رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس تيار الاستقلال الفلسطينى لـ"الدستور": السيسى أسقط مؤامرات التهجير

محمد أبو سمره
محمد أبو سمره

أكد القيادي والمفكر والمؤرخ الفلسطيني ورئيس تيار الاستقلال الفلسطيني اللواء الدكتور محمد أبوسمرة، أنه يجب استغلال التغيرات في المواقف الدولية الحالية والدفع نحو إقامة الدولة الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في ظل العدوان المستمر على  قطاع غزة.

وأوضح أبوسمرة في حوار مع "الدستور" أن هناك تغييرا كبيرا في المواقف الدولية، خاصة الأوروبية والآسيوية والإفريقية وكذلك القوى الإقليمية المؤثرة، لصالح القضية الفلسطينية، وإلى نص الحوار:

 

برأيك كيف يمكن استغلال حالة الزخم الدولية الحالية لدعم مسار حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية؟

من المهم بالطبع استثمار الزخم والحراك الدولي الرسمي والشعبي الذي تحظى به حاليًا القضية الفلسطينية، إثر العدوان الوحشي البربري الذي بدأ بشنه جيش العدو يوم ٧ أكتوبر الماضي، ومازال متواصلًا حتى اليوم، خصوصًا التغيرات التي يشهدها الرأي العام الغربي والعالمي وتنامي القناعات بمظلومية الشعب الفلسطيني وعدالة القضية الفلسطينية، وأحقية الشعب الفلسطيني بتحرير أرضه المحتلة عام ١٩٦٧، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. 

ومن هنا يمكن استثمار هذا الزخم والحراك الدولي الرسمي والشعبي أولًا لانتزاع اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين؛ كدولة عضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، والإقرار الدولي والأممي أنَّها "دولة تحت الاحتلال"، وبالتالي ممارسة كافة الضغوط الفلسطينية والعربية والإسلامية والإقليمية والدولية اللازمة لإرغام الاحتلال الصهيوني على الانسحاب من كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧ وعلى رأسها القدس المحتلة، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وبالتالي تشكيل موقف دولي وإقليمي وعربي وإسلامي داعم لحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على جميع الأراضي الفلسطينية عام ١٩٦٧، وتحرير جميع الأسرى وعودة جميع اللاجئين والمبعدين، وفك الارتباط الاقتصادي والسياسي مع كيان الاحتلال.   

هل نشهد تغيرًا في مواقف القوى الكبرى من أجل الضغط نحو الدفع بمسار حل الدولتين وليس فقط الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة؟

وأوضح أنَّ هناك تغيرا كبيرا في المواقف الدولية، خاصة الأوروبية والآسيوية والإفريقية وكذلك القوى الإقليمية المؤثرة، لصالح القضية الفلسطينية، وجميعها تصب في طريق إما إعادة إحياء (حل الدولتين)، أو التحرك مباشرةً نحو "منح الفلسطينيين حقهم في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة"، ويجب الانتقال فورًا من جهود التهدئة ووقف اطلاق النار، إلى الحل الدائم والمستدام لوقف اعتداءات وجرائم العدو الصهيوني ضد شعبنا المظلوم، وللصراع، ومنح الفلسطينيين جميع حقوقهم التي أقرتها الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها حقهم في إقامة دولتهم المستقلة. 

كيف ترى جهود دول المنطقة في دعم التوصل للهدنة والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار؟

نشكر للشقيقة الكبرى مصر رئيسًا وقيادةً وحكومةً وأجهزةً سيادية وشعبًا كافة جهودها التي قامت، وتقوم بها من أجل دعم صمود الشعب الفلسطيني ورباطه وصبره وبقائه في أرضه ووطنه ورفض كافة مخططات التهجير وقف العدوان الصهيوني الوحشي ضد قطاع غزة سواءً على صعيد الهدنة المؤقتة واتفاقيات تبادل الأسرى، أو وقف نهائي لإطلاق النار والعدوان الصهيوني ضد قطاع غزة، وكذلك وقف كافة أشكال العدوان والاعتداءات الصهيونية ضد شعبنا في الضفة الغربية والقدس المحتلة، والعمل بالتعاون مع القيادة الفلسطينية والقيادة الأردنية وقطر، وغيرهم من الأشقاء العرب والمسلمين وكافة الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة من أجل الذهاب نحو حل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية، تعيد للشعب الفلسطيني أرضه وكافة حقوقه المسلوبة.

