رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

9 مفاجآت للمنتخبات.. هل يستوعب علام درس الحكام؟!

انطلقت بطولة كأس الأمم الإفريقية في كوت ديفوار، وانطلقت معها التساؤلات والتحليلات والانتقادات.
ويتساءل الجميع من سيفوز بالكأس؟ ومن سيكون أفضل لاعب في ظل مشاركة كوكبة من النجوم المحترفين في أندية أوروبا، وجميعهم لديه آمال في التألق في البطولة..
وبدأت التحليلات الفنية المبكرة بعد فوز كوت ديفوار 2/ صفر على غينيا بيساو في مباراة الافتتاح..
‏وبدأت تتردد نغمة مبكرة أن البطولة ستكون هي الأسوأ فنيًا من البطولة الماضية خاصة بعدما انتقدوا مستوى نجوم كوت ديفوار أصحاب الأرض والجمهور في مباراة الافتتاح..
وتناسى الجميع أن مباريات الافتتاح دائمًا تكون أقل فنيًا من باقي مباريات البطولة..
‏وعكس كل التوقعات والتكهنات أتوقع أن تكون هذه البطولة هي الأقوى في تاريخ بطولات الكرة الإفريقية السمراء في السنوات الأخيرة..
والحقيقة أن هذه البطولة تشهد منافسات قوية في ظل وجود 9 منتخبات من أصحاب المستوى الفني العالي، تنافس على الفوز بالكأس الإفريقية في مقدمتها الفرق العربية مصر والمغرب وتونس والجزائر، بجانب كوت ديفوار الدولة المنظمة.. ولا نغفل حامل اللقب السنغال الذي يحلم بالحفاظ على اللقب..
ويدخل في المنافسة بقوة الفرق الكبيرة الكاميرون ونيجيريا وغانا وهي منتخبات تاريخية تستطيع المنافسة في أي بطولة..
وأتوقع أن تكون المنافسة قوية وشرسة ولا يستطيع أحد أن يحدد البطل في ظل تواجد هذه المنتخبات القوية التي تضم مجموعة من اللاعبين المتميزين المتألقين في أكبر دوريات العالم..
‏ورغم حفل الافتتاح البسيط إلا أنه كان معبرًا والتنظيم مقبولًا والحضور الجماهيري رائعًا..
‏وأعجبني مستوى طاقم التحكيم المصري في مباراة الافتتاح بقيادة أمين عمر الذي قدم صورة طيبة للتحكيم المصري، ويعكس قوة الشخصية والأداء الجيد المتميز دون أخطاء تذكر في المباراة.. وهذا يؤكد أن لدينا حكامًا مصريين  مميزين وممتازين في المباريات الدولية خارج مصر، ولكن أداءهم عجيب وغريب في الدوري المصري.. بصراحة حكامنا يخافون من أندية الدوري الكبيرة.. ويخافون من اللاعبين، ويخافون من الإعلام  وهذا سبب اهتزاز صورة التحكيم المصري رغم أن لدينا كفاءات.. 
ولا  أوجه اللوم للحكام بسبب اهتزاز  مستواهم في الدوري، ولكن أوجه اللوم لاتحاد الكرة برئاسة جمال علام، لأنه لا يوفر الحماية للحكام بسبب قراراته الضعيفة ومجاملاته للأندية الكبيرة.. وبسبب عدم احترام اتحاد الكرة للوائح وعدم تطبيقها بعدالة على الجميع،  وبسبب اتخاذ قرارات بالمجاملات لإرضاء الكبار..
وأتمنى أن يتعاون اتحاد الكرة ويحترم اللوائح ويطبق العدالة على الجميع، ويتضامن مع الحكام لمساعدتهم ضد سطوة الأندية وبطش الإعلام..
 ولا شك أن قرار الكاف بزيادة جوائز بطولة الأمم الإفريقية سيجعلها هي الأغلى في تاريخ القارة، خاصة في ظل ارتفاع القيمة التسويقية لنجوم المونديال الإفريقي..  وسيجعل المنافسة أقوى وأشرس بين المنتخبات الإفريقية للحصول على جائزة الـ7 ملايين دولار للبطل، و4 ملايين دولار للوصيف.. بينما يحصل الثالث على 2.5 مليون دولار لكل منتخب..
وستكون هذه البطولة هي الأكثر مشاهدة في تاريخ القارة الإفريقية، حيث تعاقد الكاف على بث مباريات البطولة لتشاهدها 180 دولة على مستوى العالم، وهذا إنجاز كبير للكرة الإفريقية يحقق لها إيرادات تاريخية، وتسويقًا رائعًا للاعبين الأفارقة في كل دول العالم.. 
‏وحققت كوت ديفوار مكاسب مالية واقتصادية غير عادية من هذه البطولة، رغم أنها دولة تعاني من أزمات اقتصادية ضخمة منذ مطلع الألفية الجديدة بسبب الحروب الأهلية التي استمرت منذ عام  2002 حتى 2014.. وكشفت التقارير عن أن  اقتصاد  كوت ديفوار شهد تحسنًا كبيرًا، وتم إنفاق مليار دولار على البنية التحتية الرياضية من ملاعب وفنادق ومطارات في كوت ديفوار، بجانب العوائد المالية الأخرى التي جعلت كوت ديفوار ثاني أفضل اقتصاد في دول غرب إفريقيا بعد نيجيريا وتفوقت كوت ديفوار اقتصاديًا على غانا بسبب مكاسب هذه البطولة..
أتمنى أن يستوعب اتحاد الكرة المصري دروس التحكيم والمكاسب المالية والاقتصادية التي تحققها الدول الإفريقية بسبب العدالة في تنظيم البطولات، وبذل جهد مخلص من أجل مصلحة مصر فنيًا واقتصاديًا..
للأسف إن اتحاد الكرة المصري متفرغ لتغيير اللوائح حسب المصالح مع كل أزمة تحدث من أجل مجاملة أندية القمة على حساب استقرار الكرة.. 
في النهاية كل التوفيق لمنتخبنا الوطني لتحقيق الفوز بالبطولة والعودة من كوت ديفوار بالكأس إن شاء الله، وإسعاد الجماهير المصرية العظيمة.