رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية في مصر تحتفل بذكرى اثنين من كبار قديسيها

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيسَين باسيليوس الكبير وغريغوريوس النزيانزي، الأسقفَين ومعلّمَي الكنيسة وولد باسيليوس في قيصرية كبادوكيا (في تركيا اليوم) 330 من عائلة مسيحية. لمع بثقافته وفضائله، ثم زهد العالم وتوجه الى حياة النسك.

اختير أسقفاً على مدينته عام 370، اشتهر بمقاومته للأريوسيين. له مؤلفات عديدة، ولا سيما القوانين الرهبانية التي تتبعها معظم الرهبنات الشرقية حتى اليوم. كان غيوراً على مساعدة الفقراء. توفي عام 379 في اليوم الأول من شهر كانون الثاني.

بينما ولد غريغوريوس عام 330 بالقرب من مدينة نازيانزي (في تركيا اليوم). تجول وارتحل كثيراً في سبيل تحصيل العلوم. ثم انضم الى صديقه باسيليوس في حياة النسك. ورضي بأن يُسام كاهناً ثم أسقفاً. اختير أسقفاً على القسطنطينية عام 381، ثم اعتزل مهمته الأسقفية بسبب الانقسامات الداخلية في كنيسته. توفي في 25 كانون الثاني عام 389. لقب باللاهوتي لبلاغته وقوة تعاليمه.

العظة الاحتفالية 

بهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبّ، وٱجْعَلُوا سُبُلَهُ قَويمَة!". يا إخوة، يجب علينا قبل كلّ شيء أن نفكّر ونتأمّل بنعمة التّوحُّدِ والانفراد، وبالغبطة التي توجد في البريّة، ذلك المكان الذي استحقّ أن يكون مكان راحة للقدّيسين منذ بداية عصر الخلاص. إنّه لأمرٌ أكيد بالنسبة إلينا أنّ البريّة قد تقدّست بصوت يوحنّا المعمدان، ذلك الصوت الصارخ في البريّة معلّمًا ومُعطيًا معموديّة التوبة. صحيح أنّ البريّة كانت صديقة للأنبياء الكبار الذين سبقوا الربّ يسوع حيث كانت نصيرةً للرُّوح، غير أنّ نعمة تقديس لا مثيل لها قد حلّت في البريّة عندما قصدها هو بنفسه وصام وقهر الشيطان

قبل أن يبدأ رسالته التبشيريّة للخطأة، رأى الربّ يسوع أنّه من المناسب أن يُحَضِّر مكانًا لاستقبالهم فيه. لقد ذهب إلى البريّة ليكرّس حياة جديدة في هذا المكان المتجدّد... وكان هذا التكريس للذين سيسكنون البريّة من بعده أكثر ممّا هو له. فإذا كنت موجودًا في البريّة، ابقَ هنالك وانتظر ذاك الذي سوف يخلّصك من فزع الروح ومن العاصفة... سوف يشبعك الربّ، حين تتبعه، أكثر من تلك الجموع التي تبعته إلى البريّة 

حين ستعتقد أنّه تركك منذ زمن طويل، سيأتي لتعزيتك، نتيجة طيبته نحوك، وسيقول لك: "قد تَذَكَّرتُ لَكِ مَوَدَّةَ صباكَ مَحَبَّةَ خِطبَتِك لَمَّا كُنتَ تَسيرُ وَرائي في البَرِّيَّة في أَرضٍ لا زَرْعَ بِها" (سوف يحوّل الربّ تلك البريّة إلى جنّة أفراح وسوف تعلن أنت مع النبيّ أشعيا أنّ "مَجدَ لبْنان وبَهاءَ الكَرمَلِ والشَّارون"قد أُعطيا له حينئذٍ سوف تنشد نفسك التي شبعت نشيد المديح:"فلْيَحمَدوا الرَّبَّ لأَجل رَحمَتِه وعَجائِبِه لِبَني البَشَر. فإنَّه أَرْوى الحَلْقَ العَطْشان ومَلأَ البَطْنَ الجائعَ خَيرًا"