رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى انتظار المجزرة.. نتنياهو يُصر على اقتحام رفح الفلسطينية قبل رمضان ومصر تحذر

فى انتظار المجزرة
فى انتظار المجزرة

كشف تقرير عبرى عن رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، فى اقتحام مدينة رفح الفلسطينية قبل شهر رمضان، وسط تحذيرات مصرية ودولية من التداعيات الكارثية لهذه الخطوة، فى ظل كون المدينة آخر ملجأ لأكثر من مليون نازح فلسطينى، منذ بدء العدوان على غزة، فى السابع من أكتوبر الماضى.

مسئول الاقتحام: لا خطط لحماية المدنيين ونازحون: إلى أين نذهب بعد «ملجأنا الأخير»؟

حذرت شبكة «CNN» الأمريكية من مصير النازحين الفلسطينيين فى مدينة رفح الفلسطينية، بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، قرب الاجتياح العسكرى للمدينة.

وذكرت الشبكة الأمريكية أنه «من غير الواضح الآن، أين يمكن أن يذهب النازحون فى رفح الفلسطينية، الذين يعيشون فى خيام مؤقتة بالمدينة، مع اقتراب حملة برية للجيش الإسرائيلى على المدينة الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة».

وأضافت: «ومن ناحية أخرى، من الواضح أن العملية الواسعة النطاق فى رفح تتطلب إجلاء السكان المدنيين من مناطق القتال»، مشيرة إلى أن «رفح هى آخر مركز سكانى كبير فى غزة لا يحتله الجيش الإسرائيلى».

ونقلت الشبكة عن الجنرال دان جولدفوس، الذى يشرف على «الفرقة ٩٨» فى الجيش الإسرائيلى، القائد الأعلى المسئول عن العملية العسكرية الإسرائيلية فى جنوب غزة، قوله إنه «لا توجد خطة لكيفية تقليل عدد القتلى المدنيين فى المدينة»، مشيرًا إلى أنه سيعمل على مثل هذه الخطة ومتى تلقى الأمر بمناورة قواته فى المنطقة».

وأعرب نازحون فلسطينيون عن خوفهم الشديد من العملية الإسرائيلية الوشيكة. وقال أحمد شقورة، ٢٧ عامًا، نازح من مدينة غزة: «الخوف الذى يسيطر علينا واضح، فلا يوجد ملجأ آمن آخر داخل غزة». 

وقالت نور عرفة، ٢٣ عامًا، نازحة من مدينة غزة، إنها انتقلت ٧ مرات منذ ٧ أكتوبر، ولا تعرف إلى أين تتجه بعد ذلك. ولم تختلف عنهما ياسمين حسين، التى نزحت ٤ مرات، منذ فرارها من شمال غزة فى بداية الحرب، ولا تزال «تسمع قصفًا مستمرًا طوال الليل»، مضيفة: «لقد أصبحنا غير متأكدين بشأن سلامتنا». وتابعت: «يشعر الناس بالقلق من حدوث توغل فى الأيام المقبلة، فكل يوم يمر تزداد مخاوف سكان رفح». وقال محمد جمال أبوطور، فى تصريحات لشبكة «سى إن إن» الأمريكية: «ندعو الله ألا يتكرر ما حدث بمدينة غزة فى رفح، لأنه إذا حدث نفس الشىء فى رفح، لن يكون لدينا مكان نذهب إليه». 

وأضاف «أبوطور»: «إذا ذهبنا إلى مدينة غزة أو خان يونس أو النصيرات، فلن نجد الإمدادات التى تم توفيرها لنا هنا فى رفح.. نسمع باستمرار أنهم فى مدينة غزة لا يستطيعون العثور على مياه نظيفة، وأنهم يأكلون العشب ويشربون من البحر، كان الله فى عونهم». 

أيضًا قال محمود خليل عامر، الذى نزح من مخيم الشاطئ للاجئين شمال غزة، إنه أقام فى خيمة بالقرب من مقبرة فى رفح، مضيفًا: «نحن لا نعيش، الموتى أفضل منا».

تقارير عبرية: رئيس الوزراء أبلغ واشنطن بتنفيذ العملية العسكرية خلال أسبوعين

ذكرت القناة الـ«١٢» الإسرائيلية أن «نتنياهو يعتزم تنفيذ عملية الدخول العسكرى لمدينة رفح الفلسطينية، الواقعة جنوب قطاع غزة، خلال شهر واحد فقط، وأخبر (مجلس الحرب المصغر) بالفعل بأن هذه العملية يجب أن تكتمل قبل شهر رمضان».

وأخبر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلى، هرتسى هاليفى، بنيامين نتنياهو بأن الجيش مستعد لتنفيذ هذه العملية العسكرية، لكنه يحتاج أن تقرر الحكومة أولًا ما تريد فعله مع النازحين من غزة، الذين لجأوا إلى رفح. وطلب «هاليفى» أيضًا معرفة خطط الحكومة بشأن «محور فيلادلفيا/ صلاح الدين»، ذلك الطريق الأمنى الذى يبلغ طوله ١٤ كم، ويقع على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة.

وعلقت القناة العبرية بأنه «يجب حل قضية محور فيلادلفيا، للحفاظ على التعاون مع مصر، التى تنتابها مخاوف بشأن أى عملية إسرائيلية على طول الحدود، وكذلك من إمكانية أن يحاول الفلسطينيون الفارون من رفح العبور إلى مصر»، مشيرة إلى أن «نتنياهو» يماطل فى التوصل إلى قرارات بشأن أى من القضيتين، وهما طريقة التعامل مع النازحين، والموقف من «محور فيلادلفيا». 

