رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بُعد جديد للمواجهات.. ما تداعيات خطف الحوثيين سفينة شحن إسرائيلية؟

صورة السفينة المختطفة
صورة السفينة المختطفة

بعد أن هدد الحوثيون إسرائيل علنًا عدة مرات منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، حيث هاجم وكلاء إيران في العراق وسوريا القوات الأمريكية 60 مرة، وأطلق الحوثيون طائرات دون طيار وصواريخ كروز وصاروخًا باليستيًا على إسرائيل خلال الشهر ونصف الشهر الماضيين- تم اختطاف سفينة شحن إسرائيلية باسم "جالاكسي ليدر" في البحر الأحمر، وعلى متنها طاقم من عشرين شخصًا.

الحادث وُصف بأنه تصعيد جديد من قبل إيران ووكلائها، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن "اختطاف سفينة شحن من قبل الحوثيين بالقرب من اليمن في جنوب البحر الأحمر هو حادث خطير للغاية وله عواقب عالمية. غادرت السفينة تركيا في طريقها إلى الهند، وعلى متنها مدنيون من جنسيات مختلفة، وليس من بينهم الإسرائيليون. إنها ليست سفينة إسرائيلية"، فيما أعلن الحوثيون وإيران أنها سفينة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي.

تضامن مع حماس 

كان الحوثيون قد أطلقوا عدة صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة على إيلات منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس الشهر الماضي، وتم اعتراضها جميعها أو أخطأت أهدافها. وتم إسقاط أحد الصواريخ أرض- أرض بواسطة نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي الأكثر تطورًا، آرو 3، مما يمثل أول اعتراض ناجح للنظام لصاروخ.

ثم واجهت صواريخ الحوثي وطائراته المسيرة الموجهة إلى إسرائيل حملة سخرية وتهكم واسعين من عدم جدواها أو فاعليتها، ولم يحدث أي رد فعل إسرائيلي يوحي بأنها مثلت خطرًا كافيًا يمكن الجزم معه بأن الجماعة أصبحت جزءًا حقيقيًا من المعركة. وفي الأسبوع الماضي، قال زعيم الحوثيين إن قواته ستشن المزيد من الهجمات على إسرائيل، ويمكنها استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. وقال مسئول دفاعي أمريكي: "نحن على علم بالوضع ونراقبه عن كثب"، وبعد اختطاف السفينة الإسرائيلية بدا أن الأمور دخلت مرحلة أخرى.

توسيع الحرب 

وجاء الهجوم في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى على منع إضفاء الطابع الإقليمي على حرب غزة بين إسرائيل وحركة حماس، مع وجود مخاوف من توسيع الحرب لتشمل جبهات أخرى في المنطقة مثل سوريا ولبنان واليمن التي تنشط بها ميليشيات تابعة لإيران.

وفي يوم السبت الماضي، قبل الهجوم، قال مستشار الرئيس الأمريكي، بريت ماكجورك، للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، خلال مؤتمره في المنامة، إن الولايات المتحدة مستعدة لجميع الطوارئ في المنطقة، مشيرًا إلى أنها، لهذا السبب، نقلت مجموعة حاملة طائرات إلى المنطقة. وأضاف: "لم ننشر مجموعة حاملة طائرات هجومية بسبب التهديد القادم من حماس"، بل مع التركيز على إيران والعديد من الجماعات الوكيلة لها. وأكد ماكجورك: "لقد تم نشر طراد في البحر الأحمر، وليس من قبيل الصدفة".

وأوضح: "عندما أطلق الحوثيون ما يقرب من 30 صاروخًا باليستيًا وطائرات دون طيار على إسرائيل، نعتقد أن طرادنا دمرها وأسقطها".

وأضاف: "لهذا السبب قمنا بنشر أصولنا العسكرية هنا، وستبقى هنا بينما نعمل على الخروج من هذه الأزمة". كما تحدث عاموس هوشستاين، أحد كبار مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن لشئون الطاقة والاستثمار، عن الجهود الأمريكية لاحتواء حرب غزة عندما ألقى كلمة أمام مؤتمر المنامة يوم الأحد.

تهديد حقيقى 

تهديد السفن والزوارق الإسرائيلية في البحر الأحمر يمكن أن يعطي المواجهات بعدًا جديدًا، خصوصًا أن محور إيران في المنطقة اعترف على لسان حسن نصر الله، زعيم «حزب الله» في لبنان، بأن الصواريخ والمسيرات الحوثية لا تصل إلى إسرائيل، وكان الرهان حينذاك بأن الحوثي لا تقدم على مغامرة أكبر.

ولكن على الرغم من ذلك، وما يؤكد أن هناك بعدًا جديدًا للحرب، هو أنه رغم حجم القوات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، والذي كان من الممكن أن يردع الحوثي من توجيه ضربات حقيقية ومؤثرة، إلا أن التصعيد الذي سببته الحوثي يبدو أنه سيغير هذه التوقعات.

ولا يمكن تجاهل حقيقة أن إيران تسعى من خلال أذرعها في المنطقة لإحكام السيطرة مستغلة الحرب في غزة، وإثبات أنها الجهة الوحيدة التي تقف في صف الشعب والمقاومة الفلسطينيين.