رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نخبرهم أنها مشاهد غير حقيقية.. ماذا تقول الأمهات لأبنائهم عن حرب غزة؟

جريدة الدستور

حالة من الفزع انتابت الطفل مروان، نجل إيمان إسماعيل، فلسطينية تقطن في مخيم الشاطئ داخل قطاع غزة، منذ بداية العداون الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي، بسبب صوت القصف والمجازر التي تحدث.

تقول إيمان إن ابنها بمجرد سماع أي صوت يحسبه قصف جديد ويركض حتى يختبأ أسفل السرير، ترى أنه مصاب بحالة نفسية سيئة نتيجة الحرب، إلا أنها لا تدري ماذا تفعل له وماذا تخبره حين يسأل ما الذي يحدث؟.

توضح أن ابنها أصيبت بتبول لا إرادي نتيجة حالة الفزع التي خلفتها الحرب، ويستمبر في البكاء لساعات طويلة، رغم أنها تحاول طوال الوقت حمايته نفسيًا وجسديًا، إلا أن مشاهد الدمار باتت في كل مكان وتطارد الجميع.

وعن ماذا تخبره بشأن الحرب، قالت أنها تحاول طمأنته بأن كل ما يحدث سوق يزول ولا يوجد ما يستدعي الخوف، وتحاول تبسيط الأمور له، إلا أن الأطفال مثل ذلك السن لا يستوعبون تلك الأشياء فقط يخافون بحسب إيمان.

يتسق ذلك مع دراسة خرجت في وقت سابق المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، كانت عينتها 530 طفلًا من أنحاء القطاع، خلصت إلى أن 9 من كل 10 أطفال شملهم الاستطلاع مصابون بشكل من أشكال اضطراب ما بعد الصدمة المرتبط بالحرب.

وقالت الدراسة أن الأطفال يُظهرون أعراضًا نفسية سلبية عديدة، منها فقدان القدرة على التركيز، ومشكلات وصعوبات في النوم، والرعب الليلي، وحدة الطبع والمزاج، حيث كانت هذه النسب أعلى بشكل واضح عند مقارنتها بالأطفال الآخرين.

استشار نفسي: «لا بد من رسم مستقبل وردي لهم»

يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن أنسب حل للأباء والأمهات في مرحلة التعامل مع أطفال غزة خلال الحرب الحالية، هو التوعية من خلال تبسيط مفاهيم الحرب والأرض لهم.

يضيف: «المنع لن يكون له فائدة، لأن مشاهد الدمار في كل مكان، فلا بد من مصارحتهم بما يدور بشكل يستطيعون استيعابه، لاسيما أن مناظر الدم ليست مناسبة لهم في ذلك السن الصغير.

ويوضح أن هناك ضرورة بتبسيط مفهوم أن الظلم سينتهي وأن الأرض ستعود لهم ويعم الخير، حتى يشعر الأطفال بالاطمئنان، لأن في تلك المرحلة يكون الأب والام هم مصدر الثقة بالنسبة لهم.

وفاء: «أخبرهم بأن مشاهد الحرب غير حقيقية»

ذلك ما تحاول فعله وفاء سارية، فلسطينية من قطاع غزة، ولديها ثلاثة أبناء في سن صغير جميعًا يشعرون بخوف شديد مما يحدث في غزة، وأكثر الأشياء رعبًا بالنسبة لهم هو صوت القصف ومشاهد الأنقاض.

تقول: «لا أعرف بماذا أخبرهم حين يسألون أين منزلنا ولماذا أصبحنا نعيش في الأنقاض بعدما كان لدينا منزل، لكونه تهدم في إحدى غارات القصف الإسرائيلي، لا أملك سوى محاولة طمأنتهم بأن كل تلك الأمور ستزول».

تضيف: «حاولت أن أخدعهم بإخبارهم أن كل ما نشاهده هو محض خيال وليس حقيقة وأنهم نائمون وبعد فترة قصيرة سيستيقظون ويجدون كل شيء كما كان، لعل وعسى أن تنتهي الحرب وهم أحياء».