رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصريون فى الخارج سبقونا فى اختيار الرئيس

"فتحوا نفسنا على الانتخابات".. هكذا قالت أمي وهي تتابع طوابير الجاليات المصرية أمام السفارات والقنصليات في الخارج، وحرصهم على التصويت.. صور مبهجة لعائلات مصرية في مختلف الأعمار ترفع أعلام مصر، وتهتف تحيا مصر. 

تحولت الانتخابات إلى أفراح، عُرس انتخابي وملحمة وطنية في اليوم الثاني للاستحقاق الانتخابي الرئاسي في مرحلة غاية في الأهمية من الحياة السياسية التي تمر بها مصر.. إقبال لم نشهده من قبل، يسبقه تحضير منظم من الجاليات المصرية في دول العالم، حيث تتواجد الجاليات المصرية. 

رغم الطقس السيئ في بعض الدول من أمطار ودرجات حرارة منخفضة، وانشغال البعض بالاحتفالات والأعياد بمحل إقامتهم، فضلا عن امتحانات الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة، إلا أننا نجد حرص كبار السن، قبل الشباب، على الإدلاء بأصواتهم، ووجود متميز للنساء وذوي الهمم.. كما نجد تصريحات المصريين بالخارج تؤكد دعمهم الحقيقي لوطنهم الأم؛ حتى وإن كانت هجرتهم للخارج من أجل الحياة؛ إلا أن مساندتهم أهاليهم في مصر وحبهم لهذا الوطن، كان دافعا لهم للإدلاء بصوتهم.. مئات الكيلومترات يقطعها المصريون من مقر إقامتهم إلى السفارات والقنصليات المصرية في عواصم الدول المقيمين بها.. هذا العناء والمشقة يؤكدان حب هؤلاء المصريين وإيمانهم بوطنهم. 

المصريون في الخارج أكثر حرصا على متابعة التحديات التي تواجهها مصر، ولا سيما تحديات الأمن القومي، وموقف مصر من القضية الفلسطينية وأحداث غزة، هذا بخلاف تحديات التنمية واستقرار أمن مصر، كانت كل هذه القضايا حاضرة ضمن أحاديثهم واهتماماتهم.. المتابع لتصريحات المصريين في الخارج من أمام صناديق الاقتراع يجد الغالب على حديثهم خوفهم على مستقبل مصر، وأنه واجب على الجميع الذهاب لصندوق الاقتراع، واختيار الرئيس المناسب لهذه المرحلة، ما يؤكد أن المصريين في الخارج لم ينفصلوا عن جسد الوطن، وأن آلامهم وآمالهم واحدة.

في اليوم الثاني من أيام الاقتراع، سجلت الجاليات المصرية أعلى نسب تصويت في دول الكويت والسعودية والأردن والإمارات، هذا حال المصريين في الدول الغربية أيضا، حيث نجد دولة مثل "نيوزيلندا" أول من بدأت عملية التصويت.. الأعداد تتزايد ويسجل المصريون في الخارج رسالة للعالم أجمع بأننا نقف إلى جانب دولتنا وندعمها حيثما نكون، فمصر في العقل والقلب دائما، ودعمنا لوطننا يكون في الخارج قبل الداخل، نلتف جميعا حول الوطن في كل الظروف التي يمر بها.

هذا المشهد الذي نتابعه جميعا عبر وسائل الإعلام من احتشاد المصريين أمام صناديق الاقتراع سبقه جهد كبير من تواصل وتنسيق مع سفاراتهم، بإطلاق المبادرات والحملات من أجل التوعية بأهمية الانتخابات واختيار الرئيس المناسب لهذه المرحلة، وكان التنسيق مستمرا بين الخارج والداخل.

هنا نذكر الدور المنوط بوزارة الهجرة، حيث تقوم السفيرة سهى جندي بالرد على استفسارات المصريين بالخارج حول الانتخابات الرئاسية 2024 ضمن حملة "شارك بصوتك"، كما تتابع عن كثب من خلال غرفة عمليات كيف تسير الأمور الانتخابية، وتذليل أي عقبات أمام الناخبين.. كما أن غرفة عمليات الهيئة الوطنية للانتخابات تتابع العملية الانتخابية بالخارج، وتجري اتصالا بالصوت والصورة بتقنية الفيديو كونفرانس، مع عدد من السفراء بالدول ورؤساء لجان الاقتراع.. كل هذا يتم بسهولة ويسر وعمل جاد من كل الجهات المعنية بالدولة المصرية.

لقد سبقونا أهالينا بالخارج في اختيار الرئيس، وهم من يكتبون المؤشرات المبدئية من سيكون رئيس مصر القادم، ونحن في الداخل نقول لكم، كلنا ثقة في اختياراتكم المبنية على وعي وفهم بأهمية هذه الانتخابات، في ضوء الظروف التي تمر بها مصر في الداخل والخارج.