رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شهود عيان من جباليا وخانيونس ودير البلح يرون لـ"الدستور" مجازر الاحتلال المستمرة

غزة
غزة

من جباليا شمال مدينة غزة وحتى خانيونس ودير البلح ورفح أقصى جنوب غزة التي روج الاحتلال أن مدن الجنوب آمنة، كشف عدد من الأهالي لـ"الدستور" في تلك المناطق عن مأساة التهجير والنزوح بالتزامن مع استمرار القصف وسقوط عشرات الشهداء أمام أعينهم وآخرها استهداف المدارس.

أبو سالم: نعد الطعام على الحطب والخشب

من دير البلح، قالت هالة أبو سالم، الأوضاع صعبة للغاية في كافة المدن بقطاع غزة، وخاصة أن الاحتلال قطع الاتصالات وأصبحنا مقطوعين عن العالم.

وأضاف أبو سالم في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الأوضاع سيئة جدا، نحن على أبواب مجاعة، لعدم توفير الدقيق، لافتة إلى أن الاحتلال قصف مطحنة السلام بمدينة دير البلح قبل يومين، ولن نستطيع توفير رغيف الخبز لأطفالنا.

وتابعت أبو سالم "نحن نطبخ ونعد الطعام الان على الحطب لعدم توفر غاز الطهى، هذا بجانب انقطاع الكهرباء، مؤكدة أن القصف مستمر علي مدار 24 ساعة على كل قطاع غزة غير القصف من البحرية، لا يوجد دقيقي ما يقصفوا فيها".

وعن وضع الأطفال في ظل القصف المستمر في قطاع غزة، قالت أبو سالم: "أطفالنا في رعب وخوف وقلق وحياتهم اختلفت، في حالة ذعر دائمة بسبب أصوات القصف والطائرات المستمر".

أحمد: انتشار غلاء فاحش في رفح وغياب السلع وبيع المساعدات  

ومن رفح جنوب قطاع غزة، قال الدكتور خالد أحمد، القصف والعدوان المستمر أسفر عن انتشار غلاء فاحش وغياب للسلع الأساسية من الأسواق، وحالة فقر، الأهالي تبحث منذ الصباح الباكر عن حطب أو كرتون لإشعال النار ومن ثم تحضير الطعام والخبز لعدم توافر الغاز.

وأكد أحمد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن ما يحدث الان في رفح وباقي مدن قطاع غزة معاناة لم تمر علينا من خمسين سنة.

وحول مصير المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تدخل إلي غزة، قال أحمد للأسف المساعدات لا تكفي النازحين، وتباع بأسعار خيالية، مشيرا إلي أن رفح يتواجد بها الان أكثر من 800 ألف نسمة، أي 4 أضعاف سكانها وربما وصل مليون.

وعن وضع المستشفيات في الجنوب مع استمرار استهداف الاحتلال لها، قال أحمد وضعها سيء، بسبب نقص الوقود والأدوات الصحية وعدم قدرتها علي معالجة الإصابات في ظل نقص حاد في الأدوية.

أسرة من جباليا: كل شئ نفذ والاحتلال مستمر في قصفنا

ومن جباليا بمدينة غزة، قال مجموعة من شهود العيان فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم بسبب استهداف الاحتلال لهم ولكل من يدلي بتصريحات للاعلام، أن الوضع كارثي للغاية في شمال غزة ووادى غزة بسبب استهداف الاحتلال المباشر لها، واعتبارها منطقة أعمال عسكرية.

يقول أحد الأفراد في حواره لـ"الدستور"، أن شقيقتيه الإثنين حوامل، إحداهن حامل بالشهر الأخير والأيام الأخيرة ذهبت ثلاث مرات إلى مستشفى العودة مشيا علي الأقدام مسافة 6 كيلو متر في كل مرة بسبب عدم وجود سيارات أو وسائل مواصلات فقط عربات تجرها الحمير، وطلب منها الاطباء أن تذهب باليوم التالي بسبب عدم توافر أماكن أو أسرة بسبب كثرة أعداد الجرحي والمصابين جراء القصف.

وأضاف أن وضع شقيقته غير مستقر، وخاصة أنها بالأيام الأخيرة لتضع مولودها في هذه الأيام العصيبة.

ويوضح أن ما حدث في مدرسة الفاخورة مأساة كبيرة، مشيرًا إلى أن المستشفى الإندونيسي خرجت بالفعل عن العمل بسبب نقص الوقود، موضحا أنه تم نقل جرحى ومصابين الفاخورة إلى مستشفى كمال عدوان وهي مستشفى غير متخصصة في الجراحة فهي مستشفي صغير للأطفال لا يوجد به أي شئ لإجراء عمليات جراحية كبيرة، خاصة أن كافة الإصابات التي وصلت إلى المستشفى إصابات خطرة وصعبة وتحتاج إلى تدخل جراحي.

ويضيف أن هناك 3 عائلات بمنزلهم الآن بمخيم جباليا من الأهل النازحين إليهم من شرق جباليا، أكثر من 75 شخصًا بمنزل واحد، لافتا إلى أن الأوضاع المعيشية في غاية الصعوبة مع انقطاع الكهرباء والماء والوقود المستمر.

وأضاف أن الأوضاع المعيشية صعبة للغاية يأكلون يوم ويوم لا بسبب عدم توافر السلع والدقيق، وخاصة مع عدم وصول المساعدات الإغاثية منذ السابع من أكتوبر، وخاصة أن منطقة وادى غزة شمال غزة أغلق الاحتلال كافة الطرق عليهم لعدم إيصال المساعدات إليهم، والمساعدات تدخل إلي جنوب غزة، ولكن لمدة أكثر من 45 يوم لم يدخل شئ إلي مدينة غزة نفسها، موضحا أنه يتواجد حاليا أكثر من 700 ألف فلسطيني موجودين الان في شمال غزة من أصل مليون ومائة لم يستطيعوا المغادرة بسبب عدم وجود مناطق آمنة واستمرار القصف حتى في مناطق الجنوب التي زعم الاحتلال أنها امنة.

بكر: الأوضاع اتجهت للأسوأ ونلجأ إلي النايلون لحمايتنا من الشتاء والأمطار

ومن خانيونس، قال زكريا بكر نازحا من مخيم الشاطئ، أنه كان شاهدا على مجزرة الاحتلال بحق عائلة أبو حطب، إذا أنهم جيرانه الجدد في خانيونس الامنة وفقا لرواية الاحتلال الإسرائيلي الكاذبة.

وأكد بكر في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الأوضاع اتجهت للأسوا وخاصة مع عدم توافر أبسط متطلبات الحياة من مياه وأكل ودقيق، مشيرا إلى أنه منذ الصباح الباكر يبحث عن الدقيق.

وأوضح بكر أنهم يلجأون إلي الحطب والخشب لإشعال النار وطهي ما يوجد من طعام أو تحضير الخبز إذا توافر الدقيق.

وأشار بكر إلى أن معه 21 فردًا من أفراد أسرته مسؤولين منه في تلك الأيام العصيبة، لافتًا إلى أنهم موزعون بين الشقق ومداخل العمارة نظرًا للتزاحم وصغر حجم الوحدات السكنية.

وأضاف بكر أنهم يلجأون إلي البلاستيك والنايلون لحمايتهم من برد وأمطار الشتاء، بجانب البحث يوميا علي المواد الغذائية التي لم تعد متوفرة بالمتاجر، بجانب نقص الماء والبطاطين، قائلًا: "لمدة 3 أيام أبحث عن كيس دقيق ولم أعثر عليه".