رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلسطينيون يشيدون بإطلاق مسلسل «مليحة»: «يبرز معاناة شعبنا وقضيتنا العادلة»

مسلسل «مليحة»
مسلسل «مليحة»

احتفت الأوساط الفلسطينية بإنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية مسلسل «مليحة»، المقرر عرضه خلال شهر رمضان المقبل، وتدور أحداثه حول القضية الفلسطينية، ومأساة قطاع غزة، فى ظل الحرب الوحشية التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى على السكان هناك.

المسلسل، الذى يؤدى بطولته محمد دياب وميرفت أمين وأشرف زكى وسيرين خاص، إلى جانب عدد كبير من الفنانين، تدور أحداثه حول أسرة «مليحة» الفلسطينية، التى تغادر الأراضى المحتلة عقب أحداث الانتفاضة الثانية، لتستقر لعدة سنوات فى ليبيا، وبعد أحداث ليبيا عام ٢٠١٢ تحاول الأسرة العودة إلى قطاع غزة عن طريق الأراضى المصرية، لكنها تواجه العديد من الصعاب والتحديات، حتى تلتقى «مليحة» وعائلتها ضابط حرس الحدود المصرى «أدهم»، فتنقلب حياة كل منهم، ويكون لهذا الضابط دور كبير فى إنقاذهم.

سياسيون: الأراضى المحتلة لم تغِب يومًا عن الفن المصرى.. وقضيتنا حاضرة فى السينما والدراما

أشاد عاكف المصرى، المفوض العام للعشائر الفلسطينية، بكل الأعمال الدرامية المصرية التى تناولت القضية الفلسطينية، وآخرها مسلسل «مليحة»، المرتقب عرضه خلال شهر رمضان المقبل.

وقال إن حرص صناع مسلسل «مليحة» على التضامن مع فلسـطين، خاصة فى هذا التوقيت الذى يتعرض فيه الفلسطينيون لحرب إبادة فى قطاع غزة، يستحق الإشادة والثناء.

وأضاف: «الفن المصرى لم يكن يومًا غافلًا عن القضية الفلسطينية، فهناك الكثير من الأعمال السينمائية والدرامية المصرية التى سلطت الضوء على قضيتنا، والقصص التى تضمنتها كُتب لها الخلود فى أذهان الجمهور العربى، وأظهرت مشاهد الحب والارتباط الوثيق بين الشعبين المصرى والفلسطينى، وستبقى شاهدة للأبد على هذا التلاحم».

وقال الدكتور ماهر صافى، الكاتب والمحلل السياسى الفلسطينى، إن القضية الفلسطينية حاضرة بقوة فى الأعمال الفنية المصرية، سواء على مستوى السينما أو الدراما، ووصولًا إلى خشبة المسرح.

وأضاف: «هناك الكثير من الممثلين المصريين الذين تبنوا القضية الفلسطينية بأعمال مهمة وأدوار علقت فى الأذهان إلى هذه اللحظة، وتنوعت بين الكوميدى والتراجيدى، وكانت دائمًا تهتم بالتوعية بالقضية الفلسطينية».

وأشاد الكاتب الفلسطينى بفكرة مسلسل «مليحة» المرتقب، التى تدور حول قصة أسرة فلسطينية تغادر منزلها بسبب العدوان الإسرائيلى، وبالتالى توضيح الصعاب التى تواجهها فى رحلة النزوح إلى مكان آمن.

واختتم بقوله: «هذا المسلسل يوضح لنا مدى الترابط الأسرى والعاطفى بين الشعبين المصرى والفلسطينى، ويؤكد أن القضية الفلسطينية فى وجدان واهتمام كل المصريين».

أما جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية، فقال إن الدراما تعد سلاحًا مهمًا لنقل الرواية إلى المتلقى بطريقة سهلة، من خلال مشاهد مصورة يُصاغ محتواها بشكل علمى وعملى يناسب الفئة المستهدفة، مشيرًا إلى أن الدراما العربية بشكل عام، والمصرية خاصة، شكلت داعمًا مهمًا للرواية الفلسطينية، من خلال تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطينى منذ النكبة حتى الآن.

واعتبر «أبولحية» أن العمل الدرامى الجديد «مليحة» يشكل إضافة جديدة إلى سجل الدراما المصرية، التى خصصت جزءًا كبيرًا من أعمالها للحديث عن الشعب الفلسطينى ومعاناته، والوضع المأساوى الذى يمر به، وذلك من خلال اهتمام هذا المسلسل بتوثيق جزء من المعاناة التى تواجه الفلسطينيين فى الخارج، الذين يجدون صعوبة بالغة أو قد تكون مستحيلة فى العودة إلى أرض الوطن.

