رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطة إسرائيل لإقامة حزام أمنى حول غزة.. هل يعيد الهدوء؟

غزة
غزة

طرحت إسرائيل مؤخرًا خطة لإقامة منطقة فاصلة "حزام أمني" حول قطاع غزة، تهدف إلى منع هجمات المقاومة من داخله على البلدات الإسرائيلية عندما تنتهي الحرب. هناك في إسرائيل من يرى أنها ستكون حلًا ولو مؤقتًا لوقف الهجمات، وهناك من يرى أن هذ الحزام الأمني لن يعيد الأمان إلى الإسرائيليين بعد هجوم 7 أكتوبر، بل على العكس سيضع تل أبيب في تصادم مع المجتمع الدولي.

تفاصيل الخطة

أبلغت إسرائيل ممثلي بعض الحكومات الغربية في الفترة الأخيرة بنيتها إقامة منطقة فاصلة في غزة عند انتهاء الحرب، على أن يكون محظورًا الاقتراب إلى مسافة كيلومتر أو اثنين من جدار الحدود بعد بضعة أشهر من انتهاء الحرب.

يهدف نشر هذا الحزام الأمني إلى الحؤول دون تسلّل النشطاء من القطاع إلى إسرائيل، سواء على الأقدام، أو بالسيارات.

الافتراض العملياتي الإسرائيلي لهذه الخطة هو أن قطاع غزة سيظل مصدرًا للتهديد البري، حتى بعد انتهاء الحرب، وحتى في حال تم القضاء على التهديد الصاروخي. ومن المفترض أن يمنع هذا الحزام الأمني الخطر، أو على الأقل يمنح قوات الأمن الإسرائيلية الوقت الكافي للاستعداد لمواجهته.

حتى الآن لم تنشر إسرائيل رؤيتها بوضوح حول خطة "الحزام الأمني"، فلم توضح بعد ما هي الفترة الزمنية التي تنوي فيها إقامة هذه المنطقة ولا مدى عمقها، وهل إسرائيل تخطط للوضع في إطارها قوة عسكرية في القطاع لفترة طويلة أو قد توجد قوات تقف على الحدود وتمنع أي دخول إلى هذه المنطقة بواسطة إطلاق النار، وهل سيكون حلًا مؤقتًا أم بمررو الوقت سيصبح حلا دائمًا، كلها أسئلة لم تقدم الإدارة الإسرائيلية إجابات عنها.

حل مؤقت أم دائم؟

الدبلوماسيون الغربيون المشاركون في الاتصالات حول هذا الأمر قالوا إنه بشكل مبدئي هناك تفهم في معظم الدول الغربية بأن إسرائيل ستكون ملزمة بإقامة مثل هذه المنطقة الفاصلة، وإنهم يرون أن هذا وضع مؤقت إلى حين خلق واقع سياسي جديد في غزة. ولكن هذه الدول لا تؤيد تحول المنطقة الفاصلة إلى منطقة دائمة. 

الإدارة الأميركية عبرت منذ بداية الحرب عن معارضتها الشديدة أي تغيير في مسار الحدود في القطاع، ويتوقع أن تعارض التواجد الدائم لقوات الجيش الإسرائيلي في القطاع. هذا أيضا هو موقف الدول الأوروبية والدول العربية التي لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

بشكل واضح أعلن وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، في 10 نوفمبر الماضي عن المبادئ التي ستصر واشنطن عليها: "لن يكون هناك تهجير قسري للمدنيين من قطاع غزة، وغزة لن تكون مجددًا وكرًا لانطلاق نشاطات إرهابية ضد إسرائيل، ولن يجري أي تقليص لمساحة القطاع، وسيكون هناك التزام بوجود سيطرة فلسطينية موحدة على الضفة الغربية والقطاع".

هل سيعيد الحزام الأمنى الهدوء؟

حسب التقديرات الإسرائيلية، فإن الحزام الأمني لن يتمكن، حتى في ظل سيناريو القضاء على حركة "حماس"، من توفير الأمن لمواطني إسرائيل الذي انتُزع منهم، دون وجود تسويات أمنية متفّق عليها مع سلطة فلسطينية سيتعيّن قيامها في قطاع غزة.

كما أن إنشاءه سيخلق مسارا تصادميا مع الولايات المتحدة والدول الغربية والعربية، بيد أن العمق الجغرافي للحزام الأمني سيؤدي إلى تهجير آلاف السكان الذين سينتقلون إلى مناطق أكثر اكتظاظًا، فيزيدون في اكتظاظها، في منطقة تُعتبر أصلًا من أكثر المناطق اكتظاظًا في العالم، كما أن وجود القوات الإسرائيلية في الحزام الأمني سيجعلها هدفا ثابتا للضربات المباشرة من قبل التنظيمات الفلسطينية.