رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مناقشة رواية "العالم في ظهري" لتوماس ميلا بمعهد جوته بالقاهرة

كتاب العال في ظهري
كتاب "العال في ظهري"

ينظم "ملتقى الكتب" بمعهد جوته بالقاهرة، مناقشة رواية "العالم في ظهري" لتوماس ميلا، ترجمة معتز المغاوري، وذلك يوم الخميس الموافق 30 نوفمبر 2023.

ويستضيف الملتقى المترجمة الدكتورة هبة شريف، ويدير الحوار الكاتب الصحفي إسلام أنور.

وهذه ليست رواية، ولا قصة، إنها أشبه بالاعترافات أو بتشخيص ذاتي للمرض، ليس من أجل أن يغفر أحد للكاتب ما قام به من تصرفات فقط، لأنه مريض ندم عليها فيما بعد.

ولا يريد الكاتب أن يجعل المرض سببًا لكل تصرفاته، ولكنه يريد أن يكشف عن أدق مكنون نفسه الممزقة، أن يظهر لنا العالم من وجهة نظره، فنرى من خلال عينيه كم هو مرعب وغير محتمل.

ينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام، يعرض كل قسم نوبة من نوبات الهوس الاكتئابي أو نوبة من نوبات الشخصية ثنائية القطب. يظهر أمامنا في وضوح مؤلم كم الأوهام التي تسيطر على المريض، وكم الشعور بأنه ملاحق من الجميع، وكيف أن يشعر بشكل دائم أنه ضحية لمؤامرة ما.

ويعرض لنا الكتاب كيف يمشي المريض في الشوارع وهو يرى في كل شيء إشارة أو علامة، يرى في تصرفات الناس البسيطة تآمرًا أو سخرية أو عدوانية، ويفترض دائمًا أنه محور الشائعات والحديث. إنه عالم مخيف ذلك الذي يراه المريض بالهوس الاكتئابي، لنسأل أنفسنا ونحن نقرأ الكتاب كيف يستطيع تحمله: فالمصحة التي يدخلها يراها سجنًا، والأدوية التي يتناولها تثبط من نشاطه وتصيبه بالبلادة، ولكن بدونها يتصرف تصرفات يندم عليها فيما بعد أو يخجل منها.

ويصور الكاتب كيف دمر سمعته بتصرفاته المجنونة النابعة من المرض، وكيف أنه في كل قراءة أدبية أو مسرحية أو احتفال أو تسلم جائزة ما، يقوم بفعل جنوني، يستعدي الناس أو يبعدهم عنه.

ويحكي الكاتب كذلك كيف التف أصدقاؤه حوله في البداية وأجبروه على الدخول في المصحة، ثم فقدهم واحدًا بعد الآخر، وكيف أصبح غير قادر على التواصل الإنساني؟

إنه كتاب به صدق مؤلم في محاولة لتوضيح الذات المدمرة لنفسها ولعلاقاتها بالآخرين، الذين لم يعودوا يفهمون تصرفات المريض، لأن المريض نفسه لا يفهمها.الرواية بها أيضًا سرد لمواقف يلتقي فيها الراوي بأشخاص وهمية، بيكاسو ومادونا وفرق موسيقية وكتاب مشهورين، وسرد آخر للحظات الاكتئاب واليأس المميت عندما يكون وحيدا.

عندما تكون شخصًا ثنائي القطب، تفتقر حياتك إلى الاستمرارية، يدمر المرض ماضيك ويهدد مستقبلك، مع كل مرحلة مرضية تصبح حياتك التي عرفتها حتى تلك اللحظة غير قابلة للاستمرار. لم تعد أنت نفس الشخص الذي كنته قبل نوبة المرض، ولم تعد تعرف كيف ستكون في المستقبل. هكذا يسقط بك المرض خارج منظومة المجتمع، ولا تعود تنتمي إليه.