رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الذهب فى أعلى مستوى خلال 3 أسابيع فى البورصة العالمية

الذهب
الذهب

سجلت أسعار الذهب، خلال جلسة اليوم الخميس، أعلى مستوى في 3 أسابيع، وذلك بعد ارتفاع استمر لأربع جلسات متتالية، حيث يجد الذهب الدعم من تراجع مستويات الدولار الأمريكي، وذلك على الرغم من ضعف أحجام التداول والسيولة النقدية في الأسواق بسبب فترة العطلات السنوية. 

ويتداول الذهب الفوري عند المستوى 2073 دولارًا للأونصة، بعد أن سجل أعلى مستوى في 3 أسابيع عند 2088 دولارًا للأونصة، ليعود إلى التراجع من هذه المستويات بنسبة 0.1%. 

يأتي هذا بعد ارتفاع استمر لأربع جلسات متتالية استطاع الذهب خلالها أن يخترق منطقة تذبذب التداولات بين 2000– 2050 دولارًا للأونصة، ليغلق جلسة الأمس فوق المستوى 2070 دولارًا للأونصة، ولكنه يحتاج أن يغلق تداولات اليوم فوق مستوى المقاومة 2080 دولارًا للأونصة حتى يستطيع استكمال الارتفاع وصولًا إلى المستوى 2100 دولار، الذي يعد مقاومة هامة للسعر.

الأسبوع الأول في شهر ديسمبر شهد تسجيل الذهب أعلى مستوى تاريخي عند 2148 دولارًا للأونصة قبل أن يعود وينخفض بشكل سريع، ولكن استطاع المعدن النفيس أن يحافظ على تداولاته فوق المستوى 2000 دولار للأونصة لخمسة أسابيع متتالية، مما يزيد من زخم الصعود، خاصة أن السعر قد كوّن قاعدة سعرية فوق المستوى 2000 دولار قد تساعده على الاستمرار في الارتفاع. 

الذهب وجد الدعم من التراجع الكبير في مستويات الدولار الأمريكي، فقد انخفض مؤشر الدولار اليوم، ليسجل أدنى مستوى جديد في 5 أشهر، ليسجل انخفاضًا للجلسة الخامسة على التوالي، في طريقه إلى تسجيل انخفاض أسبوعي بنسبة 0.8%، وهو انخفاض للأسبوع الثالث على التوالي.

الضغط السلبي الواقع على الدولار الأمريكي ناتج من تزايد التوقعات أن البنك الفيدرالي في طريقه إلى البدء في خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من عام 2024 في اجتماع مارس، وذلك بعد البيانات الأقل من المتوقع عن التضخم الأمريكي التي صدرت الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تقلص معدلات النمو الاقتصادي في الربع الثالث.

من ناحية أخرى، ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات خلال جلسة اليوم بنسبة 0.6%، وذلك بعد أن سجلت أدنى مستوى جديد منذ 5 أشهر عند 3.783%، لتسجل حتى الآن انخفاضًا منذ بداية الأسبوع بنسبة 2% في طريقها إلى تسجيل انخفاض للأسبوع الخامس على التوالي. 

في سياق آخر، تشهد الأسواق اليوم بيانات طلبات إعانات البطالة الأمريكية، والتي من المتوقع أن تشهد ارتفاعًا إلى 211 ألفًا مقارنة مع القراءة السابقة 205 آلاف، وقد تساهم هذه البيانات في حركة الأسواق اليوم، وذلك على الرغم من ضعف أحجام التداول في الأسواق المالية هذا الأسبوع بسبب العطلات. 

