رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"قصور الثقافة" تطرح "العقلانية القلقة في فكر طه حسين" بمعرض الكتاب

دكتور محمد دوير
دكتور محمد دوير

يطل طه حسين ، علينا في معرض الكتاب ليسأل عما فعلنا به وبالوطن والثقافة، وذلك في كتاب الباحث دكتور محمد دوير، والمعنون بـ “العقلانية القلقة في فكر طه حسين”، والذي يشارك من خلاله في فعاليات الدورة 55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

 

 

وحول كتابه الصادرعن الهيئة العامة لقصور الثقافة، في 420 صفحة من القطع الكبير، قال دكتور محمد دوير لــ “الدستور”: يتناول الكتاب مسيرة الدكتور طه حسين الفكرية والثقافية ودوره المركزي في تطوير التعليم المصري، واسهامه في الحياة السياسية والثقافية لمصر علي مدار ستين عاما قدم فيهم ما لا يقل عن 1500 مقال في شتي صنوف الفكر والمعرفة، وعشرات الكتب الفكرية والثقافية والأدبية والروائية والنقدية.

 

موضوعات كتاب “العقلانية القلقة في فكر طه حسين”

 

وتابع “دوير”: ينقسم الكتاب الي مقدمة وخمسة فصول، يتناول الفصل الأول" ذات بين يومين" حياة طه حسين الثقافية وتطوره الفكري في رحلة صعود من المنيا إلي القاهرة، ومنها إلي باريس، حيث يمثل في تلك الرحلة نموذج للمثقف الذي استطاع أن يمتلك عمقا حضاريا، وتأسيسا عربيا من حيث الثقافة والوعي، وتطلعا نحو خطاب الغرب المتقدم علميا وسياسيا، فعاش طه حسين داخل هذا المثلث الحضاري" المصري- العربي – الغربي متمثلا في الثقافة الفرنسية".. ومن وحدة تلك العناصر الكبرى انصهرت شخصية طه حسين الفكرية في بوتقة عمادها وجوهرها النزعة النقدية التي تميزت بها كتاباته في كل مراحل تطوره الفكري.

 

 

أما الفصل الثاني" أطياف العقل القلق" يتناول عشرون قضية شغلت عقل العميد، وصنفها في صورة جدلية، كل قضية منها تؤدي إلي التالي عليها، فتناول موقف طه حسين من ( المنهج - الوعي – الفلسفة – النقد- الأدب- النزعة العلمية – الحضارة – التاريخ- الغرب- التنوير – الحرية – العدل – الاستقلال- الديمقراطية – التجربة السياسية- الدين – الوطنية – الثورة – العروبة- اللغة).وفي تلك القضايا يكشف المؤلف عن مدي تماسك منهج طه حسين الفكري، وعن وحدة نظرية المعرفة لدية منذ أن بدأ مشروع الكتابة.

 

وفي الفصل الثالث "حجاب اليقين وسفور الشك" يتناول واحدة من أهم قضايا القرن العشرين، وأخطر لحظات مشروع طه حسين التحديثي، وهي قضية " في الشعر الجاهلي"، وينطلق من ذلك المناخ الذي عاشته مصر في النصف الأول من القرن العشرين، وظروف اصدار الكتاب والمحاكمة. 

 

كما تناول المبحث تلك الانتقادات الفكرية التي وجهت إلي الشعر الجاهلي ومؤلفه، وأفردت لذلك مساحة ليست بالقليلة، وبعد عرض لمضمون الكتاب، أقدم رؤيتي في كبار المفكرين الذين انتقدوا في الشعر الجاهلي ومن بينهم مصطفي صادق الرافعي - محمد فريد وجدي- الشيخ محمد الخضري- الشيخ محمد الخضر حسين- محمد لطفي جمعة المحامي – محمد أحمد الغمراوي – الدكتور محمد عمارة..

 

الهوية ومستقبل الثقافة

 

في الفصل الرابع "الهوية ومستقبل الثقافة" أتناول البنية الثقافية للهوية المصرية التي تقوم علي ثلاث روافد 1- الوطني 2- العروبي 3- المتوسطي، حيث يستطيع طه حسين بعقلية المثقف التأسيسي أن يمزج بين تلك الروافد الثلاثة في إنتاج فكري خصب. ويعتبر أن أحد أهم وسائل هذا الترابط بين تلك الروافد هو التعليم، ومن هنا نجده يضع خارطة طريق للتعليم المصري الحداثي من كافة جوانيه.

في الفصل الخامس "العقلانية القلقة" استعراض ما المقصود بها المصطلح الذي صكه في وصفه لعقلانية العمي، وما سماتها، وخصائصها. ثم بعد ذلك أعرج للحدث عن القيمة الفكرية والثقافية لطه حسين ومدي حاجتنا إليه، وإلى دوره التنويري والريادي في لحظتنا الراهنة.

 

ويختتم “دوير” مشددا علي: يطل علينا طه حسين بعد أن رحل بنصف قرن، ليسألنا عما فعلنا به وبالوطن وبالعقل وبالثقافة.. ونحن نلهو عن حديثه بفقاعات الشغف السرمدي في أفواه أطفال يلعبون فوق ربوة حتى يحين موعد إسدال الستار على أمة ما إن استفاقت حتى استحالت رمادًا. رحم الله العميد.. الذي تعلمت منه الإرادة كيف يكون الصمود.