ما المخاطر التي قد تهدد المجتمع الدولي بسبب الحرب الدائرة في غزة؟ 

كشف العدوان الصهيوني الحالي ضد شعبنا وأهلنا وأرضنا في القدس المحتلة والضفة وقطاع غزة، حجم نازية ووحشية وإفساد واجرام وعنصرية وفاشية العدو والمشروع الصهيوني، وفي مقابل الجرائم الوحشية التي ارتكبها ومازال يرتكبها ضد شعبنا المظلوم، تنامت على مستوى العالم مشاعر الكراهية والغضب لدى جميع الفلسطينيين والعرب والمسلمين، وكل من يحمل بداخله ضمير إنساني حي، وأيقظت الضمائر الإنسانية الحية على مستوى العالم، وأحدثت انقلابًا في الرأي العام الغربي والدولي.

كذلك شاهد العالم أجمع المجازر البشعة وحرب التطهير العرقي التي ارتكبها العدو الصهيوني ضد أطفال وفتيات ونساء وشيوخ والأمهات الحوامل والأجنة وكافة شرائح المجتمع وآلاف العائلات في غزة المظلومة المحاصرة، وفاق عدد الشهداء ٣٠ ألف شهيد، والجرحى زاد عددهم عن ٥٠ ألف جريح، بينما زاد نسبة تدمير المساكن والوحدات السكنية والأبراج والعمارات والمباني في القطاع عن ٥٠ بالمائة من مساكن وعمارات وأبراج ومباني القطاع، بينما تدمير البنية التحية والمرافق العام يزيد على ٨-بالمائة.

 كذلك ساهم العدوان في تنامي مشاعر الكراهية الفلسطينية والعربية والإسلامية والإنسانية للكيان والمشروع والعدو الصهيوني وللولايات المتحدة، وجميع الدول الغربية الداعمة للكيان والمشروع الصهيوني وللعدوان البربري الوحشي ضد شعبنا عموما وضد قطاع غزة خصوصًا، وطالما استمر الظلم والعدوان الصهيوني والغربي ضد حقوق الشعب الفلسطيني، فلن يكون هناك أي نوع من الاستقرار في العالم، فالعدالة والإنصاف للفلسطينيين والحل العادل وفق قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية مع رد كافة الحقوق التاريخية المسلوبة للشعب الفلسطيني، هما مفتاح الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم. 

كيف هي أوضاع قطاع غزة مع استمرار العدوان؟

قطاع غزة عبارة عن شريط ساحلي ضيق للغاية، يتفاوت عرضه من منطقة إلى أخرى، من ٦ إلى ١٢ كيلومترا، بطول ٤٥ كيلومترا، ومساحته الحالية الإجمالية ٣٦٥ كيلومتر مربع، ويعتبر قطاع غزة هو أكثر الأماكن على مستوى العالم كثافةً سكانية في الكيلومتر المربع الواحد، حيث يصل متوسط عدد السكان إلى عشرة آلاف نسمة في الكيلو متر المربع الواحد، بينما تتضاعف هذه النسبة عدة مرات داخل مخيمات اللاجئين الثمانية والمربعات والأحياء والمشاريع الإسكانية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين وهي امتداد طبيعي للمخيمات، وهي مجاورة لها أو ملتصقة بها وتعتبر جميع أراضي القطاع مكشوفة أمنيا وعسكريًا واستراتيجيا.

