رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأحد.. مناقشة كتاب "أكثر الرجال ضحالة" للأمريكي وودي آلن

أكثر الرجال ضحالة
أكثر الرجال ضحالة

تنظم مكتبة الكتب خان للنشر مناقشة كتاب "أكثر الرجال ضحالة" مختارات من قصص ونثر وودي آلن وترجمة عصام زكريا.

يقدم القراءة ويناقش العمل مع المترجم د.سلمى مبارك أستاذ الأدب والفنون والأدب المقارن بقسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة القاهرة وذلك في السابعة من مساء الأحد المقبل.

يقول الناقد الفني عصام زكريا في مقدمته للكتاب "أول فيلم كتبه هو ما الأخبار يا قطة ?What’s new Pussycat من إخراج تشارلز فريدمان 1965. ومثلما حدث في المسرح، كان لوودي ملاحظات سلبية على إخراج الفيلم، ما دفعه إلى صناعة أعماله اللاحقة بنفسه وأول عمل حمل توقيعه كمخرج هو ما الأمر، أيها النمر ليلي؟  ?What’s up، Tiger Lillyعام 1966.

لكن الفيلم الذي يمكن القول إنه يعبر عنه حقًا هو عمله التالي خذ المال واجري عام 1969 الذي يعد محاكاة ساخرة لوثائقي عن قصة حقيقة عن المجرمين بوني وكلايد بطولة وارن بيتي وفاي دوناواي، وإخراج أرثر بن، 1967.

في ذلك الفيلم طور آلن شكلًا فنيًا جديدًا يطلق عليه محاكاة الوثائقي mockumentary الذي يعد بداية ابتكاراته في الأشكال الفنية التي تميز أفلامه وقصصه والآن، يعد ذلك الشكل أداة يستخدمها بعض صناع الأفلام الشباب كنوع من كسر الحدود بين الأجناس الفنية وقوالبها واختير الفيلم ضمن أفضل مائة فيلمٍ كوميدي من قبل معهد الفيلم الأمريكي.

خلال السنوات التالية قام آلن بكتابة وإخراج وتمثيل عددًا من الأفلام، تفاوت حظها من النجاح، لكن اللافت هو تنوعها الشديد في الأنواع الفنية والموضوعات منها السياسي مثل موز، والخيال العلمي مثل النائم، والمقتبس من كتاب علمي مثل كل ما تريد أن تعرفه عن الجنس، ومنها المحاكاة الساخرة للأدب الروسي مثل الحب والموت.

ما يجمع هذه الأعمال هو قدرته الهائلة على السخرية من النظم السلطوية سواء الشرقية أو الغربية ومن المقدسات والمسلمات الاجتماعية بأنواعها كفنان منتم لجيل الستينات الغاضب، المعترض على الحرب الباردة وحرب فيتنام والقمع السياسي والجنسي والديني.

خلال هذه الفترة التي تمتد حتى 1976 شارك كممثل في فيلم واحد فقط هو الواجهة إخراج مارتن ريت، 1976 الذي ينتقد الفترة المكارثية في أمريكا الخمسينات من خلال قصة كاتب سيناريو فاشل يعمل كواجهة لكتاب السيناريو الممنوعين من العمل بسبب ميولهم السياسية المعارضة.

“آني هول” الأيقونة

في 1977 قدم وودي فيلمه الأشهر آني هول الذي فاز بأربعة جوائز أوسكار لأفضل فيلم ومخرج وسيناريو وممثلة لدايان كيتون.

ويعد نموذجًا للفيلم العاطفي romantic comedy الحديث، الذي يدور في المدينة العصرية في عالم المتعلمين والمثقفين، الذين يعانون من الإحباط والقلق الوجودي والشعور بالعبث. تلك الثيمة سيبرع فيها آلن أكثر من أي صانع أفلام آخر، وجاء الفيلم في المركز الخامس والثلاثين كأفضل فيلم أمريكي. وفي المركز الرابع كأفضل فيلم كوميدي في استفتاء معهد الفيلم الأمريكي.

في العام التالي قدم فيلمه مانهاتن، وهو كوميديا عاطفية أخرى بالأبيض والأسود تركز على الحياة في مدينة نيويورك التي صورها وعبر عنها آلن في عدد من أفلامه وارتبط اسمه بها كما ارتبطت القاهرة القديمة بنجيب محفوظ أو الإسكندرية بيوسف شاهين ومانهاتن عزز شعبية وودي آلن جماهيريًا، كما رُشح لعدد من الجوائز وحظي باستقبال نقدي إيجابي، ويعتبره الكثيرون واحدًا من أفضل أعماله.

"وودي آلن"

 يصفه الكاتب والناقد الفني والمترجم عصام زكريا بالمثقف كبير، ليس فقط كمتابع دؤوب للسينما العالمية، لكن أيضًا كقارئ يقظ لكلاسيكيات الأدب العالمي، ولبعض الأدباء بشكل خاص مثل كافكا ودوستويفسكي، وللفلسفة، الوجودية خاصة، وأعمال فلاسفة مثل شوبنهاور، نيتشة وكيريجارد.

ويمكن من خلال أفلامه وكتاباته العثور على عشرات الأمثلة على تنوع قراءاته ومشاهداته في كل المجالات، لكن المدهش هو الطريقة التي يتعامل بها مع النصوص السينمائية والنثرية التي يتأثر بها.

تم اختياره 2010 عضوًا في جمعية الفلسفة الأمريكية وهو اختيار يمكن تفسيره بالنظر إلى أعماله باعتبارها أسئلة لا تنقطع. ولا تخف حدة قلقها الوجودي عن معنى الحياة، والموت، وعبثية أي شيء يفعله البشر للتهرب من مواجهة تلك الأسئلة.