رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تصريحات وخلافات.. فجوات بين الموقف الأمريكى والإسرائيلى حول الحرب فى غزة

بايدن ونتنياهو
بايدن ونتنياهو

التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير خارجيته أنتوني بلينكن تطرح تساؤلات عن سياسة الولايات المتحدة إزاء الحرب في غزة، حيث أشارت التصريحات إلى تغيير ما في الخطاب الأمريكي حيال الحرب في غزة، فيما أشارت التقديرات إلى أن الفجوات بين الموقف الأمريكي والإسرائيلي حيال الحرب تزداد يومًا بعد يوم.

تصريحات بايدن وبلينكن 

عدد من التصريحات الأمريكية التي صدرت من الرئيس الأمريكي دو بايدن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن تشير إلى تغيير في الموقف الأمريكي حيال الحرب في غزة.

حيث اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، مساء الخميس الماضي، أن الرد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة على الهجوم الذي شنته حركة حماس ضد إسرائيل كان ردًا "مفرطًا".

وقال بايدن ردًا على سؤال بشأن الوضع في غزة "أعتقد، كما تعلمون، أن الرد في غزة، في قطاع غزة، كان مفرطًا"، وقال بايدن: "أضغط بقوة الآن من أجل التوصل إلى هدنة مستدامة في غزة".

كما ذكرت شبكة "إن بي سي" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في محادثة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه سيسمح لمليون فلسطيني بإخلاء رفح قبل العملية البرية، لكنه لم يوضح أين، فيما أوضحت الشبكة أن أهم نقطة خلاف بين بايدن ونتنياهو حول النشاط الإسرائيلي المخطط له في رفح.

كما أفادت التقارير بأن إدارة بايدن تشعر بالقلق وتعتقد أن إسرائيل ليس لديها خطة منظمة للأنشطة في رفح من شأنها أن تسمح بحماية الكثافة السكانية المدنية في المدينة، كما حذرت الولايات المتحدة، الخميس، إسرائيل من خطر حدوث "كارثة" إذا ما شنّت هجومًا عسكريًا على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة من دون التخطيط له كما ينبغي.

قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، إن واشنطن "لم ترَ بعد أيّ دليل على تخطيط جاد لعملية كهذه". وأضاف أن "تنفيذ عملية مماثلة الآن، من دون تخطيط وبقليل من التفكير في منطقة" نزح إليها مليون شخص، "سيكون كارثة"، وشدّد المتحدث على أن الولايات المتحدة "لن تدعم" عملية عسكرية واسعة النطاق لما تنطوي عليه من خطر وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين. كما ذكّر باتيل بأن معبر رفح هو شريان حيوي لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

من جانبه، قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بمقارنة عندما قال: "نزع الإنسانية الذي مرّ به الإسرائيليون يوم 7/10 لا يبرر القيام بالفعل نفسه مع الآخرين"، وأضاف أن "عدد المصابين في غزة كبير جدًا". 

تصريحات “بن غفير”

التصريحات الأمريكية قابلها تصريحات غير مسؤولة من قبل وزير الأمن الداخلي المتطرف إيتمار بن غفير، الذي قال في مقابلة أجرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" قال: "بدلًا من تقديم الدعم الكامل إلينا، ينشغل بايدن بتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، والوقود الذي يذهب إلى ’حماس‘، ولو كان ترامب في السلطة، لكان سلوك الولايات المتحدة مختلفًا تماما.

" كما أعلن بن غفير تأييده لـ "التهجير الجماعي الإرادي" للغزيّين، وهو ما سبب غضبًا في الوساط الأمريكية التي اعتبرت أنه كان في إمكان بن غفير أن ينتقد سياسات بايدن، لكن تصريحه بأنه كان يفضل ترامب تُعد تدخُلًا في الانتخابات، فالديمقراطيون والجمهوريون لا يحبون أن تقوم جهة خارجية بمحاولة إملاء من ينتخبونه عليهم، ومن ناحية معظم هؤلاء، فإنه لا وجود لأمر اسمه "تهجير جماعي إرادي"، فالترانسفير هو الترانسفير، وهو محظور أخلاقيًا وقانونيًا.

خلاف حول "اليوم التالي"

حرب التصريحات السابقة يوازيها اختلاف في رؤية كل من تل أبيب وواشنطن حول الصراع الحالي، فبينما تبحث الولايات المتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية، وهو ما تعتبره اختراقا دبلوماسيا سيؤدي إلى تغيير جذري في الشرق الأوسط، إلا أن إسرائيل وتحديدًا حكومة نتنياهو ترى في هذه الفكرة تهديدًا، حيث يرفضُ نتنياهو النقاش حول "اليوم التالي للحرب" في غزة بسبب الحسابات الائتلافية، ويترك واشنطن بدون إجابات.