رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يشارك في معرض القاهرة للكتاب

"الاقتراب من العمق.. رحلة ثقافية لعالم التنين".. كتاب جديد لمصطفى عبادة

الاقتراب من العمق
الاقتراب من العمق

"الاقتراب من العمق.. رحلة ثقافية لعالم التنين"، كتاب جديد لـ مصطفي عبادة، والصادر عن بيت الحكمة للثقافة والفنون، ويشارك من خلاله في فعاليات الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.  

كيف نفهم الصين؟

كل الثقافات العالمية يشغلها سؤال ملح: كيف نفهم الصين؟ هل الصين هي مجرد منتج سلع استهلاكية، تغزو بها العالم، دون أن يكون لديها منتج حضاري؛ فني وثقافي وفكري؟ وللإجابة عن هذا السؤال ذهب المترجمون والمحللون الثقافيون ونقلوا الكثير من فن وثقافة الصين إلى مواطنيهم، حتى صارت هذه الثقافة إحدى المفردات المهمة في عالم اليوم.

وفي كتابه الاقتراب من العمق، يحاول مؤلفه من جانبه الإسهام في هذه الإجابة، كما يحاول الاقتراب من عمق وتشعب هذه الروح الصينية، التي تحمل في طياتها الكثير من الجمال والدهشة والمغامرة، التي تقول بوضوح إن الإنسانية ينقصها الكثير من المتعة ببعدها عن هذا العالم الغني والمتنوع، والكتاب أيضا حصيلة خبرة تتجاوز ربع القرن في التفاعل مع الأدب والثقافة، توجت بالتفاعل المباشر مع البشر والمكان حيث ذهب الكاتب إلى الصين في رحلة امتدت شهرًا كاملًا، رأي فيها الناس في سعيهم اليومي وتلقيهم للعالم، جلس إلى المثقفين والكتاب، وبعض السياسيين، وفي الجميع كما يقول وجد روحًا مشتركة تفيض بمحبة العالم، وتقدير القيم الإنسانية العليا، هذه الثقافة الصينية التي تقترب الآن كثيرًا من الثقافة العربية، بفضل الجهد العظيم لمؤسسة بيت الحكمة، بقيادة المترجم ورئيس المؤسسة الدكتور أحمد السعيد.

نظرة معمقة علي الثقافة والأدب الصينيين

ينقسم كتاب الاقتراب من العمق، إلى قسمين كبيرين الأول يهتم فيه المؤلف بإلقاء نظرة معمقة على الثقافة والأدب الصينيين، مع مقدمة طويلة بعنوان "الصين ثقافة وفكرًا وبشرًا"، عبر تبني مقولة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، حيث يرى المؤلف أنه حين انهار الاتحاد السوفيتي، واستسلم أمام القطب الواحد أمريكا، بقيت الصين وحدها ترفع شعار الاشتراكية والتصنيع، وظلت تزحف على العالم رويدًا وبطيئًا، حتى فاقت تأثير دول عظمى، وتبوأت في السنوات الأخيرة مراكز متقدمة على مستوى العالم في نواحٍ مختلفة خصوصًا من الناحية الاقتصادية، حيث تتطلع الصين إلى تجاوز المركز الثالث على مستوى العالم اقتصاديًا، وتعتبر في الوقت الحاضر مصنع العالم والمصدر الأساسي لكثير من المنتجات، وبرغم جميع التغيرات والتطورات الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والعسكرية التي تعيشها الصين فإن خصائص العلاقات الدولية الصينية لم تتغير كثيرًا، ولا تزال تحتفظ بخصائصها التي تنبثق من طبيعة الفكر الصيني المتميز، وتشتمل على ثلاثة محاور رئيسية «المصالح المتبادلة، الاحترام المتبادل، التعاون البناء، مع الاحتفاظ بالخصوصية والسلام الدائم» أي بعبارة أكثر شمولًا «تبادل المساعدة».

كما يتوقف المؤلف في كتابه الاقتراب من العمق، أمام العلاقات المصرية الصينية على المستويين السياسي والثقافي، ويرصد الحاجة الملحة إلى الترجمة من الصينية وإليها، من ناحية أخرى يرصد الكتاب الانطلاقة الثقافية الصينية نحو العالم، انطلاقًا من دورة معرض بكين في 2016 تلك الدورة التي دشنت الصين لاعبا ثقافيا كبيرا، حيث شهد المعرض توقيع 3075 اتفاقية فى مجال النشر، و1943 اتفاقية حقوق نشر كتب أجنبية فى الصين، وفي فصل آخر يتناول أكبر مدينة سينما في العالم أقامتها الصين، وقرية النحاتين التي تشهد إقامات سنوية لفنانين من كل أنحاء العالم.

مصطفي عبادة

القسم الثاني في كتاب الاقتراب من العمق، يشتمل على الحوارات التي أجراها المؤلف أثناء إقامته في الصين مع كبار المبدعين الصينيين مثل: الروائية "فانغ فانغ" رئيس تحرير مجلة اليانجستي، والروائي والناثر المعروف "قو ون بن" والمفكر السياسي الاستراتيجي "تشانغ وي وي"، أحد أهم المفكرين السياسيين في العالم الآن والذي تنبأ بأن ما يسمى بالربيع العربي سيتحول إلى شتاء قارس يدمر المنطقة، وكذلك حوار مطول مع الروائية "آشة" صاحبة العظام الراكضة، وحوار مع المترجم وأحد أهم الفاعلين في التبادلات الثقافية الصينية العربية د. أحمد السعيد.

يذكر أن الرحلة التي قام بها مصطفي عبادة إلى الصين في عام 2016 كان نتيجتها كتابان أحدهما بعنوان "ثلاثون يوما في المستقبل.. رحلة على ينتشوان – نينغشيا- الصين" والذي صدر عام عن مؤسسة بتانة الثقافية، والكتاب الآخر بعنوان "الاقتراب من العمق.. رحلة ثقافية إلى عالم التنين" وله عن الصين كتابات تحت الطبع منها "شي.. رجل آسيا القوي".