رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تكشف التفاصيل الكاملة لاجتماع «المجمع المقدس»

المجمع المقدس
المجمع المقدس

ينعقد المجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بعد غدٍ الإثنين، وتستمر اجتماعاته فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية حتى الأربعاء المقبل، الموافق ٦ مارس الجارى، على أن يترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، جلسته الختامية، فى اليوم التالى الخميس ٧ مارس الجارى، فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون. المجمع الذى يُعقد سنويًا سيناقش هذا العام عددًا من القضايا المهمة، والأوضاع الكهنوتية والتشريعية للكنيسة، ترفعها لجانه المختلفة التى تعقد على مدار الـ٣ أيام التى تسبق الجلسة الختامية. ويتكون المجمع المقدس من ١٢ لجنة تضم عددًا من المطارنة والأساقفة فى جميع المجالات الرعوية، وهى كالتالى: «السكرتارية، واللجنة الدائمة والرعاية والخدمة وشئون الإيبارشيات، وشئون الرهبنة والأسرة والإيمان والتعليم والطقوس والعلاقات العامة، والإعلام والمعلومات والعلاقات المسكونية وشئون المهجر».

اللجان تبدأ أعمالها فى «كاتدرائية العباسية».. واعتماد «الكاثوليك» زواج المثليين يترأس المناقشات

قال مصدر كنسى إن كل لجنة من لجان المجمع المقدس الـ١٢ ستنعقد على حدة، بداية من بعد غدٍ الإثنين حتى الأربعاء المقبل، داخل الكاتدرائية المرقسية فى العباسية لدراسة المقترحات المقدمة إليها، وطرح توصيات لجميع القضايا لمناقشتها فى الجلسة العامة للمجمع، صباح الخميس ٧ مارس الجارى.

وأوضح المصدر أن لجان «الرعاية والخدمة والأسرة والعلاقات العامة والطقوس وشئون الإيبارشيات والإيمان والتعليم والعلاقات المسكونية»، ستنعقد بعد غدٍ الإثنين، على أن تنعقد لجان «الإعلام والمعلومات والرهبنة وشئون الأديرة وشئون بلاد المهجر واللجنة الدائمة»، يوم الثلاثاء ٥ مارس الجارى، أما لجنة «السكرتارية» فتنعقد الأربعاء ٦ مارس الجارى.

وتنتقل الاجتماعات إلى مركز «لوجوس» فى دير الأنبا بيشوى، يوم الخميس ٧ مارس الجارى، حيث تُعقد الجلستان الرئيسية والختامية، والأخيرة يترأسها البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ويناقش فيها أبرز ما ناقشته اللجان الفرعية للمجمع، خلال الأيام الثلاثة السابقة. وتناقش الجلسات قضايا: «شئون الأديرة والرهبان والحياة الرهبانية والديرية»، بينما تناقش لجنة «العلاقات المسكونية والحوارات» ما توصلت إليه مع «الكاثوليك» بشأن زواج المثليين.

وكشف الأنبا سيرابيون، مطران لوس أنجلوس للأقباط الأرثوذكس، مقرر لجنة «العلاقات المسكونية والحوارات» بالمجمع المقدس، عن أن لجنة «العلاقات المسكونية للكنائس الأرثوذكسية الشرقية» اجتمعت مع الكنيسة الكاثوليكية، وأعدت التوصية التى ستقدمها إلى المجمع المقدس، خلال اجتماعه المقبل.

وقال مطران لوس أنجلوس: «لجنة العلاقات المسكونية التابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ستعد مذكرة لعرضها على المجمع المقدس، الذى يعقد جلسته الرئيسية فى ٧ مارس الجارى، تتضمن تاريخ الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية، إضافة إلى بيان اجتماع الكنائس الشرقية الأرثوذكسية مع الكنيسة الكاثوليكية، الذى عقد بروما، فى يناير الماضى، حتى يجرى اتخاذ قرار، إما باستكمال الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية، أو توقف الحوار».

وأضاف الأنبا سيرابيون، فى مقطع فيديو: «لجنة الكنائس الأرثوذكسية اعتبرت رد الكنيسة الكاثوليكية بخصوص بيان الفاتيكان (بيان الخطية) غير كافٍ، أى رفضت الرد، وطالبت بإعداد رد شامل مستقبلًا»، لافتًا إلى أن «هذا بالطبع قد لا يحدث لو أوقف المجمع الحوار».

وواصل: «على الرغم من إصدار بيان بخطة العمل، كما كل عام، لم يجرِ تحديد موعد كما كان معتادًا دائمًا، منذ بدء الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية قبل ٢٠ عامًا، وأجدها نقطة مهمة جدًا، تحمل معنى داخلها».

وأكمل: «لجنة الحوار ليس من سلطتها إعلان إنهاء الحوار، بل هى سلطة المجمع المقدس لكل كنيسة أرثوذكسية، لكن توقفت مؤقتًا لحين التقييم ووصول الرد من الكنائس، كل كنيسة حسب مجمعها».

وأعرب الأنبا سيرابيون، فى وقت سابق، عن شعوره بالأسف بشدة لصدور مُباركة من البابا فرنسيس الأول لـ«زواج المثليين»، الأمر الذى أحدث بلبلة وانقسامًا فى الكنيسة الكاثوليكية.

وأضاف وقتها: «الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى حوار لاهوتى مع كنيسة الروم الكاثوليك، لذا فإن كنيستنا، ومع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية المتواجدة معنا فى الحوار، ستعرب عن القلق العميق، وتطلب التوضيح من الكنيسة الكاثوليكية فى الحوار اللاهوتى، وسوف نرفع ما جرى التوصل إليه إلى اللجنة المجمعية المعنية بالعلاقة المسكونية لعرضها على المجمع المقدس فى مارس ٢٠٢٤، لنقرر موقفنا من هذا الحوار اللاهوتى».

