رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التصعيد على جبهة لبنان.. سيناريوهات ما بعد اغتيال العارورى

العاروري
العاروري

قال الكاتب والمحلل اللبناني محمد الرز، إن قادة الكيان الإسرائيلي دأبوا منذ أكثر من شهر على الإعلان صراحة عن قرارهم باغتيال قادة حماس سواء داخل غزة أو خارجها، لافتًا إلى اتخاذ تدابير أمنية في عدة دول يتواجد فيها مسئولو حماس، مثل تركيا التي أعلنت عن ضبط شبكة تجسس تتعامل مع إسرائيل، وتعمل لاغتيال هؤلاء القادة.

وأشار "الرز" خلال تصريحاته لـ"الدستور"، إلى الاستهداف الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، لمكتب حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت والتي يقطنها غالبية شيعية، بعد أن وجهت مُسيرة إسرائيلية صواريخها نحو شقة يتواجد فيها نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري ومعه مدير مكتبه ومسئول حماس العسكري في لبنان، مردفًا: "وليس هناك شك في أن هذا الاغتيال يشكل ضربة خطيرة تبعث على تصعيد المواجهات الجارية مع الكيان الإسرائيلي".

ثغرة أمنية في عملية اغتيال العاروري

وتابع المحلل اللبناني: "لكن ثمة ملاحظات طفت على سطح هذه العملية، أولاها وجود ثغرة أمنية خطيرة في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله، لأن صواريخ المسيرة الإسرائيلية استهدفت الشقة التي يقيم فيها صالح العاروري وحدها في مبنى متعدد الطبقات، وملاصق لعشرات الأبنية يمينًا وشمالًا، ما يعني أن إحداثيات دقيقة أعطيت للكيان الإسرائيلي حول هذا الموقع".

وأضاف: "ثاني الملاحظات أن مدير مكتب نتنياهو صرح قائلًا إن المسيرة الإسرائيلية لم تستهدف حزب الله ولا الحكومة اللبنانية، وثالث الملاحظات أن الواشنطن بوست نقلت عن مسئول أمريكي عسكري كبير أن إسرائيل هي المسئولة عن اغتيال العاروري، أما الملاحظة الرابعة فهي تصريح الخارجية الإيرانية الذي اكتفى بمطالبة الأمم المتحدة بالتدخل القوي والمؤثر لإدانة هذا الاغتيال".

كيف ستتطور الأمور بعد جريمة اغتيال العاروري؟

وأكد "الرز"، أن على صعيد إسرائيل، فإن نتنياهو سيعتبر أنه حقق أول إنجاز باغتيال أحد أبرز قادة حماس، لكنه سيواجه ردًا عنيفًا من غزة ومقاومتها، في الوقت الذي يعمل فيه على توسيع المعركة مع لبنان وتوريط الولايات المتحدة التي جاهرت عدة مرات برفضها هذا التوسع، وهي ستوفد المستشار الرئاسي آموس هوكشتاين إلى بيروت في منتصف الشهر الجاري، لتهدئة الجبهة اللبنانية مع الكيان الإسرائيلي، وقد يكون تأجيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل رسالة تعبر عن الرفض الأمريكي لهذا التوسع. 

واختتم "الرز" تصريحه قائلًا: "وفي كل الأحوال فإن المفاوضات الدائرة لإنهاء الحرب على غزة وتبادل الأسرى ستأخذ إجازة الآن لفترة تطول أو تقصر حسب تطورات ميادين المواجهة".