتمثل دورى هنا فى مراجعة هذه الرباعيات، ومعرفة هل هى تتسق مع الأصل أم لا، إضافة إلى إعادة صياغة وترجمة بعضها لتتناسب مع الذوق المصرى، وقد حذفت الكثير منها.

وعمر الخيام، كان لديه نحو ٢٥٠ رباعية، لكن الذى تم تأكيد نسبته إليه منها نحو ٨٠ رباعية فقط، والشاعر أحمد رامى ترجم عددًا منها من الإنجليزية والفارسية.

أما القضية الثانية التى شاركت فى مراجعتها، هى أسماء الأماكن والشخصيات، وهى من الأمور المهمة، حيث كان لا بد أن تنطق بشكل صحيح فى المسلسل لتجنب المغالطة فى الأمور التاريخية، إضافة إلى تدريب الفنان نيقولا معوض على نطق الألفاظ والجمل الفارسية.

■ ما الحقيقى والأسطورى فى شخصية حسن الصباح؟

- سيرة حسن الصباح وطائفة الحشاشين مليئة بالكثير من الإشكاليات والأحداث، التى أثرت فى مسار التاريخ بشكل عام.

وأنا التزمت بمهام عملى بنسبة كبيرة تتخطى الـ٨٠٪، بحيث تم تصحيح أسماء الأماكن والشخصيات فى المسلسل بنسبة كبيرة جدًا، ونحن نرصد تاريخ حقبة وشخصيات مهمة، وبالتالى كان لا بد أن يخرج العمل بالشكل الذى يليق ويحترم عقلية المشاهد.

وأرى أن تاريخ جماعة الحشاشين كان غير واضح، وأول كلام كتب عن تاريخ هذه الجماعة كان بعد انهيار قلعة «آلموت»، حيث حرق هولاكو المكتبة الخاصة بالجماعة ولم ينج منها سوى القليل.

ويعتبر كتاب «سيرة سيدنا»، الذى نجا من المحرقة، أحد الكتب التى تحكى قصة حسن الصباح، وتم تداوله فى كتب التاريخ بشكل كبير، فالمساحة الأسطورية لطائفة الحشاشين هى الأكثر انتشارًا.

فالكتاب يسرد سيرة حسن الصباح، من خلال وجهة نظر الجماعة، وتم نقله للغة الفارسية، وتمت إضافة الكثير من التفاصيل عليه، ثم انتقل للكتب العربية، فالمساحة التاريخية نفسها لم تكن موثقة بشكل كامل.

■ لماذا انتشرت جماعة الحشاشين فى هذا الوقت على الرغم من وجود جماعات أكثر تطرفًا قبلها؟

- المساحة الأسطورية لجماعة الحشاشين، هى التى بدأت فى الانتشار، بل تم التضخيم فيها، لأن العلاقة التاريخية بين الأسطورة والحقيقة متداخلة بشكل كبير، وواقعة السفينة التى كان يستقلها حسن الصباح لـ«أصفهان»، أسطورية بشكل كبير، ولا يتم أخذها على محمل الجد، وكان هدفها هو الترويج لنفسه بأنه هو المخلص والذى سيحكم العالم.

وقبل «الحشاشين» ظهر الكثير من الجماعات التى أخذت نفس الفكر، ولكن لم تأخذ نفس الشهرة، ولعل أهمها «القرامطة»، والجماعة التى ظهرت بزعامة جعفر الصادق واسمها «المنصورية»، وكانت من أكثر الجماعات تطرفًا، حيث ادعى صاحبها أنه عُرج به للسماء، وأنه يحمل مفتاح الجنة. والجماعات المتطرفة التى ظهرت فى هذه الفترة، لم تكن تعترف بالدولة الفاطمية، واعتبرت أن محمد ابن جعفر الصادق هو «المهدى المنتظر»، الذى سيعود بعد نهاية الزمان، وبالتالى حسن الصباح، هو نتاج تطور جماعات متطرفة أخرى، و«الحشاشين» أكثر جماعة استمرت، وكان لها نظام قائم، وبلاد فارس فى هذا التوقيت، كانت مشبعة بالأفكار الأسطورية القديمة.

■ هل كانت «آلموت» القلعة الوحيدة لـ«الحشاشين»؟ وكيف استمرت؟

- الشخصية الإيرانية تميل دائمًا للمساحة التاريخية الأسطورية، وهذا كان أحد أسباب ظهور حسن الصباح بهذا الشكل الأسطورى، وسبب استمرار جماعة الحشاشين أنها كانت تتمتع بنظام شبيه بالدولة، وكان لديها أكثر من ٢٠٠ قلعة.

