رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انخفاض سعر كيلو البصل إلى 5 جنيهات بمجرد الحصاد خلال أيام

البصل
البصل

أرجع عدد من خبراء الزراعة أزمة ارتفاع أسعار البصل إلى نقص المعروض، وزيادة الطلب على البصل المصرى من الخارج، بعدما تسببت التغيرات المناخية فى نقص المعروض من البصل على مستوى العالم.

وشدد الخبراء على أن سعر البصل قضية مهمة جدًا بالنسبة للمصريين، لأنه يدخل فى أغلب الأطعمة على المائدة المصرية، متوقعين أن تنتهى الأزمة بمجرد حصاد المحصول الجديد ونزوله إلى السوق، حتى يصل سعر الكيلو إلى ٥ جنيهات فقط.

جنى المحصول فى يناير وفبراير المقبلين.. وتوقعات بوصول المساحة المزروعة إلى ٥٠٠ ألف فدان

قال عباس الشناوى، رئيس قطاع الخدمات بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إن حجم إنتاج مصر من البصل سنويًا يصل إلى ٢.٥ مليون طن، وعادة تغطى هذه الكمية احتياجات السوق، ويجرى تصدير الفائض.

وأضاف «الشناوى»: «نقص المعروض فى السوق يتسبب فى ارتفاع الأسعار، وهناك أنواع جديدة سوف تُطرح فى الأسواق خلال الفترة الحالية، الأمر الذى ينتج عنه تراجع نسبى فى أسعار البصل».

وأشار إلى أن البصل يزرع فى عدد كبير من المحافظات، ما بين الدلتا والصحراء والصعيد، مؤكدًا أن البصل المصرى من أجود الأنواع العالمية، وتطلب استيراده دول كثيرة حول العالم.

وتابع رئيس قطاع الخدمات: «تهتم وزارة الزراعة بتوعية المزارعين بكيفية تحقيق الاستفادة القصوى من المحاصيل الشتوية، ومن بينها البصل والكمون والبنجر والبازلاء».

وأشار إلى ضرورة تكثيف أعمال المرور الميدانى، والتواصل المستمر مع المزارعين وتقديم الدعم الفنى لهم، وتوعيتهم بالإصابات الحشرية والمرضية التى تهدد المحصول، لافتًا إلى أن البصل يقدم عناصر غذائية كثيرة للإنسان، وزراعته توفر فرص عمل فى المجتمعات الريفية.

وقال مصطفى النجارى، عضو المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إن محصول البصل الجديد لم يُطرح حتى الآن فى الأسواق، ولا توجد سوى كميات قليلة من البصل «المقور» جرى طرحها فى الأسواق، لكنها لا تكفى لتغطية احتياجات السوق المحلية.

وأضاف «النجارى»: «موسم حصاد البصل يبدأ فى شهر يناير ويستمر حتى مارس، وخلال تلك الفترة ستتراجع أسعار البصل، خاصة أن المساحة المزروعة بالبصل زادت بشكل ملحوظ، فى ظل زيادة الطلب عليه بالأسواق المحلية والعالمية، ما دفع المزارعين إلى زيادة إنتاجهم لتلبية هذه الاحتياجات المتزايدة».

وأوضح أنه من المتوقع أن تصل المساحة المزروعة من البصل إلى ٥٠٠ ألف فدان هذا العام، بينما كانت المساحة المزروعة فى مصر خلال موسم ٢٠٢٢/٢٠٢٣ نحو ٢١٩ ألف فدان، فى الوقت الذى بلغت فيه جملة الإنتاج لهذا العام ٣.٣ مليون طن.

وشدد على أن البصل المصرى له شهرة عالمية، ويحتل المركز الرابع دوليًا، مرجعًا ارتفاع أسعاره فى السوق المحلية لزيادة الطلب عليه عالميًا، بعدما تسببت التغيرات المناخية فى تقليل إنتاجه فى دول كثيرة.

2زيادة الطلب العالمى ولجوء المزارعين للتصدير بكميات كبيرة وراء ارتفاع السعر بشكل مبالغ فيه

أرجع صلاح حجازى، عضو المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، ارتفاع أسعار البصل بشكل كبير، رغم قرار حظر تصديره، إلى قلة المعروض فى السوق المحلية، بسبب زيادة الطلب العالمى على المنتج جراء التغيرات المناخية.

