رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تسمعون ضجيج ماكينة الخياطة؟

أمجد ريان
أمجد ريان

الشارع ياقات وأكمام، 

تسير أو تتداخل

الشارع يزدحم 

بالمزيد من الياقات والأكمام

تسير مهمومة كلها، 

وهكذا هى الحياة: 

ياقات تتحرك، 

وغطاء سماوى متجهم،

والنساء مشغولات فى المطابخ، 

يتحركن يمينًا ويسارًا، بأرداف كبيرة

وفى الأيادى كسبرة خضراء، 

وبصل، ولفّة مستكة

ويستمر العمل العارم، 

فى حجرات صغيرة مربعة، 

يسمونها المطابخ.

غرز الخياطة محبوكة 

حول المفرش على «الكومودينو»

وفوقه نصف كوب من الماء 

وشريط أقراص «الكحة»،

وأنا أنظر للظلام الحالك، 

وأسأل نفسى: 

هل تندفع البشرية إلى حافة الانقراض أم أننا سنلحق بالحقيقة الغامضة؟

وهل ستتمكن النساء من تسخين المستكة، 

لكى تبعث بكل هذا العطر الخصوصى؟.

أريد أن أقطع الشارع العمومى، 

ثم أقطع الشوارع الجانبية

أنظر فى وجوه الناس الحزينة، 

أريد أن أواسى الناس، فردًا فردًا

أريد أن أمنح الناس حنانًا، 

وأستمع لحكاياتهم، فردًا فردًا

أريد أن أربت على رءوسهم، وأكتافهم، 

ثم أبدأ النقاش الوجودى العظيم:

لأن معظم تلك المشكلات 

قد مرت بى:

أنا صاحب المشكلات. كلها. 

أريد أن أنادى الناس فى الشوارع، 

ونجلس متقابلين، 

لكى يواسى كل منا الآخر، 

قبل أن تصعد العنكبيات العملاقة فوق الجدران،

وقبل أن يسقط الحبهان من أيدى النساء، 

أريد أن أمتلك ماكينات الخياطة كلها، 

لكى نجلس فى صفوف خلف صفوف، 

ونقضى الليل كله غارقين فى التفصيل، 

ونخيط الأثواب الجديدة، لكل الآدميين

القمصان الجديدة، والفساتين الجديدة، 

هى الحل الناجع

فساتين جديدة، وقمصان جديدة.