هذا ويقترب الذهب من إنهاء عام 2023 مسجلًا ارتفاعًا يتخطى 10% هذا العام، وهو أفضل أداء سنوي منذ عام 2020 بدعم من التطورات الجيوسياسية، وإعلان الفيدرالي الأمريكي عن توقفه عن رفع أسعار الفائدة، وتوقعاته بخفض الفائدة 75 نقطة أساس خلال عام 2024. 
لكن حتى الآن يعد ارتفاع الذهب بشكل أقل مقارنة مع الأصول المالية الأخرى مرتفعة المخاطرة مثل الأسهم، وذلك بسبب بقاء أسعار الفائدة مرتفعة حتى الآن عند أعلى مستوياتها، ومتوقع أن ينتعش الذهب بشكل كبير مع بداية تطبيق أول قرار لخفض الفائدة الأمريكية.

أسعار الذهب في مصر 

سيطر عدم الاستقرار على أسعار الذهب في مصر، الذي شهد انخفاضًا كبيرًا خلال جلسة الأمس، يليه ارتفاع آخر كبير ثم انخفاض، الأمر الذي يدل على وجود مضاربات في السوق وعدم توازن بين العرض والطلب المحلي. 

افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم الخميس عند المستوى 3215 جنيهًا للجرام، ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3175 جنيهًا للجرام، وكان يوم أمس قد انخفض بمقدار 85 جنيهًا ليغلق عند المستوى 3215 جنيهًا للجرام، بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 3300 جنيه للجرام. 

كان التذبذب في سوق الذهب المحلية عنيفًا خلال جلسة الأمس، الذي شهد انخفاض السعر لأدنى مستوى عند 3150 جنيهًا للجرام، ليفقد 150 جنيهًا من سعر الافتتاح، قبل أن يعود ويغلق فوق المستوى 3200 جنيه للجرام.

التذبذب الحالي في أسعار الذهب يدل على المضاربات في الأسعار في ظل ارتفاع الطلب حاليًا، في الوقت الذي تشهد في الأسواق تراجعًا في المعروض، خاصة أن مبادرة زيرو جمارك لم تسهم في دخول كميات كبيرة من الذهب مؤخرًا، بسبب انتهاء فترة إجازات العاملين في الخارج.

من جهة أخرى، نجد أن سعر الدولار في السوق الموازية قد تراجع بعض الشيء خلال جلسة اليوم، وهو ما ساعد على تراجع أسعار الذهب المحلي الذي يتم تسعيره بدولار السوق الموازية، والفترة الأخيرة شهدت ارتفاعات تاريخية في سعر صرف الدولار الموازي، بالإضافة إلى تسعير الذهب على دولار تحوطي أعلى من دولار السوق الموازية.

هذا وشهدت الفترة الأخيرة تزايدًا في الإقبال على الذهب وعلى الدولار في السوق الموازية، بسبب البحث عن الملاذ الآمن في ظل التوقعات بحدوث تعويم جديد لسعر الصرف الرسمي مع بداية العام، بالإضافة إلى توقع ضخ سيولة نقدية كبيرة من شهادات الـ25% التي يحين موعد استحقاقها في يناير المقبل.

البنك المركزي المصري ثبت الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه الأخير هذا العام، وقد اقتنعت الأسواق بعد هذا القرار أنه لن يتم طرح شهادات بنكية بعائد أعلى من 25%، مما يعني خروج جزء كبير من السيولة النقدية إلى الأسواق، لتبحث عن ملاذ آمن، وبالتالي سيكون الذهب المستفيد الأول، مما ساهم في ارتفاع الأسعار بشكل مبكر قبل حتى بدأ استحقاق الشهادات.

من ناحية أخرى، انفصل سعر الذهب المحلي عن سعر الذهب العالمي خلال الفترة الأخيرة، فقد ارتفع الذهب المحلي وسجل أعلى مستوى تاريخي عند 3300 جنيه للجرام في وقت إغلاق السوق العالمية، بسبب عطلة عيد الميلاد، بينما انخفض السعر المحلي يوم أمس بمقدار 150 جنيهًا، بينما كان سعر الأونصة العالمي يرتفع إلى 2084 دولارًا للأونصة.