وتوقع «حجازى» أن تتراجع الأسعار خلال أيام قليلة، نتيجة طرح البصل «المقور» فى الأسواق، الذى سيسهم فى تغطية الاحتياجات المحلية، خاصة أن ذلك النوع من البصل لا يستخدم فى التصدير.

وأضاف: «كل عام يكون هناك مخزون من البصل يكفى حتى حصاد المحصول الجديد، لكن هذا العام ومع اتجاه مزارعين كثر لتصديره، حدثت المشكلة، والتغيرات المناخية لها دور كبير فيما يحدث».

ونبه إلى أن زراعة البصل تُعد من الأنشطة الزراعية المهمة فى مصر، متابعًا: «إنتاجنا من البصل كبير، ومن المثير للاهتمام أن مصر تحقق اكتفاءً ذاتيًا منه، ما يعنى أنها تستطيع تلبية احتياجاتها المحلية دون الحاجة للاستيراد».

وأفاد بأن مناطق الدلتا والصعيد والمناطق الصحراوية فى مصر هى المناطق الرئيسية التى يزرع فيها البصل، مشيرًا إلى أن مصر تتمتع بميزات تنافسية فى زراعة البصل، منها توافر المياه، ويستخدم المزارعون نظام رى بالتنقيط والرى بالغمر لتوفير احتياجات البصل من الماء، علاوة على استخدام التكنولوجيا الحديثة والممارسات الزراعية المبتكرة، التى تزيد من فرص زيادة الإنتاج.

وأضاف: «على الرغم من تحقيق اكتفاء ذاتى من إنتاج البصل، تواجه مصر بعض التحديات فى هذا المجال، من بينها تأثير التغيرات المناخية على إنتاجية المحصول وارتفاع تكاليف الإنتاج، ومع ذلك فإن زراعة البصل لا تزال توفر فرصًا للمزارعين لزيادة دخلهم وتحسين أوضاعهم المعيشية».

ونوه إلى أن أبرز الأسواق التى تستقبل البصل المصرى هى الأسواق الأوروبية وأسواق أمريكا الجنوبية وأسواق إفريقيا، إضافة إلى أسواق دول الخليج بالكامل، وأيضًا السوق الروسية تفضل البصل المصرى. وكشف عن أن البصل المصرى له منافس قوى فى الخارج، وهو بصل إيطاليا وإسبانيا، لكن البصل المصرى يطرح للتصدير قبل إنتاج تلك الدول، ما يسهم فى زيادة الطلب على البصل المصرى.

أما عن أزمة الثوم، فقال «حجازى» إن مصر لديها اكتفاء من الثوم مثل البصل تمامًا، ومثله أيضًا ارتفعت أسعاره بسبب قلة المعروض وزيادة الطلب، ما تسبب فى زيادة الأسعار نتيجة تصدير كميات كبيرة منه هذا الموسم. وأضاف: «كما أنه من المتوقع أن يكون هناك تراجع فى المساحة المزروعة من الثوم هذا العام، نتيجة زيادة التكلفة على الفلاح دون وجود عائد يغطى التكلفة».

وواصل: «الثوم المصرى عليه إقبال كبير فى الخارج، سواء الثوم الأخضر أو الجاف أو الثوم المصنع البودر»، مشيرًا إلى أن العوامل الجوية كان لها دور فى تقليل حجم الإنتاج من الثوم أيضًا، ما تسبب فى تقليل الكميات التى تطرح فى السوق المحلية.

3نقيب الفلاحين: منع التصدير ٣ أشهر إضافية «صائب».. وترشيد الاستهلاك «ضرورة»

كشف حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، عن أن البصل أصبح يشكل أزمة عالمية نتيجة ضعف الإنتاج، ما أثر سلبًا على المحصول المصرى المحدود فى الموسم الماضى، بعد تصدير كميات كبيرة منه.