ونشب خلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلى، ورئيس الأركان، قبل عدة أيام، بشأن العملية المتوقعة فى رفح، وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، مشيرة إلى أن «نتنياهو» طلب تفكيك «كتائب حماس فى رفح» قبل حلول شهر رمضان، وأبلغ وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، بأن العملية العسكرية فى المدينة «قد تبدأ خلال أسبوعين».

القاهرة: أى عمل عسكرى أو نزوح جماعى عبر الحدود يُقوِّض اتفاقية السلام بين البلدين

تواجه خطة رئيس الوزراء الإسرائيلى لدخول مدينة رفح رفضًا مصريًا واضحًا وقاطعًا، بالتزامن مع قلق دولى كبير من تداعيات هذه الخطوة ونتائجها الكارثية، فى ظل أن المدينة الواقعة أقصى جنوب غزة تضم أكثر من مليون نازح فلسطينى.

ورأت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» العبرية أن معبر رفح أصبح يمثل «تحديًا أكبر مما ينبغى» بالنسبة لإسرائيل، فى ظل عدم وجود خطط عملياتية واضحة بشأنه منذ بداية الحرب فى غزة، إلى جانب انتقال النازحين الفلسطينيين إلى المنطقة الحدودية الاستراتيجية مع مصر، وتزايد المعارضة الدولية لأى تدخل عسكرى هناك، بعدما طلبت إسرائيل، بعد بداية الحرب فى غزة، من سكان القطاع التحرك جنوبًا، ما أدى إلى تركز أكثر من مليون نازح مدنى فى رفح وما حولها.

وحذرت مصر من أن أى عملية برية فى رفح، أو نزوح جماعى عبر الحدود، من شأنه أن يقوّض معاهدة السلام التى وقعتها مع إسرائيل منذ ٤ عقود، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية: «نحن ضد هذه السياسة ولن نسمح بها»، مشددًا على أن «استمرار الضربات الإسرائيلية على المناطق المكتظة بالسكان سيخلق واقعًا غير قابل للعيش».

المجتمع الدولى:كابوس فى منطقة يحتمى بها أكثر من مليون شخص.. والعواقب الإقليمية لا توصف

أصبحت الولايات المتحدة أكثر حدة فى تحذيراتها بشأن العواقب المترتبة على العملية العسكرية فى رفح، وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، إن «الولايات المتحدة لم ترَ بعد أى دليل على التخطيط الجاد لمثل هذه العملية، التى سيؤدى تنفيذها دون تخطيط، فى منطقة يحتمى بها مليون شخص، إلى كارثة».

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى، جون كيربى: «عملية عسكرية كبيرة فى رفح ستكون كارثة.. فى ظل الظروف الحالية، الولايات المتحدة لن تدعم ذلك»، معتبرًا فى الوقت ذاته أن بلاده «لم تر أى خطط من شأنها أن تقنعنا بأن الإسرائيليين على وشك أو يخططون لتنفيذ أى عمليات عسكرية فى رفح».

ولم تقتصر التحذيرات على مصر والولايات المتحدة، وامتدت لتشمل الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة العالمية، التى حذرت من أن جهود الإغاثة ستكون فى مأزق شديد، حال تنفيذ العملية العسكرية البرية فى مدينة رفح.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن التوغل فى رفح من شأنه أن يؤدى إلى «تفاقم ما هو بالفعل كابوس إنسانى له عواقب إقليمية لا توصف» إذا واجهت رفح نفس مصير مدينة غزة وخان يونس المدمرتين، بينما شدد «المجلس النرويجى للاجئين» على أن «المرض والمجاعة لا يزالان موجودين بالفعل بين السكان النازحين فى رفح».

أما مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فيليب لازارينى، فكشف فى تصريحات للصحفيين عن أن ٨ من ضباط الشرطة الفلسطينية قتلوا بمدينة رفح فى ٣ غارات جوية، خلال الأيام الأربعة الماضية، مشيرًا إلى أن «الشرطة تقول إنها لن ترافق بعد الآن عمليات تسليم المساعدات».

وأضاف «لازارينى»: «الظروف أصبحت أكثر شدة ومربكة أكثر فأكثر.. غير متأكد من المدة التى ستتمكن فيها (أونروا) من العمل فى مثل هذا الوضع عالى الخطورة».

«أونروا»: فصلنا المتورطين المحتملين فى «٧ أكتوبر» دون تحقيق

كشف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فيليبى لازارينى، عن فصل موظفين فى الوكالة «دون إجراء تحقيق»؛ بعد اتهامات إسرائيل ضدهم بشأن مشاركتهم فى هجوم ٧ أكتوبر الماضى.

وقال «لازارينى»: «كان يمكننى وقفهم عن العمل، لكنى فصلتهم، ونجرى تحقيقًا حاليًا، وفى حال أشارت نتائجه إلى أن ما فعلناه غير صحيح، ستتخذ الأمم المتحدة قرارًا بشأن كيفية تعويضهم بشكل مناسب».

وأضاف: «اتخذت قرارًا استثنائيًا وسريعًا بإنهاء عقود الموظفين؛ بسبب طبيعة الاتهامات القوية للغاية»، مشيرًا إلى أن الوكالة تواجه بالفعل هجمات تزامنًا مع تقديمها مساعدات لحوالى مليونى فلسطينى فى قطاع غزة. وأوضح أنه جرى فصل الموظفين دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة؛ حفاظًا على سمعة الوكالة ولزيادة قدرتها بالكامل على مواصلة عملها وتقديم المساعدة الإنسانية الضرورية.