هذا وقد أعلنت وكالة موديز للتصنيف الائتماني أنها تتوقع أن يقوم البنك المركزي المصري بخفض كبير في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار خلال الربع الأول من عام 2024، وأن يستمر التراجع التدريجي في قيمة الجنيه حتى النصف الأول من العام المقبل.

وأشارت وكالة التصنيف الائتماني، في تقريرها، إلى أنه متوقع أن يصل سعر صرف الجنيه بين 45 إلى 50 جنيهًا خلال عام 2024، إذا تبنت الحكومة سعر صرف مرن، مع العلم أن سعر الصرف الرسمي مستقر حاليًا عند 30.90 جنيه للدولار.

أما عن وكالة ستاندرن آند بورز للتصنيف الائتماني، فتوقعت أن يتم تعديل سعر صرف الجنيه ليصل إلى 40 جنيهًا للدولار، في حين قد أشار تقرير لبنك HSBC إلى أنه يتوقع وصول سعر صرف الجنيه إلى نطاق بين 40– 45 جنيهًا للدولار.

بينما توقعت وكالة فيتش سوليوشنز، الشهر الماضي، أن يتراجع الجنيه إلى مستويات ما بين 40 و45 جنيهًا بنهاية الربع الأول من 2024.

توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية

استطاع سعر الأونصة العالمية الارتفاع بالقرب من مستهدفها عند 2100 دولار قبل أن تبدأ في التراجع خلال جلسة اليوم، ولكن يستمر الدعم متواجد لأسعار الذهب سواء من ضعف مستويات الدولار الأمريكي، الذي سجل أدنى مستوى في 5 أشهر أو من تراجع عوائد السندات الحكومية الأمريكية.

من ناحية أخرى، شهد الذهب المحلي تراجعًا كبيرًا في مستوياته يوم أمس، بعد تسجيل مستويات تاريخية بشكل يومي خلال الفترة الأخيرة، ليعد هذا التراجع تصحيحًا سلبيًا للأسعار للعمل على تجميع زخم إيجابي جديد، ليستكمل حركة الصعود الذي يظل هو الاتجاه الغالب على تحركات الذهب حاليًا.

أغلق سعر أونصة الذهب يوم أمس فوق المستوى 2070 دولارًا للأونصة، ليسجل اليوم أعلى مستوى عند 2088 دولارًا، ولكن يجب أن يحقق السعر إغلاقًا يوميًا فوق المستوى 2080 دولارًا، حتى يستطيع اختبار مقاومة 2100 دولار القوية.

المؤشرات الفنية للذهب تظهر حاجة السعر إلى تصحيح سلبي خلال الفترة المقبلة، وفي حالة إغلاق السعر تحت المستوى 2070 دولارًا اليوم قد يعيده إلى التراجع حتى 2065، ومن بعده مستوى الدعم 2050 دولارًا للأونصة.

أما عن السعر المحلي:

فقد انخفض السعر يوم أمس بشكل كبير من مستويات 3300 جنيه للجرام عيار 21 ليصل إلى أدنى مستوى عند 3150 جنيهًا للجرام، قبل أن يعود للارتفاع مجددًا، ثم الهبوط في حركة تذبذب عنيفة تدل على عدم وضوح الرؤية وتدخل المضاربات بشكل كبير حركة السوق.

ومع بداية جلسة اليوم، عاد إلى التراجع من جديد ليتداول حاليًا تحت المستوى 3200 جنيه للجرام، فيما يبدو أن السعر قد فقد زخم الصعود ولن يستطيع الحفاظ على مستوياته المرتفعة، ليعود إلى التراجع مستهدفًا مستويات 3100 جنيه ثم 3000 جنيه للجرام. 

ولكن يبقى الاتجاه الصاعد هو المسيطر على حركة الذهب، وحركة الهبوط الحالية تدخل ضمن نطاق التصحيح السلبي للأسعار.