رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الكاثوليكية" تحيي ذكرى القديس شارل غارنييه – اليسوعي الشهيد في كندا

الكنيسة الكاثوليكية
الكنيسة الكاثوليكية

أحيت الكنيسة الكاثوليكية اليوم، ذكرى القديس شارل غارنييه – اليسوعي، الشهيد في كندا.
 

ونستعرض أبرز المعلومات عنه وفقَا للأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني:
 

  • ولد شارل غارنييه فى 26 مايو 1606م فى باريس ، لأب ثري من أعضاء اسرة الملك هنري الثالث .
  • رغم الترف الذي عاش فيه ، كان قلبه يتوق إلى خدمة الله ، ويشتعل غيرة على نشر الدين المسيحي فى جميع أنحاء العالم . فدخل الرهبنة اليسوعية وهو فى الثامنة عشرة من عمره، ودرس الفلسفة واللاهوت ، ونال سر الكهنوت سنة 1635م ، وفى اليوم التالي لرسامته ، علم والده أنه طلب رسمياً من رؤسائه أن يذهب إلى بلاد الرسالات البعيدة فعارض رغبته معارضة شديدة .
  • واستعمل جميع ما فى وسعه من وسائل ليبقيه بجانبه ، لكن الكاهن الشاب تمسك بما قاله يسوع :" من أحب اباً أو أماً أكثر مما يحبني فلا يستحقني". لذلك الح فى طلبه ، حتى أذعن الوالد لمشيئة ابنه. وفى 8 ابريل 1636م ابحر مركب من ميناء دييب وعلى متنه ثلاثة مرسلين وأحدهم الأب غارنييه . ووصلت السفينة إلى ميناء كييبك ، ونزل اليسوعيون إلى أرض العالم الجديد ، وذهبوا لتوهم إلى منطقة الأنهار الثلاثة ، حيث كان الهورون يقايضون إنتاج العالم الأوربي بفرو الحيوانات التى اصطادوها . وسافروا معهم فى الزوارق إلى إيهوناتيريا ، ووصلوها فى يوم 13 أغسطس ، حيث استقبلهم الأب يوحنا دي بريبوف، وعكف على تعليمهم لغة الشعب وعاداته.
  • كانت فرحة الأب غارنييه برسالته عظيمة ، ففى خطاب بعث به إلى أبيه قال:" ما من مكان على الأرض يستطيع أن يمنحني السعادة التى أشعر بها". وأمضي سنتين فى تعلم اللغة الهورونيةعلى يد استاذ محنك وهو الأب بريبوف .
  • وبعد ذلك ذهب مع الأب أسحق جوغ إلى أوسوسانه ليبشروا الهنود البتون فو جداهم معادين لذوي الثوب الأسود – وهو الأسم الذي كان الهنود يطلقونه على الرهبان اليسوعيين – لما سرت عنهم من إشاعات تفيد بأنهم سبب الوباء الذي اجتاح البلاد سنة 1636م .
  •  
  • فقضيا الشتاء هناك ، ثم عادا وهما قانعين من الغنيمة بالإياب إلى اوسوسانه، لكن الأب غارنييه لم يياس ، بل عاد ثانية مع الأب بيجار وكان الهنود اقل عنفاً من المرة السابقة لأنه لم تحل بهم مصيبة حين كان الرهبان اليسوعيون معهم أو بعد رحيلهم .
  • ومكث الأب غارنييه فى تلك المنطقة عدة سنوات ، وأسس فيها إرساليتين سلم الأولي ، وهي فى إكارنيوندي إلى الأب غارو ، وتسلم هو الثانية فى إتاريتا وبنى كنيستين ، وصار يعلم الكبار والصغار التعليم المسيحي ، فكلل الله جهوده بالنجاح ، وفى مدة قصيرة عمد 184 هندياً .
  • لكن السعادة لم تدم طويلاً، فقبائل الإيروكوا المتوحشة بدأت تشن هجماتها على الهورون ، وتحرق قراهم وتقتل من يعترض سبيلها وتأكل أجزاء من جسمه .
  • فعاشت المنطقة فى هلع وخوف ، خصوصاً بعد أن وردت الأنباء عن هجوم المتوحشين على تينوستايه وحرقها وقتل الأب أنطوان دانيال اليسوعي فى شهر يوليو 1648م . وبعد سنة على الهورونيون بأن الإيروكوا ينوون شن حرب على البتون واقسموا أن يحرقوا قراهم فى فصل الشتاء. فساد الهلع نفوس الشعب، واضطر الأب غارنييه إلى إرسال رفيقه نويل يابانيل إلى قرية القديسة مريم لكي لا يزيد عدد ضحايا الهجوم المتوقع بدون مبرر
  • وبعد يومين ، حضر إلى قرية رفيقه مع بعض الهنود ، فوجد جثة الأب غارنييه مجمدة بالثلج . فغسله ، وحفر حفرة عميقة بالقرب من الكنيسة ، ودفنه مع باقى القتلى من إخوته الذين أحبهم ، وبذل ذاته من أجلهم. اعلن البابا بيوس الحادي عشر الأب شارل غارنييه اليسوعي طوباوياً يوم 21 يونية 1925م . وزاد البابا نفسه فى أكرامه فأعلنه قديساً فى 29 يونية 1930م .