رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى رحيل مؤسس السادية الماركيز دى ساد.. "أنا فاسق ولست مجرما"

الماركيز دي ساد
الماركيز دي ساد

تمر اليوم الذكرى 209 لرحيل  الماركيز دي ساد ، أحد أشهر المبدعين الفرنسيين، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم الموافق 2 ديسمبر 1814.

يعد دوناتيان ألفونسو فرانسوا كونت دي ساد أحد الجنود الفرنسيين الذين غرقوا في حياة اللهو واللذة، والفجور، وكتب عددا من القصص الفاضحة، وقعها باسم "الماركيز دي ساد"، اشترك في حرب السنوات السبع، ثمّ تعرّض للسجن لسلوكة غير الأخلاقي، وتعدّدت مرّات سجنه بسبب رواياته أو قصصه الفضائحيّة.

تتميّز شخصيات رواياته بالاندفاع القهري إلى تحقيق اللذة بقصد تعذيب الآخرين، وينظر التحليل النفسي إلى هذا المنحى على أنّه شذوذ جنسي نفسي يمثل اتجاه الدافع التدميري تجاه الآخرين. 

في كتابه “رسائل من السجن - بين سادية الخيال وسادية الواقع” الصادر عن دار الرافدين للنشر ومن ترجمة لطفي السيد منصور يعترف الماركيز دي ساد بما كان عليه حاله فيقول: "نعم أنا فاسق، أعترف بذلك، لقد تخيلت كل شيء يمكن أن تتخيليه في هذا النوع، لكنني بالتأكيد لم أفعل كل شيء تخيلتِه ولن أفعله بالتأكيد أبدًا. أنا فاسق، لكنني لست مجرمًا ولا قاتلًا، وبما أنني مجبر على وضع اعتذاري بجانب الدفاع عن نفسي، فسأقول: ربما يكون من المحتمل جدًّا أن أولئك الذين يدينونني ظلمًا، هم مثلي، لم يستطيعوا موازنة عيوبهم، من خلال أعمال صالحة ذات قيمة كتلك التي يمكنني أن أقابلها بأخطائي.

أنا فاسق، لكن هناك ثلاث عائلات مقيمة في منطقتك عاشت خمس سنوات من إحساني، وقد أنقذتهم من آخر درجات الفقر المدقع. أنا فاسق، لكنني أنقذت جنديًّا فارًّا من الموت، تخلَّى عنه كل فوجه وقائده. أن

أنا فاسق لكن في نظر كل عائلتك، في "إيفري"، أنقذت، مخاطرًا بحياتي، طفلًا كان سيُسحق تحت عجلات عربة تجرها الخيول وذلك عندما اندفعت إليه بنفسي. أنا فاسق، لكنني لم أُعرِّض صحة زوجتي للتهلكة. ليس لديَّ كل أشكال التحرر الأخرى التي غالبًا ما تكون مهلكة لثروات الأولاد: هل دمرتهم بالمقامرة أو بالنفقات الأخرى التي كان من الممكن أن تحرمهم أو حتى تضر بميراثهم في يوم من الأيام؟ هل أسأت إدارة الممتلكات الخاصة بي عندما كان ذلك متاحًا لي؟ باختصار، هل صدر مني في شبابي ما ينمُّ عن قلب قادر على السواد الذي نفترض أنه عليه اليوم؟ ألم أحب دائمًا كل ما يجب أن أحبه وكل ما يجب أن يكون عزيزًا علي، ألم أحب والدي؟ (للأسف، ما زلت أبكيه كل يوم) هل تصرفت بشكل سيئ مع والدتي؟".

هناك العديد من الجوانب التي تناقها اعمال دي ساد، برغم كل ما تحمله من فحش إلا ان الجانب الفلسفسي والفكري لايغيب عنها، وتسريب تلك الأفكار التي يمكن وصفها بسابق لعصره مثل الحتمية، البيولوجوية، الطبيعة الشريرة، والانانية.، وغيرها  فهو عبر كتاباته يتطرق  لموضوعات غاية في الأهمية والتي على رأسها هيمنة الغرائزفي السلوكيات البشرية.