وقال «أبوصدام» إن الموسم المقبل سيشهد زراعة بصل على مساحة تزيد على ٣٠٠ ألف فدان، ما يؤدى إلى انخفاض سعره، ليصل إلى ٥ و١٠ جنيهات عند فترة الحصاد. وأشاد بقرار الحكومة بمنع تصدير البصل ٣ أشهر إضافية، معتبرًا ذلك إجراءً وقائيًا يسهم فى تخفيض الأسعار، والحفاظ على توازن العرض والطلب.

وأشار إلى أن الطلب العالمى على البصل المصرى ازداد هذا الموسم بفضل فرض رسوم جمركية على تصدير الهند، أكبر منتج للبصل فى العالم، إضافة إلى الآثار السلبية للفيضانات فى الهند وباكستان والجفاف فى أوروبا.

وشدد نقيب الفلاحين على أن البصل المصرى يحتل مكانة مهمة على مستوى العالم، داعيًا المصريين إلى ترشيد استهلاك البصل حتى الموسم المقبل، واعدًا بأن الأزمة الأخيرة لن تتكرر فى المستقبل.

وقال الدكتور عبدالمجيد مبروك، رئيس قسم بحوث البصل بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إن زيادة أسعار البصل حاليًا ترجع إلى الفقد فى الكميات المخزنة نتيجة التزريع والعفن فى نهاية الموسم، مؤكدًا أنه جارٍ حصاد إنتاج جديد من البصل تباعًا، ما يسهم فى خفض الأسعار خلال الفترة المقبلة.

وأضاف «مبروك»، لـ«الدستور»: «تجرى زراعة من ٢٠٠ إلى ٢٢٥ ألف فدان سنويًا، ومن الملاحط هذا الموسم زيادة الإقبال على زراعة مساحات أكبر من الموسم السابق، وهو ما يبشر بانخفاض الأسعار».

وأوصى رئيس قسم بحوث البصل المزارعين بعدم الإسراف فى التسميد والرى، ومكافحة الآفات والأمراض، وإجراء الرش الدورى الوقائى، ومتابعة أحوال الطقس وانتظام الرى والتسميد.

وأوضح أنه بالنسبة لزراعات البصل فى وجه بحرى، وأثناء نضج المحصول فى شهرى مارس وأبريل الماضيين، سقطت أمطار وانخفضت درجات الحرارة وزادت الرطوبة، ما أدى إلى انتشار الأمراض الفطرية وانخفاض إنتاج المحصول، فى الوقت الذى فتحت فيه الدولة باب التصدير وفتحت أسواقًا جديدة أمام البصل، حتى جرى تصدير ٥٧٨ ألف طن فى الموسم قبل الماضى ٢٠٢١/٢٠٢٢.

وأضاف أن الصادرات ارتفعت خلال موسم الزراعة، فى الوقت الذى امتنع فيه المزارعون عن زراعة المحصول نتيجة ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج من السماد والمبيدات، وذلك بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار. وأشار إلى أن الدول المنافسة مثل الصين والهند وهولندا كان لديها جفاف تسبب فى انخفاض إنتاج البصل، كما فرضت الهند ضرائب على الصادرات ٤٠٪، وأصبحت مصر الدولة الوحيدة التى لديها بصل، لذا صدرت ٣٢٣ ألف طن خلال الـ٦ أشهر الأولى من العام الحالى ٢٠٢٣.

وتابع: «وبالتالى، فإن ارتفاع أسعار البصل جاء نتيجة زيادة الصادرات، وجمع التجار البصل من المزارعين بسعر ٨٠ قرشًا للكيلو فى الموسم قبل الماضى، ما تسبب فى عزوفهم عن الزراعة بسبب ارتفاع التكاليف وانخفاض العائد».

وأشار إلى بدء حصاد البصل «المقور» فى شهرى نوفمبر وديسمبر من العام الحالى، وبعد ذلك زراعة الصنف الجديد المبكر «جيزة ٧٠ محسن» فى شهرى يناير وفبراير المقبلين، وصنف «جيزة ٦ محسن» فى مارس وأبريل المقبلين، و«جيزة ٢٠» و«جيزة أحمر» فى مايو ويونيو، لافتًا إلى أن مصر من أفضل ١٠ دول على مستوى العالم فى إنتاج وتصدير محصول البصل.