وامتد نفوذ هذه الجماعة النازرية إلى سوريا، وهذا يدل على سرعة انتشار مثل هذه الجماعات فى هذا التوقيت، وكل الجماعات التى ظهرت بعد «الحشاشين»، اتخذت نفس نهج «السمع والطمع»، وحسن الصباح ظل داخل قلعة «آلموت» ٣٥ عامًا ولم يخرج منها.

كما أن فكرة «الحشاشين»، تكررت فى وقتنا الحالى، وكانت تعتبر النموذج المثالى، لأى جماعة ظهرت فى العقود الماضية، وحسن الصباح كان يعتمد فى القتال على نوعين من الجيوش، الأول الجيش النظامى للميادين، والثانى هو «جماعة الاغتيالات».

■ كيف ترى فكرة الفدائيين التى ظهرت فى المسلسل؟

- كان لدى جماعة الحشاشين نوعان من الحياة العسكرية، إذ كان هناك الجيش الذى يحارب بشكل مفتوح فى الميادين، وجماعة أخرى يطلق عليها التنظيم الخاص أو السرى، وهذا الفريق هو الذى كان يعرف بـ«الفداوية»، وفرقة الاغتيالات فى الجماعة كان لها تأثير كبير، وكانت تسبب الرعب فى الأوساط الاجتماعية فى ذلك الوقت، وكانت هى الأكثر حضورًا.

و«الفدائيون» أو التنظيم الخاص، كانوا يقومون بتنفيذ العمليات ثم ينتحرون بعد ذلك، أو ينفذون عمليات معقدة جدًا، لدرجة أنهم كانوا على وشك اغتيال صلاح الدين الأيوبى، كما اغتالوا الكثير من قادة الدولة السلجوقية.

■ هل انتهجت كل الجماعات التى ظهرت بعد «الحشاشين» فكرة الولاء والبراء والتبعية المطلقة للفرد الواحد؟

- بالطبع، وفكرة الولاء الشديد جدًا والسمع والطاعة، كانت موجودة عند «الحشاشين» بشكل قوى للغاية، وكل الجماعات التى كانت قبلها جاءت بعدها كذلك، والتى أخذت فكرة الولاء والبراء وفكرة التبعية المطلقة للفرد الذى يعتبر الشخص الأسطورى، الذى يملك قدرات غير عادية وصاحب مفتاح الجنة، أيًا كان المسمى.

وفى الجماعات الحديثة لم يكن المسمى بهذا الشكل، بل كانت هناك أسطورية فى الجماعات الحديثة، تبنى فى شخص كحسن البنا، أو فى شخص آخر كسيد قطب.

■ هل كان حسن الصباج صاحب اليد الطولى فى التنظيم؟

- لم يكن حسن الصبّاح هو صاحب اليد الطولى فى التنظيم، بل ظهر قبله أو معه، شخصيات أخرى مهمة جدًا لم يأت ذكرها فى المسلسل، وبالتحديد شخصيتان، الأولى هى «ناصر خسرو»، وهو من أهم دعاة الإسماعيلية الذين ظهروا، وكان يسبق حسن الصباح فى الدعوة، وكان موازيًا له، ويعد منظر أدبيات جماعة الحشاشين، ومن أكثر الشخصيات تأثيرًا فى دعوتها، أو الدعوة النزارية أو الدعوة الإسماعيلية فى إيران بشكل عام. 

وكان ناصر خسرو، يتحكم فى مجموعة كبيرة من الناس، رغم كونه شاعرًا وله كتابات عظيمة ومهمة، لكن كان من أكثر الدعاة تأثيرًا فى الفكر الإسماعيلى، وظهرت حوله مجموعة من الأساطير والحكايات، بأنه كان يمارس السحر، وعاش ١٤٠ سنة، وكان قادرًا على القضاء على أعدائه بالطلاسم والأسحار، ولديه القدرة على التحرك فى إطار ما بعد الطبيعة وما وراء الطبيعة.

