رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شريف صالح: أكبر آفة فى سوق النشر العربية هى التسويق (حوار)

شريف صالح
شريف صالح

ما بين أول الكتب المنشورة وصولًا لأحدثها، هناك حكايات عن رحلات الكتاب والمبدعين مع دور النشر، هناك صعوبات ومعوقات مع نشر العمل الأول، وهناك أيضًا المشكلات المتكررة والمتشابهة بين المبدعين ودور النشر، سواء فيما يخص تكلفة الكتاب، أو توزيعه، والعقود المبرمة بين الطرفين، أو حتى حقوق الملكية الفكرية وغيرها. 

 

في سلسلة حوارات يقدمها "الدستور" يحكي الكُتاب تجاربهم مع عالم النشر.

 

وحول هذه القضية يحدثنا الكاتب القاص شريف صالح، والذي سبق وصدرت له العديد من المجموعات القصصية، نذكر من بينها: "مثلث العشق، بيضة على الشاطئ، دفتر النائم، شخص صالح للقتل.

 

كما صدرت له مختارات قصصية من أعماله عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بعنوان "شعر غجري تتطاير منه الحجارة"، بالإضافة إلى رواية "حارس الفيسبوك"، ورواية "ابتسامة بوذا" الصادرة قبل شهرين، ورواية الناشئة بعنوان "سوشانا والحذاء الطائر" .

 

• ما الصعوبات التي واجهتك في طريق نشر كتابك الأول؟

ـ هناك صعوبات كثيرة منها أن الاسم لا يكون معروفًا ولا يثير حماس الناشر. عدم وجود من هو أكثر خبرة ليساعد ويوجه. آنذاك كنا في منتصف التسعينيات وكان عدد دور النشر الخاصة محدودًا للغاية أشهرها "شرقيات" و"ميريت".. وكذلك الزحام على النشر في السلاسل الحكومية رغم رداءة مستوى الطباعة.. لذلك احتفظت بمجموعة القصص الأولى داخل ملف في الكمبيوتر لأكثر من عشرة أعوام، وقتها انصرفت ليس عن فكرة النشر فقط وإنما عن الكتابة بوجه عام رغم أن بعض قصص المجموعة كانت قد فازت بجوائز مثل جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة وجائزة نادي القصة. وفي الأخير نشرت المجموعة متأخرة عشر سنوات تحت عنوان "إصبع يمشي وحده" في دار "المحروسة".

 

• ما المشاكل التي صادفتك بخصوص حقوق النشر والملكية؟

ـ مشكلتنا الأزلية عدم احترام حقوق الكاتب، وفتح سوق سواء لدفعه إلى تحمل نفقات طبعات كتابه، معظم الناشرين المصريين والعرب يضعون في العقود نسبًا للمؤلف لكنهم لا يدفعونها له وقد يقومون ببيع الكتاب لوسائط صوتية وإلكترونية دون اهتمام أيضًا بحق المؤلف.. واتحاد الكتاب بوصفة النقابة المدافعة عنهم لا يقوم بأي دور يذكر.. وكل تركيز الناشرين على الإطار القانوني الذي يضمن لهم حقوقهم هم وحدهم.. وبالتالي المؤلف هو الحلقة الأكثر ضعفًا في سوق النشر للأسف ولا ينال إلا الفتات.. إذا سُمح له أن يناله.

 

• كيف تواجه هذه المشكلات مع الناشر؟ وما أصعب موقف تعرضت له؟

ـ قد أكون أكثر كاتب في مصر غير الناشرين، فلديّ خمسة عشر كتابًا مع خمسة عشر ناشرًا. كنت أتمنى أن أكتفي بناشر واحد يتبنى مشروعي كله ويكون سلسًا وضامنًا لحقوقي المادية وقادرًا على تسويق شغلي.. لكن هذا الناشر شبه منقرض. وغالبية من هم في السوق مجرد طبّاعين وليسوا ناشرين. لأن من يطبع كتابًا مئتين أو خمسمائة نسخة ولا يعرف كيف يسوقها لا يستحق أن نعتبره ناشرًا. الحمد لله لم أتعرض مثل غيري للنصب والاحتيال.. لكن درجات الرضا عن التعاون مع الناشرين كانت مختلفة ومتباينة جدًا.

 

• هل سبق ووصلت الخلافات مع ناشر ما إلى المحاكم؟

ـ حتى الآن لا، لأن الإطار القانوني كله ضعيف وغير فعّال، فإذا كان الناشر لا يلتزم بذكر عدد النسخ من كل طبعة على الغلاف الداخلي، ولا سعر محدد مكتوب للكتاب، ولا نظام محاسبة شفافة.. فعلى أي أساس سوف أقاضيه؟ ثم إذا افترضنا أن لي حقوقًا تقدر بخمسة آلاف جنيه، فهل النظام القضائي نفسه سوف يساعدني في نيلها أم سأدفع مصاريف تفوق المبلغ لمكتب المحاماة؟

 

• هل قمت بسداد كُلفة نشر كتاب لك يومًا ما؟

ـ ليست كلفة كاملة.. لكن ثلاثة من كتبي وافقت على دفع مبلغ للناشر مقابل الحصول على نسخ لزملائي وأصدقائي.. لكن في معظم ما نشرت أتقاضي مبلغًا ما عند التعاقد.

 

• ما الذي حلمت به لكتاب من كتبك ولم يتحقق وتأمل أن تداركه مع ناشر جديد؟

ـ  أكبر آفة في سوق النشر العربية هي التسويق.. هناك كتب كثيرة لي نالت جوائز محترمة أو رشحت لها.. ومن المفترض أن يساعد ذلك في تسويقها. لكن للأسف معظم دور النشر لا تجيد تسويق شغلها.

 

• في رأيك صناعة النشر في تقدم أم في تراجع؟

ـ إجمالًا في تقدم.. من ناحية سهولة الطباعة الآن مع التطور التكنولوجي والطفرة الهائلة في أعداد دور النشر.. وتنوع أشكال الكتابة وزيادة أعداد المؤلفين من أجيال مختلفة. لكنها تعاني في بعض الجوانب خصوصًا حقوق الكُتاب والتسويق وغلبة الكم على الكيف.