رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رفضا لإزدواجية الإعلام الغربي.. دعوة أمريكية للغضب ضد إسرائيل بسبب قتل الصحفيين الفلسطينيين

سيارة الصحفي حمزة
سيارة الصحفي حمزة الدحدوح التي فجرها الاحتلال عمدًا

عبر الكاتب والصحفي الأمريكي، كريس ماكجريل، عن استيائه من ازدواجية الإعلام الغربي في تغطية أحداث قتل الصحفيين الفلسطينيين في غزة وإدانة إسرائيل، متسائلًا: هل هناك نقص في التعاطف لأن الضحايا ليسوا أمريكيين أو أوروبيين؟.

وقال ماكجريل في مقال له نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية بعنوان: "إسرائيل تقتل الصحفيين الفلسطينيين في غزة أين الغضب؟"، إنه من المثير للقلق أنه في الوقت الذي نشرت فيه الصحف ومحطات التلفزيون الغربية الأعداد المتزايدة من الوفيات بين الصحفيين في غزة، تغض العديد من المؤسسات الإخبارية البصر في تناول نمط القتل بشكل مباشر، كما تظهره أدلة لجنة حماية الصحفيين، التي قدمت دليلًا قويًا على وجود "جريمة حرب". 

وأضاف: "من المؤكد أن الأمر سيكون مختلفًا لو كان الصحفيون الأمريكيون أو الأوروبيون هم الذين يموتون".

وأشار ماكجريل إلى مقتل حمزة النجل الأكبر لمراسل الجزيرة وائل الدحدوح وزميله مصطفى ثريا، مصور فيديو لوكالة فرانس برس، قائلًا: "إنهما الأحدث بين عشرات الصحفيين الذين قتلوا على يد إسرائيل في هجومها على غزة".

ورأى أن ادعاءات إسرائيل المستمرة بأنها لا تستهدف الصحفيين، من الصعب التوفيق بينها وبين حقيقة أن جيشها أطلق صاروخين مباشرة على السيارة التي كانت تقل حمزة. 

 

إسرائيل لديها باع في الإدعاءات الكاذبة حول قتلها الصحفيين

وقال إنه من الصعب تصديق أن الجيش الإسرائيلي الذي لديه سجل طويل من الادعاءات الكاذبة حول الظروف التي قتل فيها صحفيين، بأنه يتابع تصرفات وتحركات العاملين في مجال الإعلام، ويعمل على حمايتهم، لأنه "لا يمكن إنكار نمط القتل"، خاصة في واقعة قتل حمزة وثريا.

واعتبر ماكجريل أن مقتل أكثر من مائة صحفيًا منذ 7 أكتوبر في غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، يجعل الصراع القائم هو "الأكثر دموية للصحفيين في عقود"، مستشهدًا بتقديرات لجنة حماية الصحفيين (CPJ) التي أكدت أن إسرائيل قتلت أكثر من 70 عاملًا إعلاميًا في الحرب الجارية في غزة.

وأشار إلى أن الصحفيين يتقبلون أن هناك مخاطر كامنة في تغطية الصراعات، سواء اختاروا الذهاب إلى الحرب كمراسلين لمؤسسات إخبارية أجنبية، أو أن الحرب تأتي عليهم وعلى عائلاتهم ضد رغبتهم، كما هو الحال مع وائل الدحدوح.

وفي معرض حديثه عن إزدواجية الإعلام الغربي في هذا الشأن، تطرق الكاتب إلى واقعة إطلاق جندي إسرائيلي النار على مصور الأفلام الوثائقية البريطاني جيمس ميلر عام 2003 فأرداه قتيلًا في غزة. 

وقال: "أصدر تحقيق في المملكة المتحدة حكمًا بالقتل غير المشروع، ورفضت إسرائيل محاكمة الجندي المسؤول، لكنها دفعت تعويضًا قدره 1.5 مليون جنيه إسترليني، وهو ما قالت عائلة ميلر إنه "ربما يكون أقرب ما يمكن أن نصل إليه من اعتراف بالذنب من جانب الإسرائيليين".

وأضاف: "حصلت عائلة ميلر على تعويض لأنه كان بريطانيًا"، لافتًا إلى أن قتل الصحفيون الغربيون، يخلق موجات غضب متزايدة، وهذا أحد الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى منع الصحافة الأجنبية من دخول غزة خلال الحرب الحالية.

ونوه بأن المؤسسات الإخبارية الدولية تعتمد الآن على نفس هؤلاء المراسلين الفلسطينيين الذين تستهدفهم إسرائيل؛ حيث "يقدمون العديد من الصور التي يراها بقية العالم عن الرعب في غزة".