أما الشخصية الثانية، فهو «نصير الدين الطوسى»، وكان من العلماء الذين ظهروا فى أواخر عهد قلعة آلموت، وكانت له مؤلفات، وظهر بعد وفاة «الصبّاح» وفى أواخر أيام القلعة، مع دخول المغول وتدميرها، وكان هذا الرجل يعيش داخل القلعة لمدة ٢٨ سنة، وكان فكره ينبع من نفس فكر القلعة، ومع ذلك اتفق مع المغول على القضاء على الخلافة العباسية، فالعمالة قديمًا وحديثًا موجودة لدى أمثال هؤلاء، والمصالح هى من تحكم، فالتفكير البراجماتى موجود لدى كل هذه الجماعات، التى تغير أفكارها وتتبع مبدأ الباطنية أو التقية، لتصدير أفكار معينة، وهذا هو ما فعله نصير الدين الطوسى. ولقب نصير الدين الطوسى، فى بعض الأدبيات الفارسية بالعالم الخائن، وهذا العالم الخائن هو من ساند المغول للقضاء على الخلافة العباسية، رغم أنهم من قضوا على جماعة الحشاشين، التى كان ينتسب إليها، والقلعة التى كان يعيش فيها، فهذا التكوين وتلك البنية والناس التى لديها قدرة على الظهور بأكثر من وجه، تذكرنا بالإخوان حينما كانوا متحالفين مع الإنجليز بعد ١٩٥٢، ليعارضوا معاهدة الجلاء، نفس البنية تتكرر طول الوقت ولا يوجد اختلاف ما بين الجماعات التى أثبتت وجودها فى مرحلة تاريخية ما، وبين الجماعات التى تحاول الظهور، كالإخوان أو حتى غيرها من التنظيمات المتطرفة الموجودة.

■ كيف استطاعت «الحشاشين» صناعة أساطيرها الخاصة؟

- استطاعت جماعة الحشاشين، خلق أساطيرها الخاصة التى انصبت فى النهاية على شخص حسن الصباح، وما تلاه من قادة، فالمساحات من هذه الأساطير، أصبحت هى السمة المؤسسة لكل الجماعات الدينية التى ظهرت بعد ذلك، فلا يوجد قائد جماعة ظهر بعد مرحلة «الصباح» وما تلاه حتى العصر الحديث، إلا وخلق لنفسه مجالًا خاصًا من الماورائية والأسطورية. 

والأسطورة أصبحت هى من تعلو فوق الفكر الدينى نفسه، ونحّت الدين جانبًا، وبدأت فى العمل على مساحة تطويع الدين للأسطورة وللأفكار الخرافية، وليس مجرد العمل على الفكر الدينى أو خلق فلسفة أو فكر خاص.

■ كيف تصنف كلام الإخوان عن عدم تحلل أجساد مرشديها فى قبورهم حتى الآن؟

- هذه الفكرة كانت موجودة عند حسن الصبّاح بنفس هذه التفصيلة، فالأخير عندما كان على وشك الموت وكان يشاع عنه أنه يعرف المستقبل ويعرف موعد موته، قال لأتباعه: لا تدفنونى فى مكان معلوم حتى لا يمثل بجثمانى، وطلب من أحد أتباعه أن يدفنه فى مكان لا يعلمه أحد، وأن ينتحر بعد دفنه حتى لا يعرف أحد مكانه، وإلى الآن لا نعرف أين موقع مقبرة حسن الصباح.

ويقال إن أحد أتباعه بعد ذلك، أو القائد الذى يليه استطاع أن يصل لمكان دفن الصباح، وفتح المقبرة كى ينقل رفاته قرب قلعة آلموت، وذكرت الأسطورة أن جسده لم يتحلل، مثل الكلام عن أجساد مرشدى الإخوان، والأسطورة قالت إنه عقب وفاة «الصباح»، أمطرت السماء دمًا، والأرض تزلزلت، والعالم عاش فى غم وحزن شديد جدًا نتيجة موته. هذه الفكرة استمرت بعد ذلك، وكل هذه أكاذيب وأساطير، والخطورة أننا نصدق، لأن هناك جزءًا كبيرًا من وعينا بُنى على هذا الجزء الخرافى، وأصبحت هناك قابلية لتصديق هذا الأمر.

■ كيف سيطر حسن الصباح على عقول البسطاء؟

- فكرة نشر الرعب مع قيادة حسن الصباح، توارثها أبناء الجماعة من بعده، من خلال نسج أساطير ضخمة حول أفراد «الحشاشين» نفسهم، فقد كان يقال إنهم يسخرون الجن، إضافة إلى امتلاكهم قدرات غير عادية ليست متوفرة عند الإنسان الطبيعى.

تلك الأكاذيب والادعاءات جعلت الناس البسيطة تحلم بالحصول على هذه المميزات، التى تتوافر لدى أبناء الجماعة، فيحاولون التقرب منهم بأى طريقة، وهذا يعكس نجاح مساحة الخديعة لدى «الحشاشين» فى المجتمع الإيرانى والإسلامى بشكل عام.

هناك أيضًا مساحات أخرى، مرتبطة بفكرة أن حسن الصباح نفسه، كان يحاول طوال الوقت ترويج انطباعات فى المجتمع الذى يعيش فيه، بأنه مسيطر على كل تفاصيل الدولة، وذلك من خلال قتل الوزير الأعظم فى الدولة السلجوقية، واثنين من الخلفاء العباسيين، فضلًا عن محاولات اغتيال السلاطين السلاجقة.

