رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فورين بوليسى تكشف سبب رفض مصر الإشراف الأمنى على غزة

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

سلطت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، الضوء على تقرير سابق لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، والتي كشفت فيه رفض الرئيس عبدالفتاح السيسي اقتراحا قدمه له مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، يقضي بأن تشرف مصر على الأمن في قطاع غزة بعد هزيمة حماس حتى تتولى السلطة الفلسطينية القيادة.

الجيش المصرى أقوى جيوش المنطقة يرفض التدخل فى النزاعات الإقليمية

وأوضحت المجلة الأمريكية، أن رفض مصر الإشراف الأمني على قطاع غزة في مرحلة ما بعد حماس لا ينبغي أن يُشكل مفاجأة، فعلى الرغم من تأمين مصر حدودها مع قطاع غزة وإسرائيل بصورة كبيرة، فإن الديناميكيات المصرية الداخلية لا تُتيح هذا الأمر.

وتابعت أن كافة من يحاول إقناع القاهرة بالمشاركة في مثل هذه المهمة الصعبة لن يفلح لأن تقديم حزم المساعدات الاقتصادية لا يؤثر على عملية صنع القرار في مصر.

وأضافت أن موقف المؤسسة العسكرية في مصر واضح منذ عقود طويلة وهو الحفاظ على تماسك مصر ووحدتها وأمن القومي فقط، وهو ما ظهر جليًا في ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وبالتالي ينظر الشعب المصري إلى جيش بلاده على أنه السمة الأساسية للاستقرار والقوة، ولن يخاطر بتعريض هذه المؤسسة العريقة لأي مخاطر خارجية والشروع في أجندة لا تحظى بشعبية.

وتابعت أن هذا المبدأ ظهر أيضًا بعد رفض مصر الاشتراك في حربي ليبيا واليمن، رغم كافة الإغراءات الغربية والعالمية ولكن موقف مصر كان واضحا للغاية، الجيش المصري يدافع عن حدود مصر فقط.

وأوضحت المجلة أن الجيش المصري يُعدّ من أقوى جيوش الشرق الأوسط والعالم، ويعتمد عليه الكثير من العرب من أجل الاستقرار، وكما كتب ستيفن أ. كوك، الكاتب العسكري فإن الجيش المصري ليس مثل نظيره السوري أو باقي الدول العربية، فالجيش المصري غير طائفي ولا يخضع لأي سيطرة أجنبية وإنما هو نسيج مجتمعي متنوع، وبالتالي لا يمكن أن ينحرف كثيراً عن الإجماع العام.

غضب الشعب المصرى من إسرائيل والعدوان على غزة

وأفادت المجلة الأمريكية أن بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، عادت القضية الفلسطينية للتصدر اهتمامات الشارع في مصر، والعديد من الدول العربية والإسلامية، خصوصًا مع استشهاد قرابة 15 ألف فلسطيني في قطاع غزة وصور الدمار الناجم عن العملية العسكرية الإسرائيلية والتي لم تؤد إلا إلى تأجيج المشاعر الشعبية في هذه البلدان ضد إسرائيل ومؤيديها، ودعم الفلسطينيين وكفاحهم لمقاومة الاحتلال.

وتابعت أن هذا التصور السائد لن يختفي في أي وقت قريب، كما يتضح من الاحتجاجات التي تجتاح تلك البلدان، وعلى رأسها مصر، التي يرفض شعبها مبدأ التطبيع مع إسرائيل بالرغم من السلام المبرم منذ 44 عامًا.

وأضافت أنه في ظل الرفض الشعبي المصري للتطبيع مع إسرائيل فإن المؤسسات الأمنية المختلفة لن تجازف بالتعاون مع إسرائيل في أي شىء يخص غزة، كما أن هناك مبدأ مترسخا في مصر وكافة مؤسساتها أن غزة يجب أن يحكمها الفلسطينيون فقط، وأن أي قوة أخرى تتواجد في القطاع حتى لو كانت عربية هى احتلال للقطاع.