الساعة بـ 5 جنيه .. " شهر زاد" أشهر سينما في مصر تتحول لجراج سيارات
يعد لقب الفن السابع هو مصطلح تم إطلاقه على السينما حسب ترتيب ظهورها بعد الفنون الستة، وهم العمارة والنحت والموسيقي والمؤلفات والمسرح والفنون البصرية، وجاء هذا اللقب تقديرًا للدور الكبير الذي تلعبه منذ ظهورها في تشكيل وجدان مشاهديها، وفي مصر انتشرت دور العرض السينمائية منذ أربعينات القرن الماضي، وانقسمت بين دور عرض صيفية وشتوية.
سينما شهرزاد الصيفي
لم يتبقي من مبني السينما سوي لافتة خشبية، أعلي بوابة حديدية مغلقة، ويظهر من خلفها جراج كبير للسيارات، وهو ما ألت إليه السينما صاحبة العرض الأول للعديد من الأفلام الشهيرة ومن ضمنها "الخطايا، رصيف نمرة خمسة، بين السما والأرض، جميعها أفلام سينمائية حققت نجاحًا كبيرًا، كان عرضها الأول بشهرزاد.
وقمنا في “الدستور” بزيارة للسينما، أو بمعنى أدق بقاياها، تقابلنا مع صاحب كشك ورد مجاور لها، يدعى خالد الأتربي حيث قال " أيام جميلة عشناها مع سينما شهرزاد، كانت أشهر دور عرض سينمائي صيفي في مصر، بفضل نظافتها وموقعها الجيد بالقرب من النيل، حيث الهواء الشديد في موسم الصيف، وكانت أيضًا مميزة بعرض الأفلام الجديدة فور طرحها مباشرة، وكانت فترة الستينيات من القرن الماضي هي فترة ازدهار السينما التي بناها واحدًا من اشهر الخواجات اليونانيين الذي كانوا متواجدين في مصر بهذه الفترة.
ما تبقي من سينما شهرزاد
وقد توارثها أحفاده الذين لم يستطيعون استكمال مشوار جدهم، وتم بيعها لرجل أعمال مصري، رفض استكمال مسيرة السينما وعرضها للبيع في مطلع الألفية، لكن بسعر مبالغ فيه بعض الشيء، وعرض أيضًا الزعيم الفنان عادل امام شرائها وتحويلها إلي مسرح فني، لكن المفاوضات لم تكتمل بسبب الاختلاف على سعر البيع، وكانت السينما وقت ازدهارها قبلة سكان مناطق الجيزة والمعادي ومنيل الروضة، لكن هذه الأيام الأجيال الجديدة لا تعلم عنها شيء سوى جراج شهرزاد الذين يركنون فيها سياراتهم، غير مبالين حتى التعرف على تاريخ المكان أو طبيعته.
ومنذ فترة طويلة تم ازالة كراسي المشاهدين من داخلها، وتحويلها إلي ساحة انتظار سيارات بالساعة وقيمتها ٥ جنيهات، خاصة وان معظم السينمات تعاني من حالة ركود تامة بسبب مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت التي تعرض الأفلام أولًا بأول، بجانب بعض العوامل الأخرى التي أثرت على صناعة السينما في مصر، أهمها الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي ".
