رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تختار الكنيسة أسقفا لرعاية الشعب للروم الأرثوذكس؟

البابا ثيؤدوروس
البابا ثيؤدوروس

طرح الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، نشرة تعريفية مترجمة للغة العربية عن (اختيار الأسقف).

وجاء بها أن اختيار أسقف هو أمر في غاية الأهمية والجدية ومسئولية كبيرة تقع على عاتق الرئاسة الكنسية المقدسة؛ لأن الأسقف هو خليفة الرسل. ولهذا لا بد من أن يكون شريك للنهج الرسولى في الرعاية كما ترتل الكنيسة في ابولوتيكيوا (طروبارية) عيد الأساقفة القديسين.

هذا هو السبب الرئيسى في أن القوانين المقدسة تعطي أهمية خاصة لكيفية اختيار الأباء الأساقفة ويُخص بالذكر القانون العاشر لمجمع سرديكيا حيث يقول (من ضمن أمور كثيرة) الأتي: "ونحن نظن أنه لا بد من الفحص بكل دقة ووعي، وبحث من أن يكون أحدهم مستحقًا وقادرًا من أن يعتلي عرش الاسقفية"، أي أنه يجب أن يتم فحص إيمان المرشح لرئاسة الكهنوت ومدى استقامته، أي أرثوذكسيته، وسلامة مسالكه فى الحياة، وثبات فهمه، ونقاء علمه وتواضعه واتساع صدره.

يشرح زوناراس القانون الأول من قوانين الرسل والذي يتعلق بالسيامة "يجب سيامة الأسقف على يد أسقفين أو ثلاثة. ويرى أن الرسامة أو السيامة أو الشرطونية هى استدعاء الروح القدس بالصلاة الحارة لكي ما يعين المرشح لرئاسة الكهنوت ويضع عليه الأيادى رئيس الأساقفة، كما ورد في أعمال الرسل: "فَأَقَامُوا (الرسل) اثْنَيْنِ: يُوسُفَ الَّذِي يُدْعَى بَارْسَابَا الْمُلَقَّبَ يُوسْتُسَ، وَمَتِّيَاسَ. وَصَلَّوْا قَائِلِينَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ الْعَارِفُ قُلُوبَ الْجَمِيعِ، عَيِّنْ أَنْتَ مِنْ هذَيْنِ الاثْنَيْنِ أَيًّا اخْتَرْتَهُ». لِيَأْخُذَ قُرْعَةَ هذِهِ الْخِدْمَةِ وَالرِّسَالَةِ الَّتِي تَعَدَّاهَا يَهُوذَا لِيَذْهَبَ إِلَى مَكَانِهِ"  على ما ورد في أعمال الرسل فإن السيامة ووضع الأيدى يفترضان أن يكون هناك أكثر من مرشح.

يعنى هذا كله أن اختيار أو انتخاب أسقف هو عمل مقدس وينتهى بسر (ميستيريون) الشرطونية، أي وضع الأيادى. إن أخطر أجراء هو انتخاب والتصويت على اختيار أسقف، لأنه هنا يتم الحكم على المعايير التي لابد من أن تنطبق على المرشح لرئاسة الكهنوت. لأن "كل ما يتم فى داخل الكنيسة هو سر مقدس، حتى الصلاة القلبية". 

إن انتخاب المطارنة من مجمع رؤساء الكهنة، بشكل عام، يجب أن يتم بعد التدقيق في مَن يتم اختياره؛ أي يتم دراسة ملف المرشح وحياته واستشارة من يعرفوه ومن عاشروه ودراسته اللاهوتية وحذقه الروحى، وأن يتميز بروح الصلاة وخوف الله؛ لأنه بدوره سوف يرعى، لفترة طويلة أو قصيرة، رعية محددة وسوف يضع أساسات إبارشيته بأنه سوف يُعلم المسيحيين الأرثوذكسي الإيمان المستقيم (الأرثوذكسية)، وسوف يرسم لهم شمامسة إنجيليين وكهنة. وسوف يشارك بعلمه وخبراته في جلسات المجمع المقدس ولجانه المتعددة، وخاصة في لحظات وقرارات عصيبة من تاريخ الكنيسة المحلية؛ لأن كل القضايا في الكنيسة هى نتاج الشركة والعمل المشترك، "لأن الله يعمل والإنسان يشترك في العمل".