رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حديث الصباح

الاصطفاف الوطنى ضرورة حياة فى المرحلة المقبلة

منذ اندلاع ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ الشعبية الحاشدة ضد جماعات الظلاميين ولتحرير الوطن إلى الأبد في مواجهة المخطط الدولي الشيطاني الذي استهدف تدمير مصر وتفتيت المنطقة العربية إلى دويلات صغيره متناحرة وضعيفة.. فإنه قد قدم للعالم مشهدًا لثورة شعبية ملايينية شاركت فيها كل فئات الشعب المصري وكل الأعمار.
بل وتقدمت فيها المرأة المصرية والرجل جنبًا إلى جنب تعبيرًا عن رفض جماعات الظلاميين المتواطئة مع عدة دول في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وتنفيذًا لمخطط شيطاني وضعه اليهودي برنار لويس في عام ١٩٨٣ ووافق عليه الكونجرس الأمريكي ووضعه موضع التنفيذ الرئيس الأمريكي أوباما لتدمير الدول العربية الواحدة ضد الأخرى وتقسيمها إلى ٤٤ دويلة صغيرة متضاربة يقاتل بعضها البعض بحيث لا تقوم لها قائمة في مواجهة إسرائيل.
إلا أن الخطة فشل تنفيذها في مصر بفضل الاصطفاف الوطني للشعب المصري وحماية الجيش المصري الإرادة الشعبية وموقف شجاع ووطني من وزير الدفاع المصري حينذاك الفريق عبدالفتاح السيسي الذي قاد الجيش المصري دفاعًا عن سيادة مصر وأهل مصر وتوحد مع إرادة الشعب الذي استشعر خطورة الإخوان وأتباعهم على السيادة المصرية وتحالفهم المفضوح مع الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ خطة إضعاف مصر من أجل حماية إسرائيل.
وفي تقديري أن السبب الأساسي في نجاح ثورة الشعب المصري في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ يعود إلى الاصطفاف الوطني بين الشعب والقيادة السياسية متمثلة في الفريق عبدالفتاح السيسي حينذاك والجيش والشرطة، ممارسات عن رحيل الإخوان إلى الأبد عن سدة حكم مصر ووقوف الشعب المصري بما يتجاوز الـ٤٠ مليون مواطن بكل فئاتهم لحماية الأمن القومي المصري وأرض مصر وعرض مصر في وجه الخطة الشيطانية التي وضعها الصهيوني برنار لويس ووافق عليها الكونجرس الأمريكي في عام ١٩٨٣.
إن هذا الاصطفاف الوطني ووعي الشعب العالي بالأخطار المحدقة به هو الذي حمى الوطن حينذاك في مواجهة مخططات الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل، وهو الذي سيحمي الوطن في الفترة المقبلة من أي أخطار قادمة.
ثم اندلعت الحرب الوحشية التي تخوضها إسرائيل مع حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ اندلاع طوفان الأقصي في ٧ أكتوبر الماضي، وتتصاعد وتيرة الحرب البربرية المستمرة حتى الآن ويواصل نتنياهو تصعيدها بدعم سافر من الرئيس الأمريكي بايدن الذي يرضخ رضوخًا تامًا لجرائم يمارسها نتنياهو وجيش إسرائيل ويندى لها جبين البشرية من قصف مستمر وحصار وقتل للمدنيين الأبرياء وخاصة الأطفال والنساء وهدم البيوت والمستشفيات والمدارس وقطع المياه والكهرباء والوقود وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية.
مما جعل العالم كله يشهد جرائم غير مسبوقة ضد أهل فلسطين وضد المدنيين الأبرياء، وتقف أمريكا في مواجهة العالم لتعلن الفيتو في مجلس الأمن ضد كل قرار يطالب بوقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة، ووسط هذه المأساة الكارثية في قطاع غزة تواصل القيادة السياسية في مصر جهودها الحثيثة لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.
وفي القاهرة عُقد مؤتمر السلام الدولي الذي أعلن فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي عن دعمه الكامل لحقوق الفلسطينيين المشروعة ورفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى أرض سيناء المصرية، ومطالبًا الدول بضرورة حل القضية الفلسطينية من خلال حل واحد وهو حل الدولتين وإعلان دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية.
وهنا حدث توحد مرة أخرى للشعب المصري مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وشهد العالم أجمع الاصطفاف الوطني لسيادة مصر على أراضيها ونقلته الفضائيات والشاشات ومواقع الإنترنت، متمثلًا في الوقوف يدًا بيد بين الشعب المصري والقائد المصري الشجاع الذي أعلن عن رفضه للتهجير القسري وعدم المساس بشبر واحد من الأرض المصرية ورفض تصفية القضية الفلسطينية بتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه في قطاع غزة على حساب مصر.
ويواصل الرئيس مساعيه لوقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى أهل غزة وكان هو الصوت الوحيد بين الزعماء والقادة في مؤتمر المملكة العربية السعودية الذي دعا إلى ضرورة محاكمة نتنياهو على جرائمه الوحشية في قطاع غزة، ومنذ أيام قليلة وقبل نهاية العام شهدت مصر اصطفافًا وطنيًا تاريخيًا في انتخابات الرئاسة المصرية.
حيث شهدت مقار الانتخابات عرسًا ديمقراطيًا شهده العالم عبر وسائل الإعلام والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، بإقبال تاريخي غير مسبوق يعكس وعيًا كبيرًا للشعب المصري بضرورة المشاركة في رسم خريطة مستقبل مصر، حيث بلغ عدد من أدلوا بأصواتهم ما يقرب من  ٤٥ مليون ناخب من إجمالي عدد من يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية ٦٢,٢٢ مليون ناخب أي بنسبة مشاركة تبلغ ٦٦,٨ في المائة من المقعدين في جداول الانتخابات.
كما أسفر هذا الاصطفاف الوطني غير المسبوق عن انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي بنسبة ٨٩,٦ في المائة من عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت، وهذا الاصطفاف الوطني في تقديري كان الهدف منه توصيل رسالة للعالم بأن الشعب المصري لديه إصرار على الاصطفاف من أجل وطنه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يسعى ويواصل سعيه للحفاظ على الأمن القومي المصري وسيادة مصر على أراضيها وحماية المواطن والوطن والاتجاه بأقصى سرعة وبأقصى قوة للنهوض بالوطن وتحقيق التنمية المستدامة وحفظ الأمن والأمان والاستقرار والإصرار على إعلاء مكانة مصر بين دول العالم.
ولهذا فإنه في مواجهة الظروف الصعبة التي تحيط بنا حاليًا فإن الاصطفاف الوطني قد أصبح ضرورة حياة لمصر، وأصبح الطريق الوحيد الذي لا سبيل غيره لمواجهة الأخطار التي تحيط بالوطن ولمواجهة الأوقات الصعبة القادمة، ولمواجهة الخطط والأهداف التي تسعى لتحقيقها وتحيكها الولايات المتحدة الأمريكية.
وما صنعته إسرائيل يتطلب تضافر كل التيارات والقوي الوطنية وكل الأصوات المعارضة في اصطفاف وطني يعتبر ضرورة حياة ومصدرًا حقيقيًا لقوة الوطن حينما يلوح الخطر وحينما تشتد الأزمات وحينما يتم تهديد الأمن القومي المصري، فالوطن المصري في تقديري لا يكون قويًا كما أثبتت لنا السنوات الأخيرة إلا بتضامن تام وعروة وثقى بين الشعب وقائدنا الشجاع عبدالفتاح السيسي وجيشنا الباسل وشرطتنا الوطنية، وتحيا مصر قوية وحرة ومستقلة وذات سيادة.