رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء وسياسيون فلسطينيون لـ"الدستور": إعلان الاحتلال إنهاء الاجتياح البرى لشمال غزة بسبب هزائمه

جالانت
جالانت

أكد خبراء وسياسيون فلسطينيون أن إعلان وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يوآف جالانت عن انتهاء الاجتياح البري لشمال غزة واقتراب انتهائه بالجنوب، جاء نتيجة خسائره القوية في قطاع غزة ولكن قد تكون هناك خدعة إسرائيلية ولا يجب الركون إلى هذا الإعلان.


تصريحات وزير دفاع الاحتلال نوع من الهزيمة

بداية أكد القبطان محمد اسبيته، القيادى في حركة فتح مستشار سلطة الموانئ الفلسطينية السابق، أن تلك التصريحات الإسرائيلية مثل الصادرة عن وزير دفاع الاحتلال نوع من هزيمة نسبيه مبكرة وإقرار بصعوبة المعركة مع المقاومة وذلك بعد سحب مجموعة كبيرة من القوات من غزة وإرسالها إلى الضفة.


وأضاف اسبيته في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن قادة الاحتلال يريدون إعادة جزء كبير  من النازحين في الجنوب  وخاصة في خان يونس ورفح حتي يتفرغوا لعمليات خاصة للوصول إلي محتجزيهم وقادة حماس الذين يتخيلون أنهم موجودون في خانيونس.


وأوضح اسبيته أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يبدأ المرحلة الثالثة من الحرب والتي تعني عمليات خاصة للقبض علي قادة حماس وتحرير الأسري وسحب غالبية القوات من غزة.

لا يجوز الاستعجال في الحكم على إنهاء القتال 

من جانبه، قال عزيز العصا الباحث والكاتب السياسي الفلسطيني، إن وزير جيش الاحتلال لم يتوقف عند هذه الأقوال، ولم يعلن توقف القتال، وإنما أكمل بالتلويح باستمرار استخدام القوة، دون أن يحدد مستوى تلك القوة ولا طبيعتها.


وأضاف العصا في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه لا يجوز الاستعجال في الحكم على الموقف من منطلق أنه إنهاء للقتال على الأرض، لأنه قد يكون وراء ذلك خدعة عسكرية، الهدف منها الخروج من تحت كثافة نيران المقاومة وشدتها التي أوجعتهم، لدرجة أنهم واجهوا صعوبات كبرى عند انسحابهم من هول نيران المقاومة التي لاحقتهم حتى النهاية.


وتابع العصا "أخشى من إعادة تموضع لقوات الاحتلال، والاستمرار في التركيز على المدنيين، وذلك للتغطية على عجزهم عن تحقيق اي انتصار على مدى ال ١٠٠ يوم".


وأشار العصا إلي أنه لا يستبعد خضوع القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيلية لضغط الشارع، والخضوع لشروط المقاومة بوقف إطلاق النار بشكل دائم، والتفاوض مع المقاومة وفق الواقع الذي فرضته نتائج الحرب على الأرض، في غزة والضفة التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من انفجار يهدد أمن إسرائيل ويربك جميع حساباتها، ويتبع ذلك التهديد الحاصل على الحدود اللبنانية، وما يتطللبه من حشد للقوات على الحدود الشمالية، في حين أن التهديد القادم من اليمن تكفلت أمريكا وبريطانيا بردعه.


وأوضح العصا أن النتيجة الأهم، حتى اللحظة، أن صمود أهل غزة، وأرض غزة، سطحها وجوفها، وأزقتها، وحتى بيوتها المدمرة، جميعها قاتلت مع المقاومة، وكان لها الدور الأساس في الانتصار التاريخي الذي ننتظر إعلانه.

إسرائيل مقتنعة أنها لن تحقق شيئاً في غزة

فيما قال الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية، إن إعلان جالانت عن انتهاء الاجتياح البري لشمال القطاع وسحب قوات إسرائيلية من القطاع وكان آخرها  الفرقة 36  يؤكد أن أسرائيل باتت مقتنعة أنها لن تستطيع تحقيق أي هدف من الأهداف المعلنة من إطلاق سراح المحتجزين أو القضاء على المقاومة الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين إلى خارج قطاع غزة.
وتابع "بالتالي يعتبر وجود هذه القوات التي هي في الأساس جزء منها هو مهمته في شمال فلسطين المحتلة والجزء الآخر هو من  الجيش الاحتياطي  لا مغزى له سواء استنزاف مالي، حيث لم تحقق كل هذه القوات العسكرية أي هدف عسكري حقيقي وكل ما حققته هي جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية  يعاقب عليها القانون الدولي".


