رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"كذب على العالم".. مسئولون إسرائيليون يكشفون سر استشهاد 13 ألف فلسطينى بغزة

استهداف المدنيين
استهداف المدنيين في غزة

قالت تقارير لوسائل إعلام إسرائيلية إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تنفذ معظم الغارات الجوية وإلقاء القنابل على قطاع غزة من خلال الطائرات دون طيار، ما تسبب في ارتفاع حصيلة الضحايا بسبب عدم القصف العشوائي لهذه الطائرات على مناطق المدنيين.

وحسب تقرير لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، يتردد صدى أصوات الطائرات دون طيار فوق خان يونس وغيرها، أكبر مدينة في جنوب قطاع غزة، وهذا الضجيج المستمر ليس انفجار قنبلة أسقطتها طائرة إسرائيلية، لكنه الطنين المنخفض للطائرات الإسرائيلية دون طيار التي تحلّق في سماء المنطقة.

وقال طارق حجاج، صحفي فلسطيني مستقل: "إنهم لا يغادرون السماء أبدًا"، حيث تكشف الشهادات والبيانات عن مفاجأة صادمة قد تكون السر وراء استشهاد أكثر من 13 ألف فلسطيني حتى الآن في غزة، وفقًا لما كشف عنه مسئول إسرائيلي.

الكذب على العالم..  إجراءات تقليل الخسائر فى صفوف المدنيين لا يتم اتباعها

وأكدت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، أنه مع فرار المدنيين من شمال غزة، فإن تركيز الاهتمام الدولي- ومخاوف العديد من الفلسطينيين- هو كيف يمكن لإسرائيل أن تشن حربًا في جنوب غزة، وينصب التركيز بشكل خاص على الضربات الجوية.

وادّعى مسئولون إسرائيليون، من بينهم مشغلون لطائرات دون طيار، أنهم يتبعون إجراءات صارمة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، حيث يجب أن يوقّع المحامي العسكري التابع لقوات الدفاع الإسرائيلية على كل ضربة بعد مراجعة المعلومات الاستخبارية، ولكن يبدو أن هذه الإجراءات لا يتم اتباعها.

 إسقاط 6 آلاف قنبلة على غزة خلال الأسبوع من العدوان

وتابعت الشبكة الأمريكية أن الحجم الهائل للغارات الجوية التي نفذتها إسرائيل في مثل هذه المناطق المكتظة بالسكان أمر مثير للقلق، ففي الأسبوع الأول من العدوان أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي 6 آلاف قنبلة على غزة، بينما في عام 2019 أسقطت الولايات المتحدة 7400 قنبلة في أفغانستان على مدار عام كامل.

وقالت البروفيسورة جانينا ديل، المديرة المشاركة لمعهد الأخلاق والقانون والصراع المسلح بجامعة أكسفورد، إنها تشعر بالقلق من أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي.

واستشهدت "ديل" بعدد الغارات الجوية، واستشهاد 13 ألف فلسطيني، وتصريحات المسئولين الإسرائيليين التي قالت إنها تشير إلى أنهم يعتقدون أنه ليس كل المدنيين الفلسطينيين يستحقون الحماية، وتابعت: "إذا أخذنا هذه الأمور الثلاثة معًا، فمن الصعب تصديق أن جميع الضربات الجوية تمتثل للقانون الإنساني الدولي".

 إسرائيل تقصف غزة بطائرات دون طيار 

وأفادت الشبكة الأمريكية بأنه منذ الكشف عن عدد الغارات الجوية التي نفذها خلال الأسبوع الأول من الحرب، رفض الجيش الإسرائيلي تحديد عدد القصف الذي نفذه، وقال مسئول إسرائيلي، طلب عدم ذكر اسمه، إنه لا يستطيع الكشف عما إذا كانت المقاتلات الحربية أم الطائرات دون طيار هي التي تنفذ غالبية الضربات الإسرائيلية.

وأضاف: "الغالبية العظمى من الغارات تُنفذها طائرات دون طيار، وبعضها فقط ينفذها طيارون من سلاح الجو الإسرائيلي".

وتابعت أن استخدام إسرائيل الطيارات دون طيار في الغارات قد يكون وراء العدد الهائل من الشهداء الفلسطينيين في غزة وسقوط الآلاف بين صفوف المدنيين، على الرغم من ادعاء إسرائيل بأنها تستبعد كافة الأهداف التي يكون فيها أطفال، ولكن بالنظر للأعداد الهائلة بين الأطفال الضحايا يبدو أن هذا ليس حقيقيا.

وأضافت أنه بالنظر لطبيعة قطاع غزة من حيث إنه مربع مكتظ بالسكان وملىء بالتضاريس الجغرافية، فإن تنفيذ ما أعلن عنه الجيش الإسرائيلي خلال القصف هو أمر يبدو مستحيلًا.

وقال اللفتنانت كولونيل بالجيش الأمريكي بول لوشينكو، إن القانون الإنساني الدولي يتطلب من المقاتلين الالتزام بمبادئ التمييز (بين المدنيين والمقاتلين)، والتناسب (استخدام القوة المتناسبة)، والضرورة العسكرية (الحاجة إلى تحقيق هدف عسكري مشروع)، حيث يجب أن تنطبق القواعد على كل من العمليات البرية والغارات الجوية، بما في ذلك هجمات الطائرات دون طيار.

وتابع أن غارات الطائرات دون طيار التي نفذتها دولة الاحتلال الإسرائيلي أدت على الأرجح إلى سقوط ضحايا من المدنيين لأنها لم تكن دقيقة.

وفي الأسبوع الماضي، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الجيش الإسرائيلي بشن "هجمات متكررة وغير قانونية على المرافق الطبية"، مضيفة: "يجب التحقيق فيها باعتبارها جرائم حرب". 

ضربات إسرائيلية سرية فى الضفة الغربية

وكشفت الشبكة الأمريكية عن أن الضربات بالطائرات دون طيار لا تقتصر على غزة فقط، وإنما تمتد إلى الضفة الغربية، وهو ما ظهر في مبنى حركة فتح التابعة للسلطة الفلسطينية في مخيم بلاطة للاجئين، بالقرب من نابلس، في الضفة الغربية، حيث يبدو أن غارة الطائرة دون طيار يوم الجمعة قد أحدثت فجوة في سقفها.

وزعم جيش الاحتلال أنه استهدف "مخبأ يستخدمه الإرهابيون"، بينما قال سكان إن خمسة أشخاص استشهدوا في القصف، وكان أحدهم رجلًا يسير بجوار المبنى، حسب شهود عيان، والآخر صبي يبلغ من العمر 15 عامًا استشهد بداخل المبنى.

وتابعت الشبكة أنه خلال جنازة الشهداء في الضفة الغربية شوهدت طائرة دون طيار تحلّق في سماء المنطقة. وقال أحد الرجال: "حتى بعد القصف، لا تزال تتجول، إنها تراقب كل شيء في المنطقة".

محاولات فاشلة لتقليل خسائر الجيش الإسرائيلى  

وقالت ديل، الأستاذة في جامعة أكسفورد، إنها تشعر بالقلق من أن القادة في إسرائيل يعتمدون بشكل كبير على ضربات الطائرات دون طيار من أجل تقليل خسائر قواتهم، ولكن على الجانب الآخر تسبب هذا الأمر في سقوط الآلاف من الضحايا بين المدنيين في غزة.

وتابعت: "الخطأ الأكبر يقع على عاتق القادة التي تعطي جنودها أوامر بإطلاق النيران بغض النظر عن البعد الأخلاقي والإنساني والالتزام بمبدأ حماية المدنيين".