رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية في مصر تحتفل بذكرى حبل القدّيسة حنّة أمّ السيدة العذراء

 الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى حبل القدّيسة حنّة أمّ السيدة العذراء وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها أن نفس العذراء مريم، التي اختارها الله منذ الازل لتكون امّاً بحسب الجسد للكلمة المتجسد لاجل خلاصنا، قد خرجب من يد الخالق، واتَّحدت بجسدها المتكون بحسب نواميس الطبيعة في احشاء والدتها القديسة حنة من والدها القدّيس يواكيم، بريئة من الخطيئة الاصلية، وممتلئة نعمة إلهية، وذلك بانعام خاص تدعو اليه أمومتها الإلهية: هي عقيدة نادى بها الآباء والمرّنمون عبر الاجيال، واعلنها رسميّاً البابا بيوس التاسع سنة 1845 باسم" الحبل بمريم العذراء بدون وصمة الخطيئة الأصلية".

العظة الاحتفالية

“تبارك الله أبو ربّنا يسوع المسيح، الذي غمرنا من علياء سمائه، بكلّ بركة روحيّة في المسيح”، هذه الكلمات في الرسالة إلى أهل أفسس تعلن قصد الله الآب منذ الأزل ومخطّطه لأجل خلاص الإنسان في الرّب يسوع المسيح. إنه لمخطّط عامّ يشمل البشر أجمعين، وقد خلقوا على صورة الله ومثاله، وكما أنّهم جميعاً داخلون "منذ البدء" في عمل الله الخالق، فهم منذ الأزل أيضاً، موضوع المخطّط الإلهي في الخلاص الذي سوف يعلن كلياً عندما يحين "ملء الزمن" بمجيء الرّب يسوع المسيح.

 وتواصل الرسالة نفسها عرضها بالقول: إن الله هذا "أبا ربّنا يسوع المسيح" “قد اختارنا فيه عن محبّة من قبل إنشاء العالم، لنكون قدّيسين، وبغير عيب أمامه؛ وسبق فحدّد على حسب مرضاته، أن نكون له أبناء بيسوع المسيح، لتمجيد نعمته السنيّة، التي أنعم بها علينا، في الحبيب، وفيه لنا الفداء بدمه، ومغفرة الزلاّت، على حسب غنى نعمته”.

 إن الرسالة إلى أهل أفسس، في معرض كلامها على "مجد النعمة الذي منحناه الله الآب في الحبيب"، تزيد "أن لنا (في هذا الحبيب) الفداء بدمه . وإنّا لنقرأ في الوثائق الرسميّة التي أصدرتها الكنيسة أن "مجد النعمة" هذا قد تجلّى في والدة الإله لكونها "افتديت بشكل فائق واستثنائي" (البابا بيّوس التّاسع).

فبقوّة غنى نعمة الابن الحبيب، واعتباراً لثمار الفداء الذي جاء به من سيكون ابناً لها، حفظت مريم من ارث الخطيئة الأصلية. وبالتالي، فهي منذ اللحظة الأولى التي حبل بها، أي منذ اللحظة الأولى لوجودها، خاصة المسيح وتشترك في النعمة التي تخلّص وتقدّس وفي الحب النابع "من الحبيب"، في ابن الآب الأزلي الذي أضحى بالتجسّد ابناً لها. ولذلك، فعلى صعيد النعمة، أعني المشاركة في الطبيعة الإلهية تستقي مريم، في الروح القدس، الحياة من ذاك الذي، على صعيد الولادة الأرضية، أعطته الحياة بوصفها أمّاً له. ولأنّ هذه "الحياة الجديدة" تنزل على مريم بما يليق بمحبّة هذا الابن لهذه الأمّ من كمال، وبالتالي على مستوى كرامة أمومتها الإلهيّة، يدعوها ملاك البشارة "ممتلئة نعمة".