رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اقتصاد لبنان يعانى جراء تصعيد حزب الله مع إسرائيل.. ومخاوف من حرب جديدة

استهداف الاحتلال
استهداف الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان

كشفت إذاعة “إن بي آر” (npr) الأمريكية عن أنه بعد شهرين من اندلاع حرب إسرائيل على قطاع غزة، وبدأ حزب الله اللبناني في شن ضربات بالصواريخ باتجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي، فإن اقتصاد لبنان بات يتكبد خسائر فادحة، في الوقت الذي تهدد تل أبيب بحرب واسعة النطاق في جنوب لبنان.

وبيّنت الإذاعة أن انخراط حزب الله في ضربات على القوات الإسرائيلية، ثم رد هذه الأخيرة على ضربات حزب الله داخل لبنان، أدى إلى شبه إشراك فعلي للبنان في الصراع القائم بين تل أبيب وقطاع غزة.

كيف يتضرر اقتصاد لبنان جراء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله؟

ولفتت الإذاعة إلى أن اندلاع الحرب بشكل رسمي بات وشيكا بين حزب الله اللبناني  وإسرائيل، الأمر الذي قد يقود إلى تفاقم التحديات الاقتصادية في لبنان، ويقضي على ما تبقى من هذه البلد التي تعاني مشكلات اقتصادية هائلة منها انهيار العملة المحلية وانهيار النظام البنكي وعدم وجود عوائد بالدولار، وكذلك عدم وجود كهرباء أو قطاع صحي.

ومنذ بدء حزب الله صراعه مع إسرائيل، بدأت ملامح الانهيار تظهر على الاقتصاد اللباني، إذ تراجع الاقتصاد بنسبة 29٪ خلال شهرين فقط، وشكلت السياحة القطاع الرئيسي المتضرر من هذه الحرب بانخفاض بنسبة 63٪، في حين انكمش قطاع الزراعة بنسبة 42٪.

ويأتي ذلك بعد طلب العديد من الدول لاسيما الولايات المتحدة وبريطانيا مواطنيها بمغادرة البلاد، كما نصحت عشرات الدول مواطنيها بعدم الذهاب إلى هذه الدولة الملتهبة التي تنتشر في جوانبها رائحة الخوف من الحرب.

إلى جانب ذلك، فقد انخفضت الاستثمارات الأجنبية بنسبة 37٪ منذ اندلاع الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل، كما عانى اقتصاد جنوب لبنان الذي شهد نزوحا جماعيا للمواطنين خوفا من الحرب، بنسبة 67٪.

ويقدر خبراء أن نسبة الخسائر التي شهدتها لبنان خلال الشهرين تقدر بمليارات الدولارات، لكن الفاتورة مرشحة بالارتفاع بشكل كبير، إذ ما اندلعت حرب مباشرة، وهو ما يقود إلى تدمير كلي للاقتصاد اللبناني الذي يعاني في الأساس أزمة غير مسبوقة.

وجاءت الحرب لتزيد من أوجاع المواطنين اللبنانيين الذين يعانون تضخما غير مسبوق وانهيار حر لعملتهم وتآكل احتياطات بلادهم من النقد الأجنبي، الذي لا يسمح للدولة بتوفير الكهرباء أو الأدوية والعديد من الخدمات.

ووفقا للموقع، فإن العديد من شركات القطاع الخاص طالبات بتعويضات تقدر بأكثر من 400 مليون دولار من الدولة جراء الخسائر التي تعرضت لها نتيجة التصعيد الكبير بين حزب الله وإسرائيل وتأثيره على نشاطتها.
 

مخاوف من حرب جديدة بين حزب الله وإسرائيل

ويتوقع خبراء ومحللون أن الأعمال العدائية المستمرة إذ ما تحولت إلى حرب أوسع خارج الجنوب اللبناني قد تقود إلى ضربة مدمرة للاقتصاد اللبناني، وهو أمر قد يحتاج لسنوات طويلة من أجل التعافي منه في ظل هذه الأزمة الاقتصادية الحالية.

وخلال الأيام الأخيرة، بعثت إسرائيل في رسالة إلى مجلس الأمن، تحذيرا صريحا بشأن احتمال نشوب حرب مع لبنان في ظل استمرار الضربات من جانب حزب الله، داعية إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بالكامل، مع انسحاب حزب الله من المناطق الحدودية بين البلدين، وترك الساحة لقوات أممية تابعة لليونيفيل.

وينص قرار مجلس الأمن المذكور والصادر بعد حرب عام 2006، على عدم السماح لحزب الله اللبناني بالنشاط في جنوب لبنان، وضرورة إخلاء المنطقة بأكملها من وجود أسلحة باستثناء أسلحة تابعة للجيش اللبناني.

واختتمت الإذاعة بالقول إن تنفيذ هذا القرار من جانب حزب الله قد يساعد على عودة الاستقرار من جديد إلى جانب لبنان ويجنبها حربا مدمرة، ويجذب من جديد المستثمرين الأجانب، مما يسهم في تخفيف حدة الأزمة الحالية.