الحقيقة الكاملة وراء إغلاق مصنع أبو قرقاص للسكر.. وما دور «البنجر»؟

"عكس ما تم تداوله مؤخرًا فإن مصنع السكر في أبو قرقاص لم يتم إغلاقه على الإطلاق، وإنما يجرى إنشاء مصنع جديد لإنتاج السكر من البنجر في غرب المنيا، تحت مسمى مصنع القنال"، ذلك ما أكده  سيد خليفة نقيب الزراعيين في تصريحات تليفزيونية، موضحًا حقيقة الشائعات التي تدور حاليًا حول مصنع أبو قرقاص لإنتاج السكر.

ويأتي تحول مصنع أبو قرقاص إلى إنتاج السكر من محصول البنجر بدلًا من محصول قصب السكر نتيجة عدة أسباب يوضحها "للدستور" حسين أبو صدام  نقيب الفلاحين.

وأكد “صدام” أنه قد حدث تراجعًا لدى بعض الفلاحين في توريد المحصول من قصب السكر إلى مصنع السكر في قرطاس، وتفضيل توريده إلى المعاصر لأنها تشتري بسعر أعلى من المصنع. 

وتابع: ذلك هو سبب رئيسي جعل مصنع السكر يلجأ إلى محصول البنجر كبديل عن محصول القصب لاستخلاص السكر منه، لافتًا إلى أن محصول البنجر أيضًا يظل في الأرض فترة قصيرة لا تتعدى السبع شهور عكس قصب السكر الذي يظل لمدة خمس سنوات كاملة.

وأشار نقيب الفلاحين إلى أن السبعة أطنان من محصول البنجر تستخرج طنًا كاملًا من السكر وهو بذلك ينتج كمية أكبر من محصول القصب الذي يحتاج إنتاج طن كامل من السكر إلى عشرة أطنان كاملة.

 وأستطرد أبو صدام: لذا يعد الاتجاه إلى زراعة محصول البنجر للحصول على السكر أحد الحلول المقترحة للقضاء على هذه الأزمة خاصة في الوقت الذي يتجه فيه بعض الفلاحين إلى زراعة النباتات الطبية والعطرية عقب انتهاء مدة الخمس سنوات الخاصة بالقصب، لأنها تباع بسعر مرتفع عكس القصب، مضيفًا أن محصول البنجر يعد هو الأكثر أيضًا تناسبًا مع البيئة المصرية إذ أنه لا يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه عكس القصب.

وكان قد أوضح سيد خليفة نقيب الزراعيين في تصريحاته الإعلامية الأخيرة أن الحكومة قد حددت سعر طن السكر في الموسم الحالي بـ1800 جنيه، وليس 1500 جنيه.

وأضاف أن مطالبات الفلاحين والمزارعين كانت بوصول سعر طن القصب إلى 2000 جنيه، ولفت إلى أن ثمن الشتلات من قصب السكر للفدان الواحد تقدر بـ21 ألف جنيه، مشيرًا إلى أن زراعة القصب في الأقصر انخفضت بمقدار 8 آلاف فدان.

وتابع: الفلاحون لا يملكون ثمن التقاوي، والمزارع لا يهتم إلا بالأرباح التي سيحصل عليها من بيع إنتاجية أرضه، مشيرًا إلى أن إنتاجية فدان القصب تتراوح من 35 إلى 40 طن سكر، أما عن سعر فدان القصب فيتراوح بين 900 ألف إلى مليون جنيه.

في الوقت نفسه أوضح نقيب الزراعيين، أنه لا بد من إطلاق مبادرة وحزمة تحفيزية للمزارع بهدف التحول من زراعة القصب بالطريقة القديمة التقليدية إلى الزراعة بطريقة الشتلات الحديثة، موجها بضرورة تقديم الحكومة المزيد من الدعم للمزارعين، وشراء المحاصيل منهم بأعلى سعر.

جديرًا بالذكر أن المنيا تعد من أكثر المحافظات تصنيعًا للعسل الأسود ولإنتاج محصول قصب السكر إذ يزرع بها مساحات كبيرة من القصب، مقارنة بباقي المحافظات.