باحثون يناقشون آفاق المستقبل بالثقافة العربية في معرض الكتاب
شهدت قاعة الصالون الثقافي منذ قليل ندوة بعنوان "الثقافة العربية واستشراف المستقبل"، شارك بها كل من خالد بلقاسم من المغرب، وعبد الله المطيري من السعودية، وعلي بن تميم من الإمارات، ومحمد شوقي الزين من الجزائر، وأدار الندوة أنور مغيث.
ـ الثقافة العربية والمستقبل
في مقدمته، تحدث الدكتور أنور مغيث عن أن الهم بالمستقبل هو هم إنساني بشكل أساسي، فالإنسان حيوان مهموم بالمستقبل، ولا يكف عن التفكير في المستقبل، مشيرًا إلى أن ثمة خصوصية في علاقة الثقافة العربية بالمستقبل، لأنه ما زالت ثقافة ماضوية وما زالت العقليات العربية تعيش في الماضي.
تحدث المفكر الجزائري محمد شوقي الزين من جانبه عن الصعوبات التي تكتنف الحديث عن المستقبل فقال إن المستقبل هو الأفق الذي نضعه كنقطة نتوجه إليها ونحدد كل شيء في الحاضر بالمقارنة مع هذه النقطة، هذا الذي نسميه المستقبل يمكن أن نسميه الوجهة، وعندما نتكلم عن المستقبل ندرك أننا نتقدم لا نرجع إلى الخلف وننظم أمورنا بناء على هذا الأفق الذي يتحرك بحركتنا أي بمجموعة المشروعات التي نقوم بها في الحاضر.
وأضاف الزين أنه عندما نتكلم عن المستقبل لا بد أن نتكلم عن ما لا نتوقعه، ربما نتكلم عن تخطيطات لكن تبقى دائما إمكانات موضوعة لكي تطبق موضحًا بأن الثقافة العربية في معظمها متعلقة بالزمن الماضي وهناك شيء يشدها إلى هذا الماضي إما خوفا من المستقبل المجهول أو ركونا إلى ضمانات ولكن أحيانا نشهد هذه المغامرة من رغبة في الانفتاح على العالم، وهو ما تشهده دول عربية حاليًا تريد أن تتوجه نحو هذا المستقبل والنظر في التوازنات العالمية والإمكانات المتاحة من أجل التهيئة لهذا المستقبل.
ـ مهددات الثقافة العربية
أشار الكاتب المغربي خالد بلقاسم إلى أهمية النظر إلى ما ينخر في صلب الثقافة العربية في سبيل التوجه نحو المستقبل، موضحًا أن ثمة عناصر تهدد الثقافة العربية؛ العنصر الأول الذي ينخر الثقافة هو تنامي اللامعنى والبلاهة التي تختطف المعنى والتي تطرح أمام الثقافة العربية رهان الفكر النقدي، ومن ثم فهناك حاجة لإقامة الصدوع في هذا الفكر، وأن يشتغل الفكر على اللامعنى وينتج فلسفة تهتم باليومي.
ومن المهددات الأخرى التي تحدث عنها بلقاسم تتمثل في إدعاء الإعلامي الصفة الفكرية لإنتاج خطاب يوهم بأنه ينتج الفكر، فضلًا عن حرص الكلام على أن يوصف نفسه على أنه كتابة، فعلى الثقافة أن تقوم بمنع الكلام من أن يحل محل الفكر.
لحظة مليئة بالتغيرات في كلمته قال الكاتب الإماراتي علي بن تميم إن الثقافة العربية ثقافة تقع في آفاق المثاقفة مع الآخر، وكانت تضيف الكثير على ثقافة الآخرين، منوهًا بأننا نعيش لحظة مليئة بالتغيرات فقد تغيرت نوعية المعرفة وصار العالم صغيرا، وهو ما جعل أمام الأجيال الجديدة مهمة صعبة لا سيما وأن بعضهم اختار إراديا الانسلاخ عن الثقافة العربية.
وأضاف تميم إلى أنه يعتقد بأن الثقافة العربية تواجه العديد من التحديات، منوهًا بأهمية أن تضطلع المؤسسات العربية بدور متكامل، لكن رغم التحديات الكبرى التي ستواجه الثقافة العربية في الوجود إلا أنها قوية وقادرة على أن تصمد لأسباب كثيرة، كما أن تاريخ الثقافة العربية قوى وفقدان الثقافة العربية يعني فقدان قدرتهم على البقاء.
أما الكاتب عبد الله المطيري، رئيس مجلس إدارة جمعية الفلسفة في السعودية، فقد نوه بأهمية التخلي عن اليقين في التعامل مع المستقبل، لأن كل استشراف هو قفزة في الهواء إلى قول زمني بلا مكان.
