رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فرصة لـ"حماس": لماذا ترفض إسرائيل وقف إطلاق النار فى غزة لعدة أيام؟

حماس
حماس

ازداد الحديث خلال الأيام القليلة الماضية عن مفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، حيث تحاول عدة جهات دولية من بينها الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل لقبول وقف طلاق النار في مقابل صفقة تتضمن تحرير "عدد" من المختطفين في قطاع غزة.

الصفقة

الحديث يدور عن صفقة جزئية تشمل إطلاق سراح أطفال ونساء، وربما أيضًا رجال بالغين تخطوا سن الخدمة في الجيش الإسرائيلي، في البداية رفضت إسرائيل بشكل قاطع العرض، لكن خلال الأيام الأخيرة بدا أن هناك أمل ما في تحقيق شيئًا، ويرجع ذلك ربما بسبب الضغط العسكري الذي تعانيه "حماس" جرّاء الدخول البري العسكري الإسرائيلي، وربما بسبب ليونة في مواقف المجلس الوزاري المصغر، الذي رأى أن تحرير عدد من المختطفين يكون مقابل لهدنة أيام قليلة.

وقف إطلاق النار

وقف إطلاق النار، الذي يدفع به المجتمع الدولي لأسباب إنسانية تتعلق بالوضع المتدهور في القطاع، بالنسبة لإسرائيل يمثل تحديًا كبيراَ وتهديدًا للعملية العسكرية التي تجريها في غزة. بينما يمثل وقف إطلاق النار فرصة لحماس للـ"التنفس"، في مقابل الإفراج عن عدد قليل من المختطفين.

فرصة لـ"حماس"

من الناحية اللوجستية، سيكون وقف إطلاق النار فرصة لحركة حماس لإعادة تحسين أوضاعهم استئنافًا للأعمال القتالية لاحقًا.

حيث سيتيح وقف إطلاق النار إعادة مدّ خطوط الاتصال التي تم التشويش عليها بين المرافق المختلفة التابعة لحركة "حماس"، فوق الأرض وتحتها جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية. حيث ستتيح تلك الهدنة لحماس إعادة إصلاح هذه الخطوط، وربما شق ممرات جديدة عبر الأنفاق، التي تم سدها، إما نتيجة قصف سلاح الجو، أو بفعل نشاط الجيش الإسرائيلي على الأرض.

من ناحية عملياتية، سيتيح وقف إطلاق النار لحركة "حماس" فرصة لتزويد منصات الصواريخ القريبة من المناطق التي تخاض فيها الأعمال القتالية، وهي المنصات التي فرغت خلال المعارك الأيام الأخيرة، وهو ما يعني أنه بعد استئناف القتال ستعيد حماس إطلاق المزيد من الصواريخ على إسرائيل. كما يمكن لحركة "حماس" أيضًا أن تعيد تنظيم قواتها، وأن تزود المواقع المعزولة والمحاصرة بالإمدادات.

بينما التحدي الأكبر لإسرائيل، هو الإضرار بفرصة تحرير المختطفين، حيث ستتيح الهدنة فرصة لحركة حماس لنقل هؤلاء المختطفين من مكان إلى آخر، كما يمكن لحماس أن تقوم بتجميع المختطفين الموجودين في قبضة جهات أُخرى في القطاع، ليكون في استطاعتها، تعزيز موقفها التفاوضي.

الأسباب السابقة هي التي تقف خلف رفض إسرائيل وقف إطلاق النار ليومين أو ثلاثة، وتكتفي فقط بالقبول بتنفيذ هدنة عدة ساعات.