وأضاف: «توثيق معاناة الشعب الفلسطينى من خلال أعمال درامية مثل (مليحة) يعد خطوة فى الاتجاه الصحيح لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلى، وما يسببه استمراره فى ضرر بالغ ضد الشعب الفلسطينى، الذى يعانى منذ عشرات السنوات، وما زال مع الأسف يعانى ويدفع ثمن أنه ولد يحمل الجنسية الفلسطينية».

واختتم أستاذ النظم السياسية بقوله: «فى النهاية لا بد من تقديم التحية والتقدير إلى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على دورها فى نقل الرواية الفلسطينية من خلال هذا العمل الدرامى، إضافة إلى تسخير كل الإمكانات الإعلامية التى تمتلكها لنقل معاناة شعبنا الفلسطينى، خاصة فى هذا الوقت العصيب».

وأشاد ماهر النمورة، القيادى فى حركة «فتح»، باهتمام الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بتسليط الضوء على القضية الفلسطينية، خاصة مسألتى التهجير وانتهاكات الاحتلال، من خلال عرض مسلسل «مليحة»، فى رمضان المقبل.

وشدد «النمورة» على أن الفن شكل من أشكال النضال، من خلال عرض المشاهد التى تحاكى جرائم الاحتلال الإسرائيلى بحق أبناء شعبنا الفلسطينى فى قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، مضيفًا: «نحن نشجع أى عمل فنى يُعرّف العالم بما يتعرض له الشعب الفلسطينى من جرائم يومية، منذ النكبة عام ١٩٤٨، وصولًا إلى الحرب والمحرقة التى تتعرض لها غزة والضفة الآن».

وأضاف القيادى فى «فتح»: «كان هناك دور كبير للفنانين والفنانات العرب فى دعم ومساندة الثورة الفلسطينية فى كل مراحلها، خاصة فى اجتياح بيروت، وكان فى مقدمة هؤلاء الفنانون المصريون، الذين أنتجوا أفلامًا غاية فى الإبداع الفنى المعبر عن مسيرة نضال وصمود الشعب الفلسطينى».

مواطنون: يساعد على حشد الرأى العالمى أكثر وأكثر تجاه حقوقنا المسلوبة

أكدت شذى يونس، من مدينة جنين، أنه من المهم أن تسلط السينما والدراما العربية والعالمية الضوء على القضية الفلسطينية من منظورها الإنسانى، خاصة أن وسائل الإعلام تظهر الأحداث والأمور السياسية فقط.

وأضافت «شذى»: «الدراما التليفزيونية والسينما تتطرقان إلى تفاصيل الحياة اليومية، بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة، مثل موضوع الشتات واللجوء والهجرة، وهذه موضوعات من الواجب طرحها للرأى العالمى عن طريق الدراما»، مشددة على أن هذا كله يصب فى مصلحة الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة، ويساعد على حشد الرأى العالمى أكثر وأكثر تجاه حقوقنا المسلوبة.

وقال الدكتور فادى حنتولى، من مدينة «سيلة الظهر»، إن الدراما المصرية دائمًا ما تحمل رسائل اجتماعية وسياسية، تسلط الضوء من خلالها على واقع الأمة العربية بشكل عام، والقضية الفلسطينية بشكل خاص. وأضاف «حنتولى»: «الدراما المصرية، على اختلاف الموضوعات التى تتناولها، ترصد معاناة الأمة العربية وشعوبها، والقضايا الساخنة التى تطفو على السطح، من خلال عرض تلك القضايا، وتناول أسباب حدوثها وتطورها، مع وضع حلول لها بطريقة درامية راقية»، مشددًا على أن «فلسطين كانت وما زالت من أهم تلك القضايا التى تناولتها الدراما المصرية».

أما سائد عابد، من قطاع غزة، فقال إن اهتمام الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بإنتاج مسلسل يحكى مأساة التهجير وما يعانيه الفلسطينيون، مهم جدًا من الناحية الإنسانية والوطنية، مضيفًا: «مسلسل (مليحة) سيوضح جزءًا بسيطًا من معاناة الفلسطينيين فى الخارج والشتات».

