رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاحتلال يطفئ «نور الميلاد».. كنائس بيت لحم تلغى الاحتفالات: نرى صورة المسيح فى كل طفل غزّاوى يُنتشل من تحت الأنقاض

كنائس بيت لحم تلغى
كنائس بيت لحم تلغى الاحتفالات

انطلقت احتفالات عيد الميلاد فى القدس، بوصول موكب الميلاد من بطريركية اللاتين بالقدس، إلى ساحة كنيسة المهد فى مدينة بيت لحم بالضفة الغربية. واتسمت الاحتفالات هذا العام بأجواء مختلفة، فى ظل العدوان الوحشى على قطاع غزة، وسقوط نحو ٢٠ ألف شهيد من أبناء الشعب الفلسطينى، وهو ما أضفى على الاحتفالات حالة من الحزن والألم. وقررت كنائس بيت لحم وفلسطين قصر الاحتفالات هذا العام على إقامة الصلوات الدينية، والدعوات بالسلام فى ظل ما يحدث فى غزة من عدوان همجى.

«الروم الأرثوذكس»:لن نعلّق شجرة الميلاد حزنًا على قتل العُزل.. وإقامة «طقوس حزينة» داخل الكنيسة

قال الأب عيسى ثلجية، كاهن رعية الروم الأرثوذكس فى كنيسة المهد ببيت لحم، فى رسالته عن عيد الميلاد، إنه من فوق مغارة الميلاد نرى رسالة أمل ورسالة سلام ومحبة لميلاد المسيح الذى ولد فوق مغارة بيت لحم، وولد حتى يعطينا السلام والمحبة، ولتعيش الشعوب بأمن وأمان وسلام.

وأضاف أن الاحتفالات اقتصرت على الطقوس والشعائر الدينية داخل الكنيسة، موضحًا أنه لا توجد مظاهر احتفالات بسبب الحرب على غزة وقتل الأطفال والدمار الشامل فى القطاع.

وواصل: «العُزّل يُقتلون كل يوم، والجميع حزين على ما يحدث فى غزة، ومن الصعب أن نفرح وأن نزين شجرة الميلاد وهناك أفراد يُقتلون، ورفع الصلوات هو أهم شىء حتى يرفع الله القدير عنا تلك الحرب، ويعم السلام على الناس فى تلك الظروف الصعبة».

وتحدث عن مظاهر احتفالات كنيسة المهد بعيد الميلاد فى السابق، قائلًا: «كانت احتفالات رائعة فى كنيسة المهد ببيت لحم، حيث كانت تنتشر الزينة وتُعلّق الشجرة، وكانت الشعوب تأتى إليها من جميع أنحاء العالم، فبيت لحم دائمة الفرحة بعيد الميلاد، وهذه القوة نأخذها من الله ونرسلها إلى كل العالم»، مردفًا: «احتفالات عيد الميلاد هذا العام ستقتصر على الصلوات والشعائر الدينية بسبب ما يحدث فى غزة».

وعن كيف كانت تستقبل بيت لحم عيد الميلاد، قال: «مدينة بيت لحم كانت ترتدى أحلى حُلة وبهجة فى فترة عيد الميلاد المجيد، لأنه ميلاد المسيح الذى ولد فى المدينة، والجميع كان يتوافد إلى الكنيسة خلال الاحتفالات، وتتزين كنيسة المهد وتقام شجرة الميلاد، ويتوافد السياح إليها».

وتحدث عن تاريخ كنيسة المهد موضحًا: «هى أقدم كنيسة بفلسطين والعالم، يعود بناؤها إلى الملك قسطنطين والملكة هيلانة، نظرًا لميلاد المسيح بها، ومن هنا تكمن أهمية الكنيسة فى أنها مكان مولد المسيح، فالناس يأتون إليها من جميع أنحاء العالم، خاصة فى الاحتفالات بالعيد، ليزوروا مكان ومغارة الميلاد».

بنود القرار قد تكون مهمة لتفادى شبح المجاعة لكنها غير كافية

«الإنجيلية اللوثرية»:صناعة مغارة من الركام تعبيرًا عن رفض حرب التدمير والإبادة فى القطاع

تحتفل الكنيسة الإنجيلية اللوثرية بمدينة بيت لحم، شمالى الضفة الغربية، بعيد الميلاد بصناعة مغارة من الركام تعبيرًا عن رفض الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.

وقال راعى الكنيسة اللوثرية، القس منذر إسحق، إن فلسطين كلها حزينة هذا العام بسبب ما يحدث فى الحرب فى مدينة غزة، مضيفًا أن بيت لحم تعيش حزنًا كبيرًا، وموسم الاحتفالات والفرح تحول لموسم حزن وألم بسبب ما يحدث فى القطاع.

ولفت إلى أنه تم إلغاء الاحتفالات التقليدية بسبب ما يحدث فى غزة، متسائلًا: «كيف نحتفل وأهلنا فى غزة وعائلاتنا يتعرضون لإبادة وتطهير عرقى؟»، قائلًا: «هناك حالة حزن وقلق تسود كل فلسطين».

وواصل: «حالة الحزن تزيد لعدم مجىء الحجاج الذين يأتون فى هذا الوقت من كل عام، فكان يزورنا مئات الآلاف من الحجاج، والآن بيت لحم خالية تمامًا من الحجاج، وهى أيضًا معزولة عن القدس؛ بسبب إجراءات الاحتلال، فلا توجد الزينة التقليدية، ولا توجد شجرة الميلاد المعروفة فى ساحة المهد ببيت لحم، والتى يزورها مئات الآلاف من الحجاج حول العالم فى هذا التوقيت من كل عام».

وتابع: «ما نعيشه من تضييق لا يقارن بالوضع القائم فى غزة، وحرب الإبادة القائمة هناك. نحن نتألم عندما نرى طفلًا يُنتشل من تحت الأنقاض فى غزة، ونتألم أكثر عندما نرى صمت العالم وتبريره الحرب، ونرى صورة المسيح فى كل طفل يُقتل أو يُنتشل من تحت الأنقاض، وهذا هو قلب رسالة الميلاد، وهذه مقارنة طبيعية، فكأن المسيح الآن يخرج من تحت الأنقاض تعبيرًا عن تضامنه مع أطفال غزة ومحبته لهم، وتعبيرًا عن تضامنه مع كل إنسان مجروح ومقهور، فالمسيح ولد وجاء تحديدًا من بين المهمشين».

وقال: «أما عن المغارة التى بنيت من الركام، فإنها رسالة نريد إيصالها إلى كل العالم، ونريد وقف حرب الإبادة، ونقول: كفى قتلًا للأطفال، كفى حربًا».

وأضاف: «رسالتنا لعيد الميلاد لهذا العام أن المسيح هو هذا الطفل الذى عانى فى طفولته، ونجا من مذبحة الأطفال فى بيت لحم، وأصبح لاجئًا فى مصر، ثم عاد إلى فلسطين ليواجه الموت ويعطى حياة لكل البشر، فإننا فى هذا الطفل نرى حياة ورجاء، ونعيش أملًا فى نور المسيح».

وأكمل: «نحن كنائس بيت لحم أرسلنا رسالة إلى البيت الأبيض، مع بداية أعياد الميلاد، نطالب فيها بوقف الحرب والمجازر، ولكن لا حياة لمن تنادى، ونحن ما زلنا نشعر بأن موقف الكثير من كنائس الغرب ما زال ضعيفًا وخجولًا، ولا يندد بوقف حرب الإبادة».

وتابع: «اليوم نحن نشعر بعزلة ورفض من عدد كبير من مسيحيى الغرب، فى ذات الوقت نثمن موقف الكثير منهم، كما نثمن موقف مسيحيى الشرق الذين تضامنوا معنا بالرسائل وبالمناشدات وبصلواتهم».

أما عن قرار وقف الاحتفالات، فقال: «لم يكن يمكن أن نحتفل بأى شكل أو نشعر بالفرح، فكلنا مكسورون بسبب ما يحدث، أما قرار رؤساء الكنائس فهو يعبّر عن حالنا، لكن أهميته تكمن فى أنه لأول مرة يتحد رؤساء الكنائس فى أخذ قرار كهذا، وهذا برأيى يرسل رسالة قوية إلى العالم عن حجم الدمار والمأساة والكارثة، وما يحدث فى قطاع غزة».

«القيامة»: صلوات لإحلال السلام

قال أديب جودة، أمين مفتاح كنيسة القيامة بالقدس، إن الاحتفالات تقتصر على الصلوات الدينية فقط، موضحًا أن الاحتفالات ستتضمن صلوات من أجل السلام على أرض السلام، والدعوة إلى إيقاف الحرب على غزة، ومناشدة المجتمع الدولى الضغط على إسرائيل للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالى القطاع، الذين ما زالوا تحت القصف الإسرائيلى ما يزيد على ٧٠ يومًا.