رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

برغم فوزه بجائزة.. القصة الكاملة لرفض دور النشر لرواية نجيب محفوظ

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

تحل هذه الأيام ذكرى ميلاد أديب نوبل نجيب محفوظ، وهناك العديد من القصص في حياة الأديب الكبير، ومنها قصة رفض دور النشر لأعماله، وهي القصة التي أعاد الكاتب سامح الجباس نشرها في كتابه "محفوظ والسحار" والصادر حديثا عن دار ريشة للنشر والتوزيع.

يقول عبد الحميد جودة السحار:" قرأت فى الصحف أن روايتىّ رادوبيس لنجيب محفوظ وسلاّمة القس لعلى أحمد باكثير قد فازتا بجائزة السيدة قوت القلوب الأديبة، وترقبت صدور هاتين الروايتين لأقرأهما ولكن طال ترقبي، ثم ظهرت رواية سلامة القس مسلسلة فى مجلة " الثقافة " ولم تر رادوبيس النور.

ويكمل:" وعرفت أن نجيب محفوظ دار بقصصه الفائزة بجوائز الدولة على دور النشر فاعتذرت له لأنه ليس من مشاهير الكُتاب، كأنما قد ولد هؤلاء وهم من المشاهير، فزاد ذلك من تصميمي على انشاء دار للنشر هدفها نشر آثار المغمورين. 

ويورد الجباس ما كتبه سعيد السحار شقيق عبد الحميد جودة السحار عام 1991 فيقول:" وفى سنة 1943 فوجئت بعبد الحميد يدخل عصر أحد الأيام من باب المكتبة وبصحبته شاب فى مثل سنه – في حدود الثلاثين – قدمه إلىّ باسم نجيب محفوظ، وأنا أعرف أن هذا اسم طبيب مشهور، وفسر لي عبد الحميد ذلك فقال: إن والدة نجيب تعسرت في ولادته تعسرًا شديدًا ولم يجئ الفرج إلا على يدى الطبيب نجيب محفوظ، فأسمت وليدها نجيب محفوظ تيمنًا باسم الطبيب.

قدم إلىّ عبد الحميد صديقه، وقال إنهما قادمان لتوهما من تشييع جنازة أخت صديق لهما وقال: إن نجيب محفوظ حضر ومعه رواية ألفّها ويأمل أن أقوم أنا بطبعها ونشرها، واسم روايته " رادوبيس " وهى ليست أول رواية يكتبها، فقد كتب قبلها رواية اسمها " عبث الأقدار " طبعها ونشرها له الأستاذ سلامة موسى، فقلت لنجيب محفوظ:" سأقرأ الرواية وأبدى رأيي فيها بعد يومين.

ويواصل:" وأخذت أصول الرواية معى إلى البيت وقرأتها بإمعان فذهلت، فالرواية مكتوبة بعناية شديدة وبلغة عربية صحيحة وتختلف عن كل الروايات العربية التي قرأتها حتى ذلك الوقت، فحوادثها شائقة تتوالى بيد كاتب مبدع وأستاذ مقتدر، وتحكى قصة غرام الملك الفرعون مونرع الثاني بالراقصة الفاتنة رادوبيس.

ويكمل:" وبعد قراءتي للرواية سررت، فها هو ذا مؤلف مقتدر ينضم إلى أسرة " مكتبة مصر "، وأنا واثق أن المكتبة إذ تقدمه إلى القراء ستفيده بنشر كتبه، وستستفيد منه بحصولها على كاتب موهوب سيرفع من شأنها وشأن نوعية الكتب التي تصدر عنها.

ويختتم:" وعاد نجيب إلى المكتبة بعد يومين – وقد لاحظت أنه يلتزم بالحفاظ على مواعيده بدقة متناهية – فأبديت له ترحيبي بانضمامه إلى أسرة " مكتبة مصر "، واستعدادي لطبع روايته الرائعة " رادوبيس " ونشرها.