باحث قبطى يطالب بوقف بناء الكنائس وتوجيه الأموال للفقراء

أفاد كريم كمال، باحث كنسى، بأن المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو أعلى سلطة موجودة فى الكنيسة، ويجتمع كل عام، أو عندما تحدث أمور تستدعى الاجتماع، برئاسة البابا البطريرك، وعضوية الآباء المطارنة والأساقفة، وهم أعضاء دائمون فى المجمع، بجانب أعضاء بحكم وظائفهم، وهم: وكيلا البطريركية فى القاهرة والإسكندرية، ورؤساء الأديرة من غير الأساقفة، إن وجدوا.

وأضاف «كمال»: «الاجتماع المقبل للمجمع المقدس يضع عليه الأقباط آمالًا كبيرة، فى ظل الأوضاع الاقتصادية الناتجة عن الحروب فى المنطقة ومناطق متفرقة من العالم، وفى هذا المحور أتمنى أن يتخذ المجمع المقدس قرارًا جريئًا بوقف أى إنشاءات جديدة، وتوجية الأموال إلى دعم العائلات التى تحتاج إلى المساعدة».

وواصل: «نحن مع التعمير والتوسعات وبناء الكنائس ومبانى الخدمات، ولكن فى ظل الظروف الحالية سوف يصبح أى إنفاق فى هذا المجال ليس مفيدًا للأقباط»، معتبرًا أن هذا «التزام بتعاليم الكتاب المقدس التى تنادى بالاهتمام بالبشر قبل الحجر».

وأكمل: «لقد انصرف الشعب عن دور العبادة فى الدول الغربية، بسبب اهتمام هذه الكنائس ببناء الكاتدرائيات الفخمة، وعدم الاهتمام بالأمور التى تهم الناس، والنتيجة كانت أن الغرب يمتلك أكبر وأفخم كاتدرائيات وكنائس، لكنها فارغة، والعديد منها تحول إلى متاحف، وهو درس مهم يجب أن تتعلم منه الكنائس الشرقية جميعًا، أنه فى وقت الأزمات الاقتصادية التى تجتاح العالم فى أى زمان يجب أن يتحول الاهتمام من البناء إلى الاعتناء بالإنسان».

ورأى أن المجمع المقدس مطالب باتخاذ قرار واضح حول مستقبل الحوار اللاهوتى مع الكنيسة الكاثوليكية، بعد موافقتها على مباركة «العائلات التى تتكون من جنس واحد»، وهو موضوع محل اهتمام الشارع القبطى، مضيفًا: «يتمنى الشارع القبطى أن يناقش المجمع الموضوعات المرتبطة بهموم وتطلعات الأقباط فى القضايا التى تمس عقيدتهم أو وضعهم الاقتصادى. نحن نثق ثقة تامة فى المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ونضع مطالبنا أمامه بكل محبة».

رسامة أساقفة فى مصر وفرنسا وألمانيا

تشهد اجتماعات المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية رسامة أساقفة جدد للإيبارشيات التى خلت من أساقفتها خلال الفترة الماضية، على أن تجرى صلوات عشية الرسامة وقداس رسامة الأساقفة الجدد يومى ٩ و١٠ مارس الجارى، فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.

والإيبارشيات التى خلت وينتظر رسامة أساقفة لها هى: «نجع حمادى» و«المنصورة» و«مارسيليا وطولون» و«جنوب ألمانيا».

وفقدت إيبارشية نجع حمادى أسقفها، الأنبا كيرلس، فى ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٢، بعد صراع مع المرض، وكلف البابا تواضروس الثانى اللجنة البابوية، التى أصدر لها قرارًا فى ديسمبر ٢٠٢١، بالاستمرار بمتابعة شئون الإيبارشية حتى رسامة أسقف جديد لها، مع تقديم تقارير متابعة له.

وضمت اللجنة البابوية لإيبارشية نجع حمادى كلًا من: الأنبا بيمن مطران نقادة، والأنبا يؤانس أسقف أسيوط، والأنبا بيجول أسقف ورئيس دير المحرق بأسيوط. وأكد مصدر كنسى لـ«الدستور» عدم صحة ما تردد حول «تقسيم إيبارشية نجع حمادى».

وفقدت إيبارشية المنصورة أسقفها، الأنبا داود، فى ٢ ديسمبر ٢٠٢٢، وترأس البابا آنذاك صلوات الجنازة، وكلف الأنبا صليب، أسقف ميت غمر، بأن يكون نائبًا بابويًا لتلك الإيبارشية، حتى رسامة أسقف جديد. وفى أكتوبر ٢٠٢٣، ودعت إيبارشية مارسيليا وطولون، الأنبا أثناسيوس، عن عمر ناهز الـ٩٠ عامًا، وذلك بعد صراع طويل مع المرض. وترأس البابا تواضروس الثانى صلوات الجنازة الخاصة به، فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، فور وصول جثمانه إلى القاهرة، بناء على طلبه بأن يدفن فى مصر.

أما فيما يتعلق بإيبارشية «جنوب ألمانيا»، فقد توفى أسقفها، الأنبا ميشائيل، فى ٥ أغسطس ٢٠٢٣، بعد صراع مع المرض. وسبق أن التقى البابا تواضروس الثانى، كهنة الإيبارشية لمتابعة شئونها، عبر تطبيق «زووم»، فى إطار متابعته الرعوية شئون الإيبارشية، بعد رحيل الأنبا ميشائيل.