رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مواسم الانتخابات مواسم الحرية


تبدأ الانتخابات الرئاسية في الداخل المصري يوم العاشر من ديسمبر، الأحد القادم، وتستمر حتى يوم الثلاثاء الموافق 12، انتهت انتخابات الخارج يوم 3 من الشهر الجاري فعليا، وتتلقى اللجنة العامة للإشراف على الانتخابات الخارجية نتائج التصويت، عن طريق وزارة الخارجية، لمراجعتها وضمها إلى نتائج الداخل، بعد انتهائها، ثم القيام بإعلان النتيجة النهائية من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات.
مواسم الانتخابات هي مواسم الحرية، لو دققنا في صورها وتأملنا معانيها، المواطنون وصناديق الاقتراع والضمائر ولا شيء آخر، والإقبال على الانتخابات يعزز العمل الديمقراطي، ويؤكد تصديق الشعب للدولة، وإيمانه بأصواته الفارقة التي تبلور اختياره وتوضح المسار القادم للبلد العريق..
لا يمكن عزل الانتخابات المصرية عن الواقع الشرق أوسطي الملتهب، حرب غزة مستعرة وطاغية الذكر ولا حلول لها حتى اللحظة الراهنة، ومصر محورية، ومصر مرصودة ومستهدفة، إن كنا نعاني الأخبار المكذوبة، غير الموثوق فيها، وغير المؤكدة، نعاني هكذا على الدوام؛ فإننا نعتصم بنباهة شعبية قادرة على الوصول إلى الحقيقة مهما زادت أمثال هذه الأخبار وانتشرت بين الناس!
لدينا مرشحون أربعة في هذه الانتخابات: السيد عبد الفتاح السيسي (الرئيس السادس والحالي لجمهورية مصر العربية منذ يونيو 2014 والقائد الأعلى للقوات المسلحة، 69 عاما، ورمزه النحمة) السيد فريد زهران (رئيس الحزب المصري الديمقراطي، 66 عاما، ورمزه الشمس) السيد حازم عمر (رئيس حزب الشعب الجمهوري، 59 عاما، ورمزه السلم) السيد عبد السند يمامة (رئيس حزب الوفد، 71 عاما، ورمزه النخلة). 
كما تعني الانتخابات، لدى المرشحين أنفسهم، خطة للعمل والأمل مفادها تحديث الدولة وتطويرها والارتقاء بها عموما، يجب أن تعني لدى جموع المنتخبين فهما كاملا لكل مرشح، سواء كانت لديه خبرة سابقة في التعامل معه أو لم تكن، والمعنى أن الأمر أشبه بقراءة شاملة لكل تاريخ شخصي على حدته، بنفاذ عميق إلى ما بين السطور، وأخذ ظروف الواقع الإقليمي والدولي في الاعتبار، ثم الاستقرار على اسم من بين الأسماء التي طرحت نفسها للقيادة في المرحلة.
المقبلة "...."..   
يهمني هنا الانتصار للانتخابات بذاتها؛ لأننا يجب أن نتعود نظامها ونقبل عليه واثقين، وقد قصرنا تقصيرا شديدا في المسألة المهمة بطول السنوات الفائتة، ربما كانت هناك عيوب وثغرات فيما مضى، لكننا لن نظل في كل حين نردد النغم المحبط نفسه، وننصرف عن الإدلاء بدلونا في المنافسة الكبرى التي تحدد المستقبل والمصائر..
علينا أن ندفع اليائسين دفعا إلى اللجان الانتخابية، بالإقناع لا القهر طبعا، وعلينا أن نحيط الموضوع الانتخابي كله بالإكبار والإحساس بأننا على عتبات آفاق جديدة؛ فما يلي الانتخابات ليس كما يسبقها في جميع الأحوال!
أنا سأعطي علامتي لـ"فلان" لأنني أراه الأصلح والأنسب، وأنت ستعطي علامتك لغيره لأنك تراه كذلك، والمهم أن يكون اختيارنا متمهلا ودقيقا وصادقا وموضوعيا ونابعا من مسئولية عامة، لا معبرا عن رأي خاص وحسب، ولتعش مصر العظيمة الغالية حرة مستقلة ذات غنى وقوة وعلم وفكر وراية عالية مرفرفة في أول الحكاية وآخرها.