■ كيف اتبعت جماعة الإخوان نهج «الحشاشين» فى اغتيال القيادات والشخصيات العامة؟

- المسلسل، أظهر سيطرة الباطنيين على عقول الناس البسطاء، وكيف تم استغلال تخبط الدولة السلجوقية، وهذه الطريقة اتبعتها أيضًا جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات الإرهابية، من خلال استهداف مقرات مهمة للغاية للدولة، مثل مديريات الأمن، واغتيال شخصيات وقيادات عامة.

هذا هو نفس النهج الذى اتبعه حسن الصباح فى تأسيسه لطائفة «الحشاشين»، وبالتالى نحن طوال الوقت أمام استعادة للأفكار الإرهابية فى أزمان مختلفة، كما أن هناك أقاويل تتردد حول أن المسلسل الرمضانى، تم إنتاجه بهدف شن الهجوم على جماعة الإخوان، ولكن ذلك غير منطقى تمامًا، فمن سيراجع الأدبيات الخاصة بجماعتى الحشاشين والإخوان، سيكتشف تلقائيًا أنهما متشابهتان فى كل تفصيلة.

■ كيف كانت نهاية طائفة الحشاشين؟

- نهاية جماعة الحشاشين كانت تليق بدمويتهم، لأن آخر قياداتهم كان اسمه الحسن بن محمد بن برزك أميد، وهو حفيد برزك أميد المساعد الشخصى لحسن الصباح، الذى ادعى أنه الإمام نفسه، بعكس حسن الصباح الذى كان يدعى أنه نائب الإمام.

والحسن بن محمد بن برزك أميد، أسقط كل الفرائض الدينية، بحجة أنه الإمام وزعم أنه لا يجوز الصلاة لله، حتى جاءت نهايته، ومن بعده جاء حكم الدين خورشاه، الذى أعلن عن استسلامه أمام هولاكو، وسلمه القلاع الخاصة بالطائفة.وكلما زاد الوعى بين المجتمعات، قل انتشار أساطير هذه الجماعات بين الناس، وهذا يحدث من خلال نشر الثقافة والتعليم والتوجيه الجيد المتقن، فالخرافات تظهر حين يكون الوعى مندثرًا، لكن فى ظل ازدهار المجتمع ثقافيًا وإعلاميًا ودراميًا أيضًا، سيتم القضاء على هذه الأساطير والخرافات بشكل كامل.

■ كيف نحارب الأساطير والخرافات الإرهابية فى زمننا الحالى؟ 

- من أجل محاربة فكر التطرف فى العصور القديمة، يجب تفكيك أساطير الجماعات نفسها على مدار التاريخ، وليس الجماعات الحديثة فقط؛ حتى يدرك الناس أن البنية الأسطورية واحدة، وتتم إعادة صياغتها مرة أخرى فى العصور التى تليها.

وحين يسمع أحد الناس خرافات الإخوان، سرعان ما سيكتشف أنها تعود إلى أفكار قديمة فى التاريخ، وأن هذه الجماعات المتطرفة تعيد صياغة الفكر فى الزمن الحديث، والنقطة الثانية هى زيادة الوعى الثقافى والإعلامى والدرامى بشكل عام. ومسلسل الحشاشين نجح فى دفع الناس للبحث عن الحقيقة، والسؤال عن الأسباب والنتائج.

فالانتقادات التى وجهت للمسلسل كانت فى صفه، وهذا جزء من مواجهة الخرافات والأساطير بالوعى.

■ هل انتهت جماعة الإخوان من الوجدان المصرى فى الوقت الحالى؟ 

- جماعة الإخوان انتهت تمامًا من الوجدان المصرى، مثلها مثل جماعة الحشاشين وأى جماعة إرهابية أخرى، فالفكرة الشيطانية فى أى زمن تأخذ وقتها ثم تختفى، كما أن المصريين حاليًا أصبح لديهم وعى كامل بحقيقة الإخوان.

ومع انطلاق حركات الاستنارة العامة لتوضيح كل الأفكار الخاصة بالجماعات الإسلامية، وخاصة جماعة الإخوان، أصبح لدى المصريين قدرة على النقاش، ولم يعودوا يسلمون عقولهم كما كان الوضع فى الماضى، بفضل المساحة التنويرية التى حدثت فى المجتمع المصرى خلال السنوات الماضية. وعودة الجماعات الإسلامية إلى المجتمع المصرى أصبحت مستحيلة، ولن تتم، فالمصريون لن يسمحوا بذلك مهما طال الزمان.