نتيجة للعدوان الصهيوني البربري الوحشي المتواصل للشهر الثاني على التوالي فق زاد عدد الشهداء حتى اللحظة "رسميًا" عن خمسة عشر ألف شهيد، ومالا يقل عن خمسة آلاف شهيد مازالت جثامينهم ملقاة في الشوارع ويمنع جيش العدو من إخلائها ودفنها، إضافة إلى عشرة آلاف جثث الشهداء تحت الأنقاض، وزاد عدد الجرحى عن خمسين ألف جريح. 

ومع استمرار العدوان الصهيوني المتصاعد بشكل أكثر وحشية وبشاعة واجرام ضد قطاع غزة المحاصر للشهر الثاني على التوالي، حيث يواصل جيش العدو ارتكاب المجازر البشعة بحق أهلنا في قطاع غزة، وقد زادت عدد المجازر الجماعية حتى اللحظة علي ألف وثلاثمائة مجزرة جماعية، ومن المتوقع استمرار العدو المجرم في ارتكاب مئات المجازر الأكبر حجما والأكثر بشاعة، والمخطط الذي ينفذه العدو لا يستهدف قطاع غزة وحده، بل يستهدف القدس المحتلة والضفة الغربية وأهلنا في الداخل الفلسطيني المحتل عام ١٩٤٨، ومع استمرار الحصار الخانق المشدد المستمر والمتواصل للقطاع، فقد تسبب العدو بمجاعة حقيقية لأهلنا في قطاع غزة.

 نتيجةً لذلك وصلت جميع الأوضاع في قطاع غزة إلى أقصى درجات البؤس والمأساوية والكارثية على المستوي الإنساني والحياتي والمعيشي، وما ينفذه العدو المجرم عبارة عن سلسلة متواصلة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وإرهاب الدولة المنظم، وعمليات تطهير عرقي عنصري وإبادة منهجية منظمة لشعبنا.

كيف تقيم أداء المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان والتوغل البري الصهيوني في قطاع غزة؟

حاول جيش العدو منذ بدء العدوان يوم السابع من أكتوبر التوغل البري عبر عدة محاور في قطاع غزة من الشمال، والشمال الغربي والشرقي وجنوب شرق مدينة غزة ومخيم البريج، وشرق محافظتي خانيونس ورفح جنوب قطاع غزة، ورغم كثافة قوته النارية وقصفه الجوي والبري والبحري، إلا أنَّه لم يستطع التقدم في توغله البري داخل معظم مناطق وأحياء وشوارع مدينة غزة وشمال القطاع سوى مسافات محدودة، وواجه على مدار الساعة مقاومة بطولية باسلة شرسة وعنيدة وصعبة.

 وساعدت المقاومة في مواجهة العدوان والتوغل البري البيئة الشعبية العامة الحاضنة والداعمة لها والجبهة الداخلية القوية المتماسكة الصابرة والمرابطة والصامدة، وقد رفعت المجازر الجماعية والجرائم الصهيونية الوحشية ضد أهالي القطاع، من حجم ومستوى التفافهم حول المقاومة، وأصبحت الرغبة بالثأر والانتقام من جيش العدو وإنزال أقسى هزيمة في صفوفه؛ رغبة جماعية لكل أهالي القطاع الذين دُمرت بيوتهم وأملاكهم ومساكنهم وحياتهم وضاع جني عمرهم وفقدوا الأعزاء على قلوبهم.

وتمكنت المقاومة الباسلة من إيقاع خسائر كبيرة وعديدة في صفوفه وقتلت وأصابت المئات من ضباطه وجنوده، ودمرت أكثر من مائتي دباباته وناقلة جند مصفحة ومدرعة والعديد من ألياته العسكرية ومعداته، وأعدت المقاومة الكثير من المفاجآت والوسائل الدفاعية، من أهمها الأنفاق الاستراتيجية الدفاعية والهجومية في أعماق الأرض، والتي يمتد بعضها إلى ما خلف خطوط العدو، مما مكن المقاومة من قطع امدادات جيش العدو التي توغلت داخل أطراف أو بعض مناطق القطاع.

