رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المجموعة القصصية "مقامات" لسوسن الشريف..كتاب ونقاد: "دعوة لتأمل الحياة"

معرض الكتاب
معرض الكتاب

شهدت قاعة فكر وابداع بلازا "١"بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، ندوة لمناقشة المجموعة القصصية "مقامات" للكاتبة سوسن الشريف، ويناقشها الكاتب والروائي فتحي سليمان، والكاتبة الدكتورة عزة بدر، وأدارت الندوة الكاتبة منى ماهر.

بدايًة، استعرضت الدكتورة عزة بدر، نصوص كتاب "مقامات" وأوضحت كيف تباينت تلك النصوص في افكارها ومفارقات الوحدة والازدحام.. وسؤالها  عن من يكون الوحيد. اهتمامها بالمقارقات

وأشارت إلى أن المرأة التي لا تصل  نجدها في مقام "سندريلا" تلك الطفلة التي تشعر بوحدة الفتاة وتلجأ بطلة القصة لحيلة فنية فتصور نفسها سندريلا ولكن التي لم يصل لها أحد وهي أحدى القصص المؤثرة في هذه المجموعة 
 
ومن أكثر القصص المؤثرة قصة" احتياج" وهي أقرب ل"نوفيلا " نظرا لاحتشاد المشاعر والأحاسيس في شخصياتها وتكاد تكون رواية مكتملة نظرا لزخم الأحداث والتطورات بها فهي ترصد مشاعر امرأة يعاملها زوجها ببرود وكيف يتعدد بعلاقاته في نفس الوقت.

ولفتت إلى أن تدخل سوسن الشريف  إلى  نسيج أزمات مجتمعية وفي داخل القصة كل شخصية تتحدث عن نفسها..

واشارت إلى أن ثمة قصصًا تحكي عن حالة الرضا ومنها قصة المراكبي البسيط الذي خرج في رحلة بحرية مع مستشار وفي نهاية الرحلة حاول المراكبي مساعدته للنزول من المركب ولكن المستشار يرفض يده المتسخة اثر عمله المركب.

لذا نجد أن مقامات سوسن الشريف هي محطات ومن جهتها  أوضحت الكاتبة مني ماهر أن الفكرة ملك الكاتب فجميعنا، وتابعت ان استطاعت الكاتبة تحويل القبح لجمال وهذا هو الفرق بين الكاتب والعادي في قصة  " مقام الوصول " وصفت القلوب الجيدة يالقلوب الخضراء بلا جهد بلا دموع يلا ألم

في حين أكد الكاتب فتحي سليمان، أن الكتابة هي المعني الضمني للكاتب عندما قرأت المقامات كان له ضمان بلاغي اسمه الكنانة والميتافور في عالم النقد هو المعني الغير مرئي وهذا ما رأيته في مجموعة سوسن الشريف فهي مغامرة ورجالة وشخصية قوية وواثقة من نفسها تماما وهذا ما ستراه المرايا دائما ليست شخوص.

وأشار إلى أن “الفلاش باك” هو الانتقال من زمن لآخر، لكن المقامات هنا معنية بالوجدان.. وكتبت المقام هنا وكأنه إطار موسيقي للكلمة وليس قصة قصيرة علي سبيل المثال مقام الوجد ليس الشغف ولا الحب ولا الحال.. لأن الحال ممكن يتغير.. فهناك فرق كبير بين كل خير نعيشه فمقام الوحد له رسوخ.. فالروح لا تنسي حبها الحقيقي.

وأكد “سليمان” أن  مجموعة "مقامات"  تعدت المعني الضمني في قصة "مقام المقام" التي تأتي بنظرة جديدة تتحمل تدخل كل قرن في فكرة الحياة وفي قصة "مقام التداوي'"تتساءل الكاتبة من الذي يتداوي الجاني ام المجني عليه، وفي "مقام الونس" سؤال "ما هو الشيء العادي " فمن الممكن أن تكون زاوية الرؤية مختلفة، "مقام الالوان " حدوتة بديعة لابد من قرأتها بهدوء واتمني أن تنشر ويقرأها قراء الصحف اليومية حتي يعرفوا أهمية احترام الأختلاف عن طريق هذه القصة، "مقام الشفاء " يختلف عن التداوي فما نشفي منه ليس بالضرورة ما نمرض به فأحيانا نصاب بمرض نفسي يختلف عن العضوي كل مقام من مقامات الكاتبة يحتاج لوقت طويل لتأملها لانها تحتاج لعصف ذهني وفي "مقام الحضور" استطاعت فيه الكاتب ببراعة تجعلني اشعر كأن مفرداتها تتحرك، وجعلت عقلي يعمل بلا توقف ".

وأكمل “سليمان” أن الطواف حول المقامات يمنح بعض الناس راحة معينة ومع الأيام  يعرف الإنسان أن صاحب هذا المقام لم يكن افضل منه مثلا ولكنه تيقن أنه ارتاح وهذا ما ستشعر به وانت تقرأ قصص سوسن الشريف ستشعر في قصصها بـ"مقام النجاة " الذي يطرح سؤال أيضا هل البعد عن الناس نجاه و"مقام الحرمان " يعيد لنا السؤال الوجودي هل الإنسان اختار ام أجبر علي وجوده واظن أن انتهاء اي منظومة وجد فيها انسان ما هو اختيار.

وتابع: "مقام الستر "، "مقام التخلي"، "مقام الاختيار " ،"مقام الولد" وفي القصة الأخيرة توضح كيف هوس  بعض العائلات ب"الولد " وأهميته وجاءت "الفرحة نسبية في قصة "مقام الفرح "،"مقام الصداقة "، "مقام الرسل " شعرت أن الكاتبة كانت تحتاج لجرأة اكثر ولكنها كانت جريئة بالفعل في "مقام الحرب ".

واختتم أن خلاصة الاسئلة المتتابعة في قصص المجموعة فهو إجابة عن أن الإنسان لا هو مخير أم مسير اظن أنه محير.