رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير استراتيجى: الجيش المصرى نشأ قويًا وحرر أراضى كثيرة خارج البلاد

الخبير الاستراتيجي
الخبير الاستراتيجي صفوت الديب

قال اللواء الدكتور صفوت الديب، الخبير الاستراتيجي،  إن العصر الحديث لمصر بدأ مع محمد علي باشا عام 1805، وقبل هذا التاريخ كانت مصر في غياهب الحكم العثماني، حيث كانت ولاية عثمانية يجمع منها الخراج ويرسل إلى الأستانة عاصمة الدولة العثمانية، وكانت أشد مراحل الضعف قبيل الحملة الفرنسية على مصر ما جعلها مطمعًا للأوروبيين.

 

جاء ذلك خلال ندوة تثقيفية بـجامعة السويس بعنوان نبذة عن تاريخ مصر الحديث، حاضر فيها اللواء دكتور صفوت الديب، مدير أكاديمية ناصر السابق والخبير الاستراتيجي، بحضور خالد سعداوي، السكرتير العام لمحافظة السويس، نيابة عن اللواء عبدالمجيد صقر محافظ الإقليم، والقيادات التنفيذية وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس ومئات الطلاب بالقاعة الكبرى بالجامعة.

محاولات نابليون لاستغلال الدين

 

وأضاف، أن نابليون حاول استمالة المصريين وارتدى الزي الأزهري وكان يتردد على مساجد القاهرة، ويدعي تأثره بالخطب الدينية، محاولًا استغلال الدين، كونه الطريق السهل لكسب عاطفة المصريين، واكتشف الغرب مبكرًا أن هذه المنطقة لا يحركها سريعًا إلا الدين، لأن الناس في مصر مقصدهم الجنة.

وتابع: "هو ما تكرر عدة مرات في العهد القريب وكان آخرها محاولة فصيل بعينه استمالة الناس عن طريق الدين، بينما الطريق الأصعب هو محاورة الناس ومناقشتهم وإقناعهم بالأيديولوجيات والأفكار، ولهم أن يصدقوا أو ينصرفوا عنه".

وتطرق اللواء صفوت الديب،  للحديث عن جماعة الإخوان، وقال إن المخابرات البريطانية دعمت الجماعة واعتبرت أنها لن تتمكن من السيطرة على مصر إلا من خلال تنظيم ديني، وفي المقابل تحولت الجماعة إلى تنظيم سياسي لها مطامع في السلطة مستغلين الدين واستقطاب الناس واستمالتهم بتلك الطريقة.

وذكر أن الجماعة منذ نشأتها حتى ثورة 1952 ولم تشارك في أي فعالية ضد الاحتلال البريطاني، بينما خرج الشباب المصري من جامعة الملك فواد الأول سابقًا "جامعة القاهرة" للتظاهر ضد الاحتلال، وحتى في أول اجتماع جمع مرشد الجماعة مع جمال عبدالناصر قبل ثورة يوليو أعلن المرشد العام عن أن لهم أهدافًا دولية مع الجهات الأخرى، وهو ما اختلف مع أهداف الضباط الأحرار، والتي تركزت على طرد المحتل والقضاء على الفساد في مصر.

وأكد الديب، أن تاريخ الجماعة يكشف لجوءها إلى العنف والقتل عدة مرات ضد كل من يعارض مصالحهم، حيث اغتالوا النقراشي باشا، والخازندار أمام بيته، وعندما تعارضت مصالحهم مع ثورة يوليو 1952 حاولوا اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر في المنشية بالإسكندرية، فقرر الزعيم الراحل حل الجماعة وحبس قادتها.

وأضاف الديب، أن الوضع استمر حتى عام 1964 حين كبرت معارك عبدالناصر مع الغرب، فأخرج الإخوان من السجون وأعادهم إلى وظائفهم وحصلوا على ترقيات بأثر رجعي، كما أعادهم إلى الحياة السياسية مرة أخرى، إلا أنهم عاودوا اللجوء للعنف مرة أخرى وظهروا كتنظيم مسلح وكان لديهم مخطط عام 1965 لتفجير القناطر الخيرية لإغراق الدلتا، وتفجير محطات الكهرباء لتعطيل صور الحياة، ما يؤكد أنهم ليسوا جماعة دينية بل تنظيم إرهابي.