 وبكل الأحوال لن يتمكن جيش العدو من التقدم سوى مسافات محدودة للغاية، لأنَّ المقاومة متجهزة ومستعدة للتصدي للعدوان والتوغل البري، وإيقاع أكبر وأشد الخسائر في صفوفه، وأعدت المقاومة الباسلة المصائد والأفخاخ والكثير من المفاجآت لجيش العدو وتخوض معه حرب مدن وشوارع، وجعلت من بيوت ومنازل وحواري وشوارع وأزقة ومدن وقرى ومخيمات قطاع غزة مقبرة له، ولن يكون أبدًا استمرار وتوسع ونجاح التوغل البري  لجيش العدو في قطاع غزة أمرًا سهلًا، وقد منى بهزيمة نكراء وخسائر كبيرة في ألياته ومعداته وصفوفه وضباطه وجنوده وقادة ألويته وكتائبه ووحداته، وكلما حاول جيش العدو التوغل أو التقدم بضعة أمتار داخل القطاع لاقى مقاومة بطولية شرسة ويتكبد المزيد من الخسائر الفادحة في الأفراد والمعدات.

 كذلك تمكنت المقاومة الباسلة من تدمير وإبادة ثلاثة ألوية كاملة من جيش العدو منذ بدء توغله البري في قطاع غزة، وفي إحدى المرات حاولت وحدات خاصة مشتركة من جيش العدو ووحدات النخبة من قوات "المارينز" الأمريكي التسلل من الناحية الشمالية الغربية لقطاع غزة، لكن أبطال المقاومة الفلسطينية استطاعوا إبادة هذه القوة بالكامل وأعادها أشلاء، ومن لم يُقتل منهم عاد مصابا بجراح خطرة للغاية، ثم حاولت وحدات وقوات أخرى صهيونية وأمريكية وأوروبية التسلل والتوغل انطلاقًا من موقع ومستعمرة "كوسوفيم" القريبة من السياج الحدودي بالمنطقة الوسطى، وتصدى لها أبطال المقاومة الفلسطينية وأبادوها بالكامل.

 وتمكن أيضا أبطال المقاومة عدة مرات من اختراق دفاعات العدو وقواته المتقدمة والعمل خلف خطوط العدو والتوغل داخل مستعمرة وموقع "كوسوفيم"، ثم تكررت محاولات جيش العدو عبر العديد من المحاور والمناطق جنوب شرق خانيونس ورفح، وكان مصير تلك المحاولات كسابقاتها، وطيلة الوقت يكرر جيش العدو في بياناته الإعلان أنَّ قواته البرية تنفذ عمليات توغل كبيرة نسبيًا من عدة أماكن في شرق وشمال وجنوب القطاع لمهاجمة مواقع المقاومة في قطاع غزة، ولكن المقاومة الفلسطينية الباسلة دومًا كانت لهم بالمرصاد والتحمت معهم التحامًا بطوليًا وارغمتهم بالعودة على أعقابهم محملين بالهزيمة والقتلى والخسائر في الأرواح والعتاد.

ما هو تفسيرك لذلك؟

كل ما كان يفعله العدو الصهيوني من محاولات، وتكرار ومواصلة عمليات التوغل أو التسلل، عبارة عن "عمليات استطلاع بالقوة النارية لفحص مدي قوة جاهزية وفاعلية المقاومة الفلسطينية للتصدي لعملية الاجتياح او التوغل الشاملة للقطاع أو لأجزاء منه، وفي كل مرةٍ يفاجأ العدو بجاهزية واستعداد المقاومة الفلسطينية وبسالتها، وبنجاحها في إيقاع خسائر كبيرة في صفوفه".

هل تعتقد أنَّ العدو نجح في تحقيق اختراق في توغلاته البرية؟

تحت غطاء مئات المجازر وآلاف الغارات الجوية ومواصلة عمليات التدمير والقصف الجوي والبري والبحري الوحشي المكثف والمُركَّز في شمال وشمال شرق وشمال غرب قطاع غزة، تمكن جيش العدو من التوغل في بيت حانون وبيت لاهيا وشمال غرب مدينة غزة ومخيم الشاطئ وشمال وجنوب غرب مدينة غزة رغبةً منه في "التقاط صور للنصر". 

