رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجلس الذهب العالمى: خروج استثمارات من صندوق الذهب

الذهب
الذهب

أنهى الذهب، الأسبوع الماضي، على ارتفاع طفيف، وذلك بعد أن تعرض إلى انخفاض خلال الأسبوع بسبب البيانات الاقتصادية الأمريكية، ولكن استطاع أن يكتسب زخما صاعدا قويا من عودة الطلب العالمي للارتفاع على الملاذ الآمن بسبب التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

وارتفعت أونصة الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.2% لتغلق تداولات الأسبوع عند المستوى 2049 دولارا للأونصة بالقرب من سعر الافتتاح عند 2045 دولارا للأونصة، وخلال الأسبوع سجل الذهب أدنى مستوى في شهر عند 2013 دولارا للأونصة وأعلى مستوى عند 2062 دولارا للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.

ويأتي ارتفاع الذهب خلال الأسبوع الماضي بعد أن سجل انخفاضا الأسبوع الأول من هذا العام بنسبة 0.8%، وبذلك يكون الذهب قد انخفض منذ بداية العام بنسبة 0.7%، واستطاع الذهب أن يقلص خسائره هذا الأسبوع بشكل كبير ليرتفع من أدنى مستوياته في شهر وينهي تداولات هذا الأسبوع على ارتفاع بالقرب من مستوى المقاومة 2050 دولارا للأونصة.

وحصل الذهب على دعم كبير من ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية بعد توجيه الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات ضد مواقع جماعة الحوثي في اليمن، بعد وقت قصير من استيلائها على ناقلة نفط محملة بالنفط العراقي في خليج عمان.

يأتي هذا بعد أن تأثر الذهب سلبًا عقب صدور بيانات التضخم الأمريكية عن شهر ديسمبر، ليظهر مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاعا بنسبة 3.4% على المستوى السنوي، مقارنة مع القراءة السابقة بنسبة 3.1%، وتضارب بيانات التضخم الأمريكية واستمرار مؤشرات التضخم الجوهرية التي تستثني عوامل التذبذب في الانخفاض زاد من توقعات الأسواق بأن البنك الفيدرالي الأمريكي قد يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من هذا العام.

توقعات الأسواق تشير حاليًا إلى احتمال بنسبة 77% أن يقوم الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، خلال اجتماعه في شهر مارس، ليرتفع هذا الاحتمال من 64% قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية يوم الخميس الماضي.

وقد تسبب هذا في تذبذب الدولار الأمريكي خلال تداولات الأسبوع الماضي، بينما انخفض العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات بنسبة 2.7% لتقلص جزء كبير من المكاسب التي سجلتها منذ بداية العام.

وقد حقق الذهب استفادة كبيرة هذا الأسبوع من التوقعات بأن البنك الفيدرالي سيخفض الفائدة مبكرًا، إلى جانب وضع الأسواق احتمالا بخفض الفائدة بمجمل 150 نقطة أساس، بخلاف توقعات أعضاء البنك الفيدرالي التي تم الإعلان عنها في اجتماع ديسمبر الماضي، التي تشير إلى خفض الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس فقط في عام 2024.

التوترات الجيوسياسية في منطقة البحر الأحمر ومخاوف تعطل إمدادات النفط العالمي وتأخر سلاسل الإمداد والتوريد، ساهمت في لجوء المستثمرين إلى الذهب كملاذ آمن لتأمين محافظهم المالية قبل إغلاق تداولات الأسبوع تحسبًا لأي تطورات قد تطرأ خلال عطلة نهاية الأسبوع.

مجلس الذهب العالمى: خروج استثمارات من صندوق الذهب

وأعلن مجلس الذهب العالمي عن استمرار خروج الاستثمارات من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب خلال شهر ديسمبر، بمقدار مليار دولار، لتسجل الخسارة الشهرية السابعة على التوالي منخفضة بمقدار 10 أطنان ذهب في ديسمبر وحده، بينما ارتفع إجمالي الأصول المدارة من قبل الصناديق بنسبة 1% في ديسمبر لتصل إلى 214 مليار دولار.

