رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثات مصريات تبتكرن طرقًا جديدة لعلاج سرطان الثدى

 سرطان الثدي
سرطان الثدي

نجحت 3 باحثات مصريات حصلن على زمالة برنامج “لوريال-يونسكو من أجل المرأة في العلم" لعام 2023 في فئتي الباحثات من طلاب الدكتوراه وما بعد الدكتوراه، في ابتكار طرق جديدة للمساهمة في الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي للسيدات صغار السن، والتئام جروح الحروق، والقضاء على البكتيريا المتواجدة على القسطرة الوريدية بالمستشفيات.

وقالت الدكتورة رنا يونس، أستاذ مساعد الكيمياء الحيوية في كلية التكنولوجيا الحيوية في الجامعة الألمانية الدولية الفائزة بالمنحة في مرحلة ما بعد الدكتوراه، في تصريحات صحفية، إن بحثها عبارة عن اكتشاف دلالات أورام دقيقة من الدم كمؤشرات حيوية وغير جراحية لسرطان الثدي للصغار في السن أقل من 40 عامًا؛ لأن هذا النوع من الأورام يصيب بشكل شرس السيدات في تلك الفئة العمرية كما يتم اكتشافه في وقت متأخر.

دلالات الأورام المبتكرة تسهم في التعرف على المرض 

وأضافت أن دلالات الأورام المبتكرة تسهم في التعرف على المرض بشكل دقيق في وقت مبكر، ما يساعد في ارتفاع نسبة الشفاء إلى جانب أنه دون الحاجة لإجراء أي جراحات حتى لا يشكل عبئًا نفسيًا إضافيًا على المريضات، لافتة إلى أن مرحلة الأبحاث تستغرق نحو 5 سنوات.

وعن الوضع الحالي للمرأة في منظومة البحث العلمي المصرية، أكدت يونس أن البحث العلمي ليس رفاهية، فهو أمل المجتمعات لإيجاد حلول لمختلف التحديات والمساهمة في تحقيق تنمية شاملة في مختلف المجالات، والمرأة في تلك المنظومة تعي ذلك الهدف وتمتلك القدرات اللازمة لتحقيقه، خاصة أن الدولة حاليا تتخذ خطوات مهمة لدعم العلماء والباحثين وتوفير المناخ البحثي الملائم لهم.

وبالنسبة لبرنامج "لوريال - يونسكو من أجل المرأة في العلم"، أعربت عن فخرها بفوزها بزمالة البرنامج الذي يعد بمثابة دفعة معنوية لاستكمال بحثها المهم، إذ يدعمها البرنامج ماديا إلى جانب الدعم المعنوي من خلال التعاون مع شبكة ضخمة من الباحثات على مستوى العالم وتوفير العديد من الدورات الفنية والتدريبية لتنمية مهاراتها. 

من جهتها، كشفت الدكتورة ورود عادل أستاذ مساعد علوم المواد في جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا، الفائزة بالمنحة في مرحلة ما بعد الدكتوراه، تفاصيل بحثها الذي يعتمد على تصنيع صفائح علاجية نانوية مثل الضمادة الطبية، تحاكي دور جلد أسماك البلطي في التئام الجروح من الدرجتين الثانية والثالثة في حروق الجلد.

وأوضحت أنه في أكثر من 200 بحث خلال 10 سنوات تم إثبات نجاح جلد أسماك البلطي وأنواع من البروتينات والفيتامينات، في التئام الجروح بعد الحروق وأن يعود الجلد لشكله الطبيعي.

وأضافت أن تلك الطريقة تكلفتها عالية جدا وتحتاج مراحل كثيرة لاستخلاص جلد السمك ومعالجته بطرق معينة لجعله فعالا في تلك الحالات الطبية.

وتابعت: "لذلك عملت على ابتكار ضمادة تحاكي تلك الفعالية بتكلفة أقل إلى جانب أنها سهلة الاستخدام على المريض دون اللجوء للمكوث في المستشفيات لفترات طويلة، كما أنها تراعي الجانب النفسي للمريض، وخلال عام من التجارب سنستطيع البدء في تجربتها سريريا".

وطالبت القائمين على منظومة البحث العلمي بالتنسيق والتواصل مع رجال الصناعة لتطبيق الأبحاث العلمية الى جانب نشر ثقافة وأهمية دور البحث العلمي في المجتمع للأطفال وتوفير مناخ للإبداع والابتكار وبرامج داعمة، مثل برنامج "لوريال يونسكو من أجل المرأة في العلم" لتشجيع الباحثين.

وعن البحث الخاص بدراسة تأثير المركبات المضادة وغير المضادة للميكروبات المحملة على النيوزومات على تكوين البيوفيلم بواسطة البكتريا العنقودية، أوضحت الدكتورة رنا عيسى الباحث المساعد بمركز البحوث بجامعة بدر،الفائزة بالمنحة في مرحلة الدكتوراه، أن القسطرة الوريدية التي يتم تركيبها للمريض في المستشفيات سطحها يكون عرضة لتكوين البكتيريا، ما يجعلها مقاومة لأي مضادات حيوية، ما يتسبب في حدوث عدوى بكتيرية لهؤلاء المرضى.

وأضافت أن بحثها يعتمد على تغطية سطح القسطرة بمجموعة معينة من المضادات تمنع تكوين البكتيريا عليها، ما يطول من فترة استخدامها ولا تسبب للمرضى أي مشاكل صحية، لافتة إلى أنها حاليًا تواصل تجاربها في المعمل.

وأكدت الدور المهم للمرأة المصرية في منظومة البحث العلمي في مختلف المجالات، خاصة أنها تمتلك الإصرار على النجاح والتميز، معربة عن سعادتها بفوزها بمنحة برنامج "لوريال- يونسكو من أجل المرأة في العلم" الذي يسهم في تقديم الدعم المادي المناسب، بالإضافة إلى اكتساب الخبرات اللازمة لتحقيق الخطوة التالية في مجال دراستها، والانضمام في شراكات مع فرق بحثية خارج مصر.

ويهدف برنامج "لوريال - يونسكو من أجل المرأة في العلم لزمالة مصر" منذ انطلاقه عالميا في عام 1998 إلى تعزيز ودعم دور المرأة وإبراز مساهمتها في مجال البحث العلمي، كما يعمل على زيادة مشاركة السيدات في مجال العلوم، وذلك من خلال دعم الباحثات الواعدات لاستكمال دراسات الدكتوراه وما بعد الدكتوراه. 

وتم إطلاق نسخة البرنامج بمصر في عام 2018 بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ومكتب اليونسكو الإقليمي وقام البرنامج بدعم 18 باحثة مصرية تسهم بأبحاثها في تطوير قطاعات مختلفة.