وواصل «عابد»: «أى مسلسل محتواه يعبّر عن القضية الفلسطينية من المؤكد أنه سيحظى بقبول كبير ومتابعة كبيرة من الفلسطينيين فى الداخل والخارج، ونحن كفلسطينيين أى قصة تمس ما نعيشه من معاناة تحظى بقبول كبير، حتى ولو كانت تلك المعاناة ستظهر فى جزء بسيط خلال العمل الفنى، لكن ستكون مؤثرة وستعبّر عن المعاناة الإنسانية والوطنية».

وقال الدكتور عميد عوض، إخصائى جراحة الأوعية الدموية لدى مجمع «الشفاء» الطبى فى قطاع غزة، والذى نزح إلى ألمانيا مؤخرًا، إن قضية الفلسطينيين معروفة منذ التاريخ، وتهجيرهم من أرضهم فى عام ١٩٤٨، وأيام الانتفاضة الأولى وغيرها من أوقات الحروب، يعلمها الجميع، مشددًا على أن الفلسطينيين يمتلكون أوراقًا ثبوتية، ومن حقهم العودة إلى ديارهم التى هُجّروا منها مرة أخرى.

وأضاف «عوض»: «أى فلسطينى يحق له العودة إلى دياره، وهذا ما سيتناوله مسلسل (مليحة)، المقرر عرضه فى رمضان المقبل، لنصرة الشعب الفلسطينى، هذا الشعب المشرد المغلوب على أمره»، مشيرًا إلى أن «مليحة» يدور حول فتاة مُهجّرة منذ «الانتفاضة الثانية»، وتريد العودة إلى فلسطين، وهى نفس الظروف التى يواجهها عدد كبير من الفلسطينيين الآن. وشدد على أن «مليحة» قصة حقيقية ليست من وحى الخيال، متابعًا: «نشكر الدراما المصرية التى تناولت الوضع الفلسطينى ومأساة شعبنا والمهجّرين منه، ونأمل أن ينال المسلسل المنتظر الحب والمتابعة، لشرح ونقل القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين للعالم بأسره».

فنانون: امتداد لأعمال مهمة مثل «رأفت الهجان» و«السفارة فى العمارة»

قالت المخرجة الفلسطينية «ساهرة درباس» إن الدراما المصرية طالما تناولت القضية الفلسطينية، مشيدة بفكرة مسلسل «مليحة» وتناوله فترة «الانتفاضة الثانية»، من عام ٢٠٠٠ وما بعدها، من خلال تسليط الضوء على التهجير الذى تواجهه الفتاة الفلسطينية «مليحة» مع عائلتها.

وأضافت: «من الضرورى جدًا للأجيال الجديدة الاطلاع على حجم المعاناة، وجرائم التهجير والأحداث التاريخية التى حدثت منذ ٢٠ عامًا، من خلال المسلسل الدرامى المصرى».

وقال الممثل الفلسطينى «حسام أبوعيش» إن مصر أنتجت العديد من الأفلام والمسلسلات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ليس فقط من باب التضامن والدعم، لكن أيضًا من باب وحدة القضية، على اعتبار أن القضية عربية كانت وما زالت، وستظل حتى تحرير فلسطين.

وأضاف «أبوعيش»: «مَن منا لا يتذكر مسلسل (رأفت الهجان)، وأفلام: (السفارة فى العمارة)، و(أصحاب ولا بيزنس)، و(كتيبة الإعدام)، و(صعيدى فى الجامعة الأمريكية)، و(همام فى أمستردام)، وغيرها من الأفلام والمسلسلات التى تناولت القضية الفلسطينية؟».

وواصل: «فى الحقيقة السينما والدراما المصرية تعاملتا مع القضية الفلسطينية بذكاء يشبه إلى حد بعيد ذكاء هوليوود، والدراما المصرية كان لها دور كبير فى دعم القضية الفلسطينية، وأذكر مسلسل (رأفت الهجان) الذى شكّل فى وقته مسارًا جديدًا للدراما المصرية».

وأكمل: «الدراما المصرية لها تأثير كبير، ونحن عرفنا الدراما والسينما من خلال مصر، لأنها كانت سباقة وفى طليعة الدول العربية التى تعاملت مع الفن، وبالتالى كانت الشباك الوحيد الذى كنا نطل من خلاله على القضية الفلسطينية، وما زالت تعتبر رمزًا من رموز دعم القضية، حتى فى ظل الحداثة والتكنولوجيا، والهموم العصرية التى تواجه المواطن العربى».