رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وكيل الأمم المتحدة لـ"الدستور": غزة أصبحت "مكانًا للموت واليأس" وأطالب بإنهاء فوري للحرب

غزة
غزة

قال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إن الوضع في غزة لا تصفه الكلمات من شدة كارثيته الإنسانية والمأساة المؤسفة التي يعيشها مئات الآلاف من المدنيين والأبرياء والأطفال والنساء والمرضى وكبار السن والشباب الذين قد يفقدون مستقبلهم وحياتهم في كل لحظة تستمر فيها إسرائيل بهذه المجازر الإنسانية بلا حساب ولا توقف.

وأضاف غريفيث، لـ"ألدستور" أن “كل العائلات الفلسطينية أُجبرت على النزوح مرارًا وتكرارًا في غزة من منطقة إلى أخرى بلا رحمة، قائلًا إن إسرائيل لم تترك حتى للمدنين مكانًا يلجأون إليه لقد دمرت كل المدارس التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، لافتًا إلى أنه وبعد مرور 4 أشهر على الهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر أصبحت غزة ”مكانًا للموت واليأس".

وتابع "منذ 2023، تحملت المنظمة أزمات مختلفة منها سوريا المتضرر من الزلزال، والتوسط في اتفاق بين أوكرانيا وروسيا بشأن صادرات الحبوب عبر البحر الأسود، والاستجابة للفيضانات المروعة في ليبيا والسودان حيث تركت الميليشيات الهائجة نصف السكان يعتمدون على الصدقات، لافتًا إلى أن مكتب تنسيق الشؤون الشؤون الإنسانية يتحمل فوق طاقته بالكامل بالفعل"، حيث تلقت المنظمة أقل من 20% من التمويل الذي طلبته في 2023، ومع هجمات حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر أصبحت التحديات غير مسبوقة وأصبحت عمليات المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة في غزة في حالة إنهيار تام.

وتابع “هناك مرحاضًا واحدًا لكل 700 شخص وقُتل ما لا يقل عن 136 من العاملين في الأمم المتحدة”؛ مؤكدًا أن كلمة الإنسانية الآن أصبحت مثيرة للجدل.

واستطرد أن إسرائيل دعت إلى استقالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بسبب تصريحاته حول هجمات حماس ورفضت تمديد تأشيرة دخول منسقة المساعدات التابعة للأمم المتحدة في القدس، لين هاستينجز وكان هو أيضًا غير مرحب به لزيارة إسرائيل بعد ظهوره على قناة CNN حيث وصف غزة بأنها “أسوأ أزمة إنسانية شهدها على الإطلاق وشرح السبب وراء عبارة الأسوأ على الإطلاق، حيث إنه في العديد من الأماكن يعاني المدنيين فيها من معاناة ”فظيعة وكارثية"، ولم يعد هناك مكانًا للمتضررين للفرار إليه ولم يعد هناك للعائلات إي فرصة للتخطيط لمستقبلهم وإذا استمر الوضع على هذا الحال سيزداد الوضع الإنساني سوءًا.

وواصل:"الواقع أن الكارثة الإنسانية تدخل مرحلة جديدة حيث إن المرض والجوع هو الذي بدأ الرئيسي للوفاة قد يكون عدد الوفيات الناجمة عن الأمراض أضعاف ما تسبب فيه القتال والضربات الجوية الإسرائيلية.

وأقرّ بأن التقديرات تشير إلى أن الأعداد تحت الأنقاض تصل لنحو 20 ألف غير الأعداد التي تم إصدارها بالفعل وبمجرد أن يتم البدء بالحفر تتغير الإحصائيات بشكل جذري.


ويعتقد أنه بحسب الوضع الحالي إن الحرب لن تنتهي قريبا وأنه لا يزال هناك أسابيع وأسابيع قبل أن تنتهي هذه الحرب الوحشية في ظل التعنت من كلا الطرفين وأن ما يجب فعله في ظل هذه الاوضاع الانسانية الكارثية هو الأصرار على حماية حقوق المدنيين وحصولهم على العلاج والغذاء والملجئ الأمن.

وأردف أن ما تعانيه غزة لم يره في أي مكان يعاني من نزاعات من قبل ففي غزة لا يوجد أي من الأسس الطبيعية والسليمة التي ترى في جميع أنحاء العالم للعمليات الإنسانية في أماكن مثل سوريا وأفغانستان على سبيل المثال. وليس هناك أماكن آمنة للعمل منها للمنظمات الإنسانية ولا يوجد أماكن يمكن للناس التجمع بأمان لتلقي المساعدة والحماية، مؤكدًا أنه قبل الحرب، كانت تدخل غزة 500 شاحنة يوميا عبر نقاط التفتيش من معبر رفح من مصر والآن الحدود مع مصر مرعبة ولا يمكنها استيعاب هذه الأعداد وإسرائيل تصعب الأمور بشكل لا يمكن وصفه على الجميع.

وتابع لقد تُرك المجتمع الإنساني أمام مهمة مستحيلة تتمثل في دعم أكثر من مليوني شخص، حتى مع مقتل وتشريد موظفيه، ومع استمرار انقطاع الاتصالات، وتضرر الطرق، وإطلاق النار على القوافل، ومع تزايد الإمدادات التجارية الحيوية للاجئين البقاء على قيد الحياة يكاد يكون معدوما ومن ناحية أخرى، تتواصل الهجمات الصاروخية على إسرائيل، وما زال أكثر من 120 شخصًا محتجزين كرهائن في غزة، وتتصاعد التوترات في الضفة الغربية، ويلوح في الأفق شبح امتداد الحرب إلى المنطقة على نحو خطير 

ونوه أن غزة أظهرت للجميع أسوأ ما في الإنسانية،كما أظهرت لحظات من البطولة العظيمة لقد رأينا كيف أن العنف لا يستطيع أن يحل الخلافات، بل يؤجج المشاعر ويبني أجيالًا جديدة من الخطر وانعدام الأمن، وطالب بمواصلة المطالبة بإنهاء فوري للحرب، ليس فقط من أجل شعب غزة وجيرانها المهددين، بل من أجل الأجيال القادمة التي لن تنسى أبدا هذه الأيام الطويلة من الجحيم والاعتداءات على أبسط المبادئ الإنسانية.