من جهة أخرى، بلغت حيازات الصناديق من الذهب خلال عام 2023 بأكمله 3225 طن ذهب، لتنخفض بنسبة 7%، بينما ارتفع إجمالي الأصول المدارة من قبل الصناديق بنسبة 6% بسبب ارتفاع سعر الذهب بنسبة 15%.

بينما أظهرت بيانات صينية أن احتياطي الصين من الذهب قد ارتفع في نهاية ديسمبر الماضي إلى 74.87 مليون أونصة من الذهب، لترتفع من 71.58 مليون أونصة في نهاية نوفمبر الماضي، حيث ارتفعت قيمة احتياطي الذهب الذي تمتلكه الصين إلى 148.23 مليار دولار في ديسمبر من 145.7 مليار دولار في نوفمبر.

أسعار الذهب فى مصر
شهد الذهب في مصر تذبذبا كبيرا خلال الأسبوع الماضي بين صعود وهبوط، متأثرًا بشهادات الـ27% التي صدرت نهاية الأسبوع السابق، إلى جانب سعر الأونصة العالمية التي عادت للارتفاع مؤخرًا، هذا إلى جانب ضبابية المشهد الاقتصادي والتوقعات بتعويم قريب في سعر الصرف.

وافتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم السبت عند المستوى 3255 جنيها للجرام، ليتداول حاليًا عند نفس المستوى، وذلك بعد أن ارتفع أمس بمقدار 35 جنيها ليغلق عند المستوى 3255 جنيها للجرام بعد أن افتتح عند المستوى 3220 جنيها للجرام.

وخلال الأسبوع الماضي ارتفع سعر الذهب بمقدار 15 جنيها بنسبة 0.5%، ليختتم تداولات الأسبوع عند 3255 جنيها للجرام، بعد أن افتتح جلسة الأسبوع عند 3240 جنيها للجرام. 

وقد سجل أعلى مستوى خلال الأسبوع عند قمته التاريخية 3330 جنيها للجرام، وأقل مستوى عند 3170 جنيها للجرام.

وسيطر التذبذب هذا الأسبوع على سعر الذهب بسبب العديد من العوامل، بداية من بدء العمل بشهادات الـ27% التي تم الإعلان عنها، والتي عملت على سحب سيولة نقدية من استحقاق شهادات الـ25% كانت ستنتقل إلى أسواق الذهب.

وتأثرت أسعار الذهب سلبًا بتوافر المعروض من الخام حاليًا ليغطي الطلب الأمر الذي دفع الأسعار إلى التراجع، خاصة أن الأسعار قد عكست توقعات توافر سيولة شهادات الـ25% بشكل مبكر قبل نهاية العام الماضي، مما جعل تأثير صدور الشهادات الجديدة بعائد 27% سلبيا على أداء الذهب.

أيضًا صدر العديد من الأحداث خلال الأسبوع الماضي، نوجزها في التالي:
- مجلس الوزراء يشير إلى أن توقعات صندوق النقد الدولي هي وصول سعر الصرف إلى متوسط 36.8 جنيه لكل دولار خلال الفترة من 2024- 2028.

- البنك المركزي المصري يعلن عن انخفاض تحويلات العاملين في الخارج بنسبة 30% لتصل إلى 4.5 مليار دولار خلال الربع الأول من السنة المالية 2023/ 2024.

- وفد مصري من وزير المالية ووزيرة التعاون الدولي ومحافظ البنك المركزي المصري يجتمع في واشنطن مع وزيرة الخزانة، ورئيسة صندوق النقد الدولي، بهدف تنشيط المحادثات بشأن قرض صندوق النقد.

- البنك الدولي يخفض توقعاته لنمو الاقتصاد المصري خلال العام المالي 2023/ 2024 إلى 3.5% بعد أن كانت توقعاته السابقة عند 4%.

- الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أعلن عن أن مؤشر أسعار المستهلكين السنوي سجل 33.7% في ديسمبر من 34.6% في نوفمبر. والمؤشر الشهري سجل 1.4% من 1.3%.

- البنك المركزي المصري أعلن عن تراجع معدل التضخم الأساسي إلى 34.2% خلال شهر ديسمبر 2023 بعد أن كان بنسبة 35.9% في شهر نوفمبر الماضي.

- بنك "جي بي مورجان" يستبعد السندات الحكومية المصرية من مؤشراته للأسواق الناشئة بداية من 31 يناير، بعد أن خضعت السندات المصرية لمراقبة المؤشر منذ 21 سبتمبر 2023.

- قام عدد من البنوك المصرية بتخفيض حدود البطاقات الائتمانية في التعاملات الدولية لتصل إلى 50 دولار شهريًا.

- توقعت وكالة "بلومبرغ إنتلجنس" أن يطالب صندوق النقد الدولي بخفض قيمة الجنيه المصري بنسبة 30% مقابل الدولار كشرط لاستكمال برنامج الإقراض.

- سجلت العقود الآجلة للجنيه المصري غير القابلة للتسليم انخفاضا إلى 39.7 جنيه مقابل الدولار لأجل 3 أشهر، بينما انخفضت العقود لأجل 12 شهرا إلى 48.9 جنيه للدولار.


توقعات أسعار الذهب

استطاع سعر الأونصة العالمية أن يحصل على زخم إيجابي كبير خلال الأسبوع الماضي ليحول انخفاضه لأدنى مستوى في شهر إلى ارتفاع مع نهاية الأسبوع، وذلك بعد أن حصل على دعم من التوترات الجيوسياسية في منطقة البحر الأحمر إلى جانب توقعات الأسواق بشأن خفض الفيدرالي الأمريكي الفائدة في وقت مبكر من العام.

سعر الذهب المحلي شهد تذبذبا كبيرا خلال الأسبوع الماضي وتراجعا تصحيحيا سرعان ما انتهى ليعود إلى الارتفاع التدريجي بعد ارتفاع سعر الأونصة العالمية، إلى جانب استمرار المخاوف في الأسواق المحلية من التأثير السلبي لشح العملة الصعبة على مستويات الأسعار والتضخم، بالإضافة إلى توقعات تخفيض سعر الصرف خلال الربع الأول من العام.

وأغلق سعر الأونصة العالمية تداولات الأسبوع الماضي تحت المستوى 2050 دولارا للأونصة، ولكن المؤشرات الفنية تظهر إمكانية تحقيق المزيد من الارتفاع خلال الأسبوع القادم، خاصة بعد أن اختبر الذهب يوم أمس مستوى المقاومة 2065 دولارا للأونصة.

نجاح السعر في استمرار الصعود والتداول فوق 2050 دولارا، ثم اختراق المستوى 2065 دولار، للأونصة، يدفع السعر إلى مزيد من الارتفاع لاختبار المستوى 2080 دولارا للأونصة، ويبقى المستهدف الرئيسي عند 2100 دولار للأونصة.


السعر المحلي للذهب اليوم 

شهد سعر الذهب تذبذبا خلال الأسبوع الماضي ليصل إلى أعلى مستوى تاريخي عند 3330 جنيها للجرام عيار 21، قبل أن يتحرك في تصحيح سلبي وصل به لأدنى مستوى عند 3170 جنيها للجرام، ويتداول حاليا عند المستوى 3255 جنيه، للجرام.

واختبر الذهب تصحيحا سلبيا خلال الأسبوع الماضي، ولكنه لم يستمر لفترة طويلة قبل أن يعود السعر إلى التعافي سريعا، ما يدل على قوة الاتجاه الصاعد، ولكن التذبذب هو المسيطر على حركة الذهب حاليًا، وفي حال استقر السعر على الصعود بشكل واضح يستهدف المستوى 3300 جنيها، ثم أعلى مستوى سجله عند 3330 جنيها للجرام.