وتحدث الخبير الاستراتيجي، عن نشأة مصر الحديثة وتكوين الجيش المصري من الفلاحين،  وأشار إلى أن محمد علي عانى من المماليك في بداية الحكم، حيث كان عددهم 470 مملوكًا، لهم إقطاعيات يسيطرون عليها ولن تصلح الدولة بوجودهم، وهم من خانوا المصريين عدة مرات، كان أبرزها خلال وجود محمد علي واليًا على مصر عام 1807 حينما تعاون الألفي بك زعيم المماليك واستدعى الإنجليز لدخول مصر واحتلالها مقابل أن ينصبوه حاكم عليها، ويديروا الأمر لصالحهم، لكن الله أراد أن يموت الألفي قبل دخول الإنجليز بيومين.

واستطرد  أن حملة فريز جاءت إلى مصر 1807 وبدأت الحملة تزحف إلى رشيد، لكنهم لم يجدوا حليفهم الذي مات، ورغم قلة العدة والعتاد والجنود المصريين مقابل أعداد جنود الحملة، إلا أن علي بك السلامكي استعان بما لديه وكانوا 85 جنديًا فقط، واتحد معه رجال مدينة رشيد وشكلوا مقاومة شعبية، حيث تركوا الإنجليز يتسللون إلى الشوارع والحواري ثم هاجمهم الأهالي من الشرفات وألقوا عليهم الحجارة ورشقوهم بالأسلحة اليدوية، حتى هزموهم وفروا من مدينة رشيد.

وأضاف، أن محمد علي باشا دبر مذبحة المماليك للتخلص منهم، لأنه رأى أن مصر لن تتقدم للأمام إلا بعد التخلص منهم، فدبر لهم مكيدة، قبل خروج الجيش إلى الأراضي الحجازية عام 1811، للقضاء على الحركة الوهابية، وهناك دخل الجيش مدينة ينبع بقيادة إبراهيم باشا وبعد قتال شرس وعنيف سيطر على ينبع، ومنها إلى المدينة ونجح أيضًا في السيطرة عليها.

وأكد اللواء صفوت الديب، أن الجيش الذي خرج من مصر في ذلك الوقت كان من الجنود الألبان والأرناءوط، ولم يكن بينهم مصريون، لذلك بعد عامين من دخول جيش إبراهيم باشا للمدينة والأراضي الحجازية، تكررت هجمات الوهابيين حتى انهزم الجيش، فما كان من إبراهيم باشا إلا التفكير في تجنيد الفلاحين المصريين وتدريبهم وضمهم إلى صفوف الجيش.

وأوضح، أن الجيش المصري بمفهومه الحديث بدأ تأسيسه بين عامي 1814 و1815، وفي 1816 خرج الجيش المصري إلى الحجاز، وأعاد فتح المدينة مرة أخرى ثم زحف الجيش إلى مكة وطرد الوهابيين منها، ثم توسع جنوبًا وذهب إلى صنعاء في اليمن، وفتح الحديدة، ثم حضرموت وعدن، وأنهى دولة الوهابيين.

واستطرد، أنه بحلول عام 1817 أصبحت الجزيرة العربية في يد مصر وتحت حكمها، بالإضافة إلى السودان، حيث كان السودان وقتها عبارة عن ممالك متناثرة، وأراد محمد على تنفيذ حملة لتأمين منابع النيل ليضمن استقرار النشاط الاقتصادي والذي كان قائمًا على الزراعة في ذلك الوقت، واعتمد على ابنه إسماعيل باشا الذي قاد حملة السودان وأنشأ مدينة الخرطوم.

وأكد أن الجيش المصري منذ نشأته عام 1814 حقق كثيرًا من الانتصارات خارج حدود الدولة المصرية في ذلك الوقت، من بينها حرب البلقان عام 1822 حين اعتمد على الجنود المصريين من الفلاحين بعد هزيمة جنود الدولة العثمانية أمام الدول الأوروبية، وحرر الجيش المصري أجزاء كبيرة من البلقان بعد هزائم متكررة للجيوش الأوروبية.


وأشار الديب، إلى أن أولاد الفلاحين المصريين، كانوا يقاتلون في مدن شديدة البرودة يتساقط فيها الثلج، ويغطي الأرض إلا أن الجنود المصريين كانوا قادرين على التأقلم سريعًا، حتى تكررت استعانة الدولة العثمانية بهم عام 1832، حيث قاد إبراهيم باشا الجنود المصريين وحاصر عكا حتى فتحها، بينما فشلت الجيوش الأوروبية من قبل في دخولها.

 ندوة تثقيفية بجامعة السويس
ندوة تثقيفية بجامعة السويس
 ندوة تثقيفية بجامعة السويس
ندوة تثقيفية بجامعة السويس
 ندوة تثقيفية بجامعة السويس
ندوة تثقيفية بجامعة السويس
 ندوة تثقيفية بجامعة السويس
ندوة تثقيفية بجامعة السويس