ونؤكد أن كافة عمليات التوغل لجيش العدو هي اختبارات ميدانية عملانية وعملية لفحص إمكانيات تحقيق النجاح في حال قرر جيش العدو تنفيذ عمليات التوغل أو الاجتياح أو إعادة الاحتلال الجزئي أو الكلي للقطاع، خاصة أنَّ مسألة الاجتياح وإعادة الاحتلال هي المطلب الرئيس لنتنياهو لاستكمال عملياته الانتقامية بطريقه غير معتادة.

 لكن جيش العدو لن يكون قادرًا على تحقيق أي انتصار أو حسم عبر اجتياحه البري وحتى اللحظة منى بخسائر كبيرة وباهظة الثمن لا يستطيع احتمالها، زادت علي ثلاثة آلاف ضابط وجندي صهيوني بين قتيل وجريح.

 ولهذا فإنَّ جيش العدو المجرم سعى من وراء مواصلة عمليات القصف والتدمير الوحشي التدميري وحرب الإبادة لقطاع غزة وارتكاب آلاف المجازر إلى التقاط "صورة نصر للمجرم والإرهابي الكبير وهتلر العصر، نتنياهو" على أنقاض وركام شوارع ومباني وبيوت قطاع غزة ومجازر وإبادة وعمليات تطهير عرقي عنصري بحق الفلسطينيين المدنيين العُزَّل الأبرياء المحاصرين المظلومين، ليعود بها إلى حكومته اليمينية الإرهابية المتطرفة المجرمة وجيشه وجنوده المهزومين وإلى قطعان المستوطنين والجمهور الصهيوني.

وهذا بحد ذاته أكبر دليل على فشله وعجزه عن تحقيق أية أهداف تعيد له ولجيشه المهزوم وأجهزته الأمنية توازنهم المفقود، بعد أن تم كسر وكشف وتعرية أكذوبة التفوق العسكري والأمني النوعي والردع وتفكيك "فرقة غزة" فجر يوم السابع من أكتوبر الماضي، وكل ما يقوم به جيش العدو المجرم من جرائم ومجازر ووحشية وعدوان ضد أهلنا وشعبنا المحاصر المظلوم في قطاع غزة؛ لن يمحو عنهم هزيمتهم الغير مسبوقة والفضيحة العسكرية والاستخباراتية، وإنَّ جميع جرائم نتنياهو لن تبقيه في موقعه الذي هو أحرص ما يكون عليه، ولن تغسل هزيمته أو تنجيه من لجان التحقيق ومغادرة موقعه. 

برأيكم ماهي الأساليب و"التكتيكات" التي تعتمدها المقاومة الفلسطينية للتصدي للعدوان والاجتياح البري؟

تعمل المقاومة الفلسطينية الباسلة بأساليب و"تكتيكات" ذكية وجديدة لم يعهدها أو يعرفها جيش العدو من قبل، ومن أهم هذه الأساليب و"التكتيكات" هو "إيهام" و"خداع" جيش العدو بأنَّها تراجعت وانسحبت من كافة أو بعض أماكن التوغل والتراجع أمام الضربات وفقدانها لزمام المبادرة وعدم مقدرتها على إطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية "والهاون" نحو مستوطنات غلاف غزة والمدن المحتلة عام ١٩٤٨، وتصمت بعض الوقت قد يصل إلى بضعة أيام عن ذلك، ثم تفاجئ العدو بعد ذلك بالعودة لإطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية و"الهاون" من مدينة بيت حانون وبيت لاهيا وكافة مناطق التوغل بالشمال، وتنفيذها عمليات فدائية نوعية بطولية بالالتفاف خلف خطوط العدو وافقاده زمام المبادرة وقطع خطوط الإمداد عليهم والإجهاز على كتائب وقوات بأكملها مع تفجير دباباتهم وناقلات الجند وألياتهم العسكرية ومعداتهم،.

كذلك يقوم الفراد المقاومة بالاستدراج إلى "فوهات وهمية" للأنفاق، أو "أهداف وهمية"، ثم تفجير هذه الفوهات والأهداف الوهمية بالقوة المعادية المستدرجة وإبادتها بشكل كاملٍ، وقد تسببت هذه العمليات البطولية الشجاعة النوعية للمقاومة الفلسطينية بالصدمة الشديدة لقادة وضباط وجنود جيش العدو مما دفعهم للقول: "إننا نقاتل أشباح، نرى أفعالهم، ولا نراهم أو نرى وجوههم".

كلمة أخيرة ترغبون قولها:

أؤكد أنَّه لدى المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة الكثير من المفاجآت الصاعقة للعدو، ولديها "خبرة في إطالة أمد المواجهة"، بالاعتماد على أن مخزون صمود الجبهة الداخلية الفلسطينية أكبر كثيرًا من مخزون الجبهة الداخلية للعدو، وستتصدى المقاومة الباسلة ومعها جميع أهالي القطاع لجميع عمليات التوغل والاجتياح البري الصهيوني للقطاع بمقاومة شرسة لا يتوقعها، وسيتكرر مشهد الهزيمة النكراء للكيان الصهيوني الغاصب صبيحة السابع من تشرين، وسيصبح الكيان وجيشه المهزوم وقادته وأجهزته الأمنية والعسكرية أضحوكة أمام العالم، وستنتصر غزة والمقاومة وفلسطين بإذن الله تعالى. 

وأوجه تحياتي وسلامي وأرقى مشاعر المحبة والوفاء لجماهير شعبنا البطل الصامد المرابط الذي قدم ومازال يقدم التضحيات الكبيرة والعظيمة وصمد في وجه العدوان الصهيوني البربري، وأفشل ببطولة وبسالة  نادرة وفذَّة مخطط العدو الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة وأوروبا والغرب بالتهجير القسري لهم خارج أرضهم ووطنهم.

وأيضًا أوجه التحية إلي فخامة السيد الرئيس القائد البطل عبدالفتاح السيسي، الذي تصدى بمنتهى البطولة والفروسية والشهامة والعناد والبسالة لمخطط التهجير القسري لأبناء شعبنا في قطاع غزة نحو مصر ولأبناء شعبنا في القدس المحتلة والضفة الغربية نحو الأردن.

ونتقدم بجزيل الشكر لمصر الشقيقة الكبرى رئيسًا وقيادةً وحكومةً وجيشًا وأجهزةً سياديةً وشعبا على وقوفهم إلى جانب شعبنا في محنته القاسية وعلى ما قاموا ويقومون به من جهود لوقف العدوان ودعم صمود ورباط شعبنا وتسيير قوافل ادعم والإغاثية الغذائية والطبية والدوائية وباللوازم الأساسية والضرورية واخلاء الجرحى واستقبالهم في المستشفيات المصرية، وفتح مطار وميناء العريش أمام طائرات وسفن الإغاثة والدعم لشعبنا، ونرجو تكثيف الجهود المصرية والأردنية والعربية لوقف العدوان بشكل كامل وإدخال جميع احتياجات شعبنا ومستشفيات القطاع، وإعادة وتأهيل القطاع الطبي والصحي الذي دمره العدو وتشغيل جميع مستشفيات القطاع والمراكز الطبية والإغاثية، ووضع خطة طوارئ وإنقاذ عربية وإسلامية ودولية شاملة من أجل القيام بعمليات مسح الأضرار والبدء بإعادة الإعمار القطاع والنهوض بالحياة من جديد في قطاع غزة، الذي واحد من أشد مناطق العالم نكبةً ومأساوية.. غزة تحتاج اعادتها للحياة، أو إعادة الحياة إليها.