رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد حادث موته فى "الحشاشين".. هل قٌتل وزير الدولة على يد الباطنية فى الحقيقة؟

أرشيفية
أرشيفية

كانوا ثلاثة، حلموا معًا بالوصول إلى سدة الحكم، وتعاهدوا على أن أولهم وصولًا إليه يأخذ بيد الاثنين الآخرين، وكان أول من وصل، إنه قوَّام الدين أبوعلي الحسن بن إسحاق بن العباس الطوسي الملقب بنظام المُلك، ثالث الثلاثة، هو وحسن الصباح وعمر الخيام، أبرز أسماء دولة السلاجقة، الذين تدور حولهم أحداث مسلسل "الحشاشين".

يضم مسلسل الحشاشين عددًا من الشخصيات الخيالية والكثير من الشخصيات الواقعية ولعل أبرزها وأهمها هي شخصية "نظام الملك" الموجودة بالتاريخ ولها تأثير كبير في دولة السلاجقة.

سنة 408 هجريًا ولد نظام الملك، بنوقان إحدى مدينتي طوس، ولد في عائلة أكثرها يعمل بالوزارة من قبل الأم، فكان له نصيب من إرث والدته عندما كبر، وفي الصغر أعده والده ليكون جديرًا بالعمل في بلاط الملك، فعلمه القراءة والكتابة وعكف على تحفيظه القرآن الكريم حتى أتمه وهو دون الحادية عشر من عمره. 

إقرأ أيضًا:

القتل باسم الله.. أسرار الحشاشين عبر الزمن

شب نظام الملك على مذهب الإمام الشافعي، وكان شغوفًا بتطبيق الحق ولو على أقرب الأقربين، وحب العلم حبًا كبيرًا فكرس شبابه له واتصل بخدمة علي بن شاذان والي مدينة بلخ، اشتغل في وظيفة الكتابة لديه ومنه وصل إلى داوود السلجوقي الذي وثق به وسلمه إلى والده السلطان ومنه إلى الحفيد الذي أفنى حياته في خدمته وتوفى معه السلطان ملك شاه. 

أثناء ولاية ملك شاه تأصلت علاقة نظام الدولة بالحكم، بعدما عمل بوصية والده وقربه إليه، والحقيقة أن نظام الملك كان مخلصًا جدًا في علاقته بسلطان شاه وكان ناصحًا أمينًا لا يقدم على أي شيء من شأنه أن يؤثر عليه بالسلب أو على الدولة. 

حتى ظهر له حسن الصباح، وطلب منه أن يتقرب إلى الدولة، مذكرًا إياه بالوعد القديم الذي تعاهدا عليه معًا بأن من يصل يأخذ بيد الآخر، تم سرد هذا الموقف تمامًا كما جاء بالتاريخ بين أحداث "الحشاشين" التي تنصل فيه الصباح من دعوته بالكامل، رغبة في الوصول أولًا والمكيدة والقتل أخيرًا. 

استطاع الصباح بمكره ودهاءه الشديدين أن يتقرب من ملك شاه، بل يسحب البساط من أسفل قدم نظام الملك شيئا فشيئا حتى دب الشك والضغينة في قلب ملك شاه تجاه نظام الملك. 

إقرأ أيضًا:

موعد إعادة مسلسل الحشاشين لكريم عبدالعزيز الحلقة 15.. طموح الصباح يصطدم بعناد ابنه الأكبر

نظام الملك كان يعمل على تقريب العلماء وصرف أموال طائلة إليهم، فوشى به أتباع الصباح الذين يريدون إسقاط الدولة، لكن نظام الملك استطاع أن يفلت من هذا الفخ بعدما شرح له أن هؤلاء جنوده إلى عرش السماء، يدعون الله بالليل حتى يكسب هو حروبه بالنهار، فاقتنع ملك شاه بل قرر الإفراط في العطايا إلى هؤلاء، وفشلت هذه المحاولة.

فشل محاولة الوشاية تلك لم تضعف أمل الراغبين في القضاء على الدولة، وإنما تعددت المحاولات حتى استطاعوا في النهاية إزاحة نظام الملك من كرسي الوزارة، ولم يكتفوا بذلك بل أباحوا دمه وقتلوه.

قتل نظام الملك ضمن أحداث المسلسل بنفس الطريقة التي قتل بها في الحقيقة، لكن المسلسل ذكر أن ملك شاه قتل معه في نفس اللحظة وهو ما يبدو أنه زيادة درامية لقصة مستوحاة من التاريخ وليست ناقلة له.

يوم الحادث، كان نظام الملك برفقة ملك شاه، يسيرون على أرض هزم عليها أعداء الله في عهد عمر بن الخطاب، وبينما هو يسير بين جنود جيشيه، ظهر عدد من السائلين فلم يمنعهم، لكنه لم يكن يعرف أن بينهم قاتله، قاتله رسول حسن الصباح بطعنة في البطن، وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، أوصى بألا يقتلوا قاتله، ويطلقوا سراحه.

تم تطبيق المشد ذاته بين أحداث المسلسل وفي الخلفية صوت حسن الصباح يقول: "الظلم هو اللي مسيطر على العالم اتعاهدنا على تغييره لكن مفيش عهد للخونة مفيش عهد للي أنكر الحق ونصر الظالم على المظلوم مفيش عهد لنظام الملك".

فى الحلقة 15.. حسناء آلموت تتمرد على جنة "الحشاشين" وألينار تهددها بالقتل