وأضاف أبو لحية في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن سحب فرق عسكرية للقوات الإسرائيلية من القطاع لا يعني أنها نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة لأنه ما زالت هناك 3 فرق كاملة في غزة وإنما يمكن أن ندرجه في سياق المصلحة الاقتصادية الإسرائيلية.


وأكد الخبير الفلسطيني أن الاقتصاد الإسرائيلي يعاني بشكل كبير حيث تكلفة اليوم الواحد للعدوان الإسرائيلي على غزة 257 مليون دولار وهذه تكلفة باهظة جدا وأثرت بشكل كبير  على الاقتصاد الإسرائيلي الذي يتدهور يوما بعد يوم مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حيث وصلت فاتورة هذا العدوان الإسرائيلي لما يزيد على 60 مليار دولار خسائر لدى دولة الاحتلال الاسرائيلي، وهذا يعد رقما ضخما جدا في فترة زمنية قصيرة لا تتعدى الأربعة شهور، لذلك يمكن أن يكون هذا الانسحاب للفرق والألوية العسكرية يأتي من أجل تقليل هذه الفاتورة الباهضة.

 

دخول الحرب المرحلة الثالثة

فيما أوضح الدكتور عماد عمر، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي عن إنهاء العملية البرية في شمال القطاع بعد انسحاب الفرقة 36 من مدينة غزة والشمال وقرب الانتهاء من الجنوب تأتي ضمن دخول الحرب في مرحلتها الثالثة والتي تتضمن إنهاء العملية البرية وإعادة تمركز قوات الاحتلال على المناطق الحدودية، والاستمرار في عمليات القتل والاستهداف للفلسطينيين ولكن بطرق أخرى في إطار استمرار عمليات الاغتيال والاستهداف.


ونوه عمر في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، بأن ذلك جاء ذلك بضغوط أمريكية ودولية خوفا من اتساع رقعة الحرب من أن تمتد إلى الشمال مع حزب الله وتصبح حرب إقليمية وخاصة في ظل ما يقوم به الحوثيين في قطع طرق التجارة العالمية واستهداف السفن التجارية وما لحقها من ضربة عسكرية أمريكية استهدفت بعض المراكز الحيوية في اليمن.


وأكد عمر أن انسحاب الاحتلال من المناطق الفلسطينية سواء في شمال القطاع أو جنوبه وإنهاء العملية العسكرية من جانب واحد دون اتفاق يضمن عدم المساس بحياة المواطنين وخاصة قادة الفصائل الفلسطينية وإعادة الإعمار وفتح المعابر هو خطير جدا ويذكرنا بانسحاب أرئيل شارون من غزة من طرف واحد دون شروط أو اي اتفاق، وهذا يترك الفلسطينيين أمام كارثة جديدة وهي اليوم الذي يلي الحرب وكيف سيدير الفلسطينيون أمور حياتهم وخاصة فيما يتعلق بالاعمار ورفع الحصار وتأمين حياة كريمة للمواطن الفلسطيني.


وأوضح عمر أن إسرائيل لم تحقق أي من أهداف الحرب التي أعلنت عنها والتي تتضمن العثور على المحتجزين الإسرائيليين وتحريرهم، والقضاء على قيادات المقاومة الفلسطينية، إلى جانب تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء المصرية أو دول أخرى، بل إنها تكبلت بخسائر فادحة في جيشها وعتادها واقتصادها وخسر بنيامين نتنياهو وقادة أحزاب اليمين المتطرف أمثال بن غفير وسموتريتش مصداقيتهم أمام الجمهور الإسرائيلي وتراجعت أصواتهم في كل الاستطلاعات المعلنة في إسرائيل.


واستطرد عمر أن إسرائيل أثبتت أمام العالم أنها دولة فصل عنصري ترتكب مجازر إبادة جماعية وجرائم حرب ضد الإنسانية في قطاع غزة من خلال استهداف الأطفال والنساء وكبار السن وتدمير كل مقومات الحياة واستهداف للمستشفيات والطواقم الطبية ورجال الإسعاف والصحفيين لإجبار الفلسطينيين على النزوح والهجرة واسكات وقتل الصحفيين خوفا من فضح الاحتلال وجرائمه التي ارتكبت بحق الأبرياء الامنين في بيوتهم، ولكن هذا الاحتلال ها هو اليوم يجلي قواته وما زال الشعب الفلسطيني صامدا على أرضه متمسكا بها.


وشدد عمر على  أن الخيار العسكري لم ينه الصراع مع الفلسطينيين لأن لهم حقا ولا بد من الاعتراف به وإنهاء هذا الاحتلال كي تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار.