رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروائي الكويتي سعود السنعوسي: جدتي كانت مدخلي الأول إلى عالم الحكايات

سعود السنعوسي خلال
سعود السنعوسي خلال مناقشة أسفار مدينة الطين

تحدث الكاتب الروائي الكويتي سعود السنعوسي، خلال حفل مناقشة وتوقيع روايته أسفار مدينة الطين، والذي عقد بمكتبة تنمية، ناشرة النسخة المصرية من الرواية، عن ذكريات الطفولة في بيت جدته، وكيف أثرت هذه الذكريات في كتاباته الإبداعية.

سعود السنعوسي: جدتي كانت مدخلي الأول إلى عالم الحكايات

وقال سعود السنعوسي: “لا شك أن تجربتي في البيت الكبير، بيت العود في الكويت، تأثرت كثيرا بذكرياتي فيه خاصة شخصية الجدة والتي كانت المدخل إلى عالم القص والحكايات، كانت جدتي هي أول من كسر حواجز اللامعقول خاصة وقد كنت طفل كثير الأسئلة وكانت تجيب عن كل ما أسأل عنه بل كانت تغني لي وعندما أسألها عن هذه الأغنيات كانت تؤلف لي حكايات عنها، والحكايات تتولد عنها حكايات أخري كثيرة”.

ولفت سعود السنعوسي إلى أنه حتى اليوم مازالت حكايات جدتي منبع ومصدر لقصصي وكتاباتي، فنحن ككتاب لا نكتب من الصفر، بل نلتقط من الحياة الأمور المادية التي تصلح لكتابتها. ومما لا شك فيه أن بيتي الكبير كان له ذور كبير في تكويني الأدبي، ففيه دخلت المكتبة لأول مرة وأتذكر أني قرأت فيها عدة روايات لإحسان عبد القدوس.

 

وحول شخصيات روايته أسفار مدينة الطين وخاصة أسئلة الأطفال الملحة، تابع سعود السنعوسي: أغلب الشخصيات لديها أسئلة ملحة في الغالب خاصة في موضوع الهوية تحديدا. 

وعن نسج “السنعوسي” للأغاني وتضفيرها في السرد الروائي بإيقاع موزون بروايته أسفار مدينة الطين، قال: أغلب الأغاني المذكورة في الرواية، أغاني تراثية، كأغاني استقبال البحارة عند عودتهم من رحلات البحر، لكن أيضا فيها إحالة علي أسئلة الطفولة والتي لا تكون بلا إجابات، حاولت أن أصنع لها إجابات علي نحو يرضيني، ففي أغنية “يا صاجة” أسأل الكبار عن معني “الصاجة”، وهي أغنية شهيرة جدا تغني في استقبال البحارة، وعرفت فيما بعد أن الصاجة هي العرافة التي يسألونها متي تعود السفن والبحارة، ومتى ينتهي موسم الغوص، وكوني جعلت هذا الجزء من الفانتازيا، جزءا من التراث، كأني أخرست هذا السؤال عن من هذ الصاجة.

وتابع سعود السنعوسي: أيضا من الشخصيات الأسطورية لدينا “أم السعف والليف”، وجدت من هذه الشخصيات الأسطورية خامة يصنع منها شئ ما، والتقطت مثل هذه الشخصيات وحاولت أن أنسج لها ماضي وجذور وقصة أجيب بها عن أسئلتي المعلقة منذ مرحلة الطفولة، أجيب عنها في كتابتي ورواياتي.

وعن التخييل المركب في رواياته وأحدثها رواية أسفار مدينة الطين، وهل هناك تعمد منه وقصدية في هذا التكنيك، قال سعود السنعوسي: بالتأكيد هناك جزء قصدي عمدي، وجزء عفوي. وأتصور أنه كان لدي حاجة ملحة لقراءة “صادق أبو حدب”، والذي ظهر في رواية “ناقة صالح”، وإسماعيل الفهد في مرحلة لاحقة من تجربتي. 

مسألة العفوية أو القصدية تخضع إلي سياق العمل الروائي، فطبيعتي ليست صدامية لذا احتجت إلى هذا القناع حتى أكتب الشخصية بشكل أو بآخر ومن خلال صادق أبو حدب، وكان في الرواية شئ من القصدية ومن العفوية أيضا.