رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شريف صالح: الرواية الاستثنائية حدث لا يتكرر بسهولة

شريف صالح
شريف صالح

تحدث الكاتب شريف صالح عن قراءاته في العام الماضي قائلًا: قرأت بعض الروايات والمجموعات القصصية الرائجة أو التي نالت جوائز وترشيحات، وتقييمي أنها أعمال جيدة أو متوسطة، ربما لأن الجوائز أحيانًا تمنح لما يتلائم مع الذائقة العامة المحافظة أي للنص المتوسط لا المتمرد والمتميز. 

الرواية الاستثنائية 

وتابع: يصعب اختيار رواية بعينها أعتبرها نص العام لسببين؛ أولهما أنني لا أملك إحصاء دقيقًا وقراءتي لا تمثل معيارًا.. وثانيهما أن الرواية الاستثنائية حدث لا يتكرر بسهولة. وربما تمر سنوات كي تتوفر لنا رواية مثل "الأخوة كارامازوف" أو "ملحمة الحرافيش".

واستطرد: استوقفتني الضجة التي أثيرت حول رواية الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي "تفصيل ثانوي" صحيح أنها مترجمة منذ ثلاثة أعوام، لكن الضجة التي أثيرت تزامنًا مع حرمانها من جائزة دولية والحرب في فلسطين كانت بمثابة دعاية عظيمة للرواية. وميزتها ـ من وجهة نظري ـ أنها تقدم لغة روائية قاسية ومتقشفة جدًا، وحكاية شديدة البساطة عن مأساة مستمرة منذ عقود، ومكتوبة فنيًا بتكنيك ولغة مغايرة جذريًا للنمط الرائج عربيًا عن فن الرواية، حيث الكتب بالغة الضخامة والعبارات الرنانة والشخصيات الكثيرة والسطو على التاريخ، وهذا كله ليس من فن الرواية في شيء. 

القاهرة مؤرخة

وقال صالح إن أكثر كتاب أثار إعجابه هو "القاهرة مؤرخة" الصادر في جزأين عن دار العين، لأنه مشروع طموح لقراءة القاهرة من مداخل وزوايا متنوعة جدًا، وبمشاركة قامات فكرية وإبداعية من أجيال ومشارب مختلفة، ومن الرائع أن يتجدد اكتشاف القاهرة تلك المدينة العظيمة ثقافيًا. 

ويعتبر شريف أن تنوع توجهات الشباب في الكتابة وتقديم أعمال جيدة إلى حد كبير من الجوانب الإيجابية في هذا العام فيما يرى أن الملاحظة السلبية تتمثل في غياب الاهتمام الإعلامي والنقدي بالمنتج الجيد اكتفاء بالمجاملات المبتذلة ودعم كل "شلة" لنفسها. 

وأوضح صالح أن المكتبة المصرية تفتقر للكتب الفكرية والعلمية، فالترويج كله بات قاصرًا على الروايات المسلية والتي تقدم متعة سطحية لكنها لا تشكل وعيًا، وحتى التبسيطات العلمية التي كان يقدمها كاتب مثل مصطفى محمود بلغة أدبية شيقة تراجعت إلى حد كبير.

استراتيجية نشر 

وتابع: أظن أن الحل في تبني الدولة لاستراتيجية نشر جادة بعيدًا عما تقدمه المؤسسات الحكومية الحالية والذي يتسم بقدر كبير من العشوائية وعدم التطور. هناك حاجة لأن تتبنى الدولة مشاريع نشر وترجمة وتدعم تسويقها في منافذها المختلفة والدعاية لها وإعادة الاعتبار للمكتبة في المدرسة ورفدها بعناوين مهمة وجذابة. لكن بقاء مشاكل الكتاب على ما هي من ارتفاع سعر الورقة وسوء التسويق وتراجع معدلات القراءة، فهذا كله يهدد فكرة الكتاب أساسًا. 

وأضاف: يكفي أن نتخيل أنه عندما كان تعداد مصر ثلاثين مليونًا ـ على سبيل المثال ـ كانت بعض الكتاب مثل إحسان عبد القدوس أو نجيب محفوظ يطبعون آلاف النسخ. الآن وقد تجاوزنا المئة مليون قلما نعثر على كاتب يحقق تلك النسبة من المبيعات.