رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحشاشين «جينيور»

ولأن عدوك يتمنى لك الغلط، فإن أبناء حسن البنا وميليشيات القهر التى تربت على السمع والطاعة وشركاءهم، توقفوا فى الحلقة الثالثة من مسلسل «الحشاشين» أمام مشهد إيقاف حسن الصباح للعاصفة، وهات يا تريقة وسخرية، رغم وجود مشهدين واضحين، الأول هو قراءة الصباح كتابًا عن الرياح ومواقيتها وسرعتها، بعد أن رأى السحاب فى السماء، المشهد الثانى كان فى ختام الحلقة وفيه الكاميرا تركز على الكتاب بعد أن انبهر الناس بالصباح واعتبروه وليًا صاحب كرامة، وكأن المخرج بيتر ميمى يشرحها بوضوح ويقول «ناخد بالنا يا جماعة»، لكن مثلما انبهر مَن على المركب بالموقف واعتبروا الصباح وليًا وصاحب كرامة، انبهر الحشاشون الجينيور واعتبروها كرامة، وأظن- وبعض الظن إثم- بعضهم هتف أمام الشاشات هتافهم الشهير «الله أكبر ولله الحمد» هى نفس التركيبة التى تصدق كرامات مرشدى الجماعات وبنفس الطريقة يتم التجنيد ليصير الأتباع مجرد أبطال من ورق يتحركون حسب رياح المرشد أو الإمام أو أمير جماعة.

نفس التركيبة ونفس طريقة التعامل، بل لا أبالغ إذا قلت إنها نفس الأدوات الخاصة بالسيطرة رغم فارق السنين، الصباح نجح فى تخدير أنصاره ليدفعهم لتنفيذ القتل والاغتيالات، وهو ما تم من جانب أنصار الجماعة الإرهابية وشركائها التى قامت بتنفيذ القتل والاغتيالات ضد الوطنيين ورجال الشرطة والجيش، خاصة فى الفترة التى تلت ثورة يونيو من العام ٢٠١٣، منطق الاغتيال الإخوانى كان هو نفسه ما فعله رجال الصباح، باعتبار الاغتيال أفضل من المواجهة الشاملة، معتمدين على مبدأ «الولاء والبراء»، فأى باحث فى تاريخ الجماعات يدرك أن جماعتى الحشاشين والإخوان المسلمين تعتمدان الولاء والبراء المبدأ الأول لهما، وأن البيعة التى تتم للأمير أو المرشد أو مسئول المكتب بمثابة تفويض من العضو للمرشد أو الأمير، أو من قام له بالبيعة ليحركه كيفما شاء، وليس له أى حقوق، بل عليه السمع والطاعة، هذا المبدأ الذى أوجد فى كلتا الجماعتين عناصر تنفذ المهام الصعبة أطلقت عليهم فى بعض الكتابات الفدائيين ومهمتهم تنفيذ الاغتيالات.. بالطبع التنظيم الخاص للإخوان خير دليل على التشابه، الذى بدأ مع البنا واستمر حتى الآن ومن خلاله تم استهداف عدد من القادة العسكريين ورجال القضاء.

أوجه التشابه كثيرة بين جماعات تغييب العقل، لذا طبيعى ومنطقى أن يكرهوا مسلسل «الحشاشين» وأن يهاجموه ويهاجموا الشركة المتحدة صاحبة الإنتاج الضخم والمهم، لأنها تستمر فى عملية فضحهم وكشف